للنجاح طعم لا يوازيه طعم، ولا يعرفه سوى من تذوّقوه من صناع النجاح، واليوم يتذوق كل إماراتي طعم الإنجاز الأكبر الذي خططت له القيادة وباركته، وصنعه الشعب، ممثلاً في وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ، وهو طعم لن يتذوّقه شعب الإمارات مرة واحدة وكفى، ولكنه الطعم الدائم الذي سيتجدد مع كل إنجاز يحققه المسبار على سطح الكوكب الأحمر.
أول أمس بشّـرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بـ«أول صورة للمريخ بأول مسبار عربي في التاريخ من ارتفاع 25 ألف كم عن سطح الكوكب الأحمر»، وفي نفس اليوم وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إرسال أول صورة للمريخ بعدسة مسبار الأمل، بأنها «بشرى خير، وفرحة جديدة.. ولحظة فارقة في تاريخنا، تدشن انضمام الإمارات إلى نخبة دول العالم المتقدمة في استكشاف الفضاء».
نعم هي بشرى خير وفرحة جديدة في سلسلة أفراح الإمارات، وهي تستعد للخمسينية الثانية في تاريخها الفتي، بتدشين انضمامها إلى نخبة المستكشفين للفضاء والفاتحين لآفاق جديدة في مستقبل الإنسانية، والمسجلين دولتهم بحروف من نور في سجل دول البحث والعلم والقفز إلى المستقبل.
قبل أشهر احتفلنا بنجاح إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ، والأسبوع الماضي احتفلنا ومعنا الحالمون بمستقبل أفضل للإنسانية، بنجاح وصولنا إلى المريخ، وأول أمس أبهجنا بدء مسبار العرب الأول في أداء مهامه وإرساله من على ارتفاع 500 مليون كيلومتر أول صورة يلتقطها في الكوكب الأحمر، وغداً وبعد غد وبعد بعد غد، ستتوالى أفراحنا بتوالي إنجازاتنا، ابتداء من توالي التقاط المسبار للصور، وتوالي تحليلها واستخراج المعلومات والبيانات الكفيلة بأن يعرف العالم من خلالنا، طبيعة مناخ الكوكب الأحمر وتفاصيل طقسه ومحددات غلافه الجوي، للوقوف على مدى إمكانية أن يكون كوكباً مناسباً للعيش فيه.
وإذا كان إنجازنا كبيراً فمهامنا المستقبلية كبيرة والمنتظر أكبر، والعالم كله يُدرك أننا سنؤدي هذه المهام على أكمل وجه؛ لأننا دولة لا تُخلف الوعد ولا تتردد في أن يكون لها دور فاعل في رسم معالم مستقبل الإنسانية.
بوصول مسبار الأمل إلى المريخ أعلنت قيادة الإمارات بدء الاستعداد للخمسينية الثانية، وبالإنجازات التي تحققها الدولة في مجال علوم الفضاء ومجال محاربة كورونا، ومجال مدّ يد العون للمحتاجين حول العالم، وباحتلال المراكز الأولى في مؤشرات الأداء الحكومي والعلمي والخدمي والإنساني، ستواصل خطواتها نحو خمسينية جديدة ستتضاعف خلالها الإنجازات وسيتجاوز قدر الدولة، كوكب المريخ، وطالما أن القيادة واعية ملهمة والشعب متوحد، فلن يكون هناك مستحيل.