عادي
«تنمية المجتمع» شحذت الهمم بمبادرات خلّاقة خلال الجائحة 3

المتطوعـون صمام أمان الإمارات في الأزمات

01:24 صباحا
قراءة 13 دقيقة
Video Url
1

تحقيق: محمد ياسين

تتسابق مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية مع الزمن، لمواجهة جائحة «كورونا» باعتماد أفضل الطرق والأساليب الممكنة للحد من انتشار الفيروس، وتخصص العديد من المبادرات والفعاليات لتوعية الأفراد ودمجهم في أنشطة تطوعية تمس سلامة وصحة المجتمع.
 «الخليج» سلطت الضوء على واحدة من المبادرات الرائدة التي أطلقتها وزارة تنمية المجتمع تحت عنوان: «الإمارات تتطوع»، وهي مبادرة خلاقة تهدف إلى ترسيخ روح التعاون بين المؤسسات والقطاعات المشتركة، وكذلك مشاركة أفراد المجتمع في أنشطة توعوية لمواجهة انتشار «كوفيد-19».
في أبريل 2020 ومع تفشي «كوفيد 19»، أطلقت اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع»، وتمت إدارتها من قبل وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة الإمارات، بالشراكة مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
قالت حصة تهلك الوكيل المساعد لقطاع التنمية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، إن الحملة تهدف إلى توحيد الأنشطة التطوعية على مستوى الدولة، وتعزيز التكامل والتعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة كافة، ومشاركة المجتمع ضمن سياق تأكيد التلاحم والتعاون في الإمارات، ودعم الجهود الوطنية لمواجهة انتشار فيروس (كوفيد-19). 
وتستهدف دعم جهود المتطوعين على مستوى الدولة، وتسخير خبرات ومهارات ومواهب أفراد المجتمع، وإشراكها في عملية التطوع من خلال الميدان، مع الحرص على سلامتهم الصحية ذات الأولوية لدى الجميع.
وأوضحت حصة تهلك: استحدثت المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات» العديد من المبادرات والفرص والأنشطة المتنوعة مع شركائها من مختلف القطاعات، ما ساهم في إشراك أكبر عدد من المتطوعين في أنشطتها التي انقسمت إلى نوعين رئيسيين هما: التطوع الميداني لدعم الجهود الميدانية المباشرة للتصدي لانتشار الفيروس في الإمارات عن طريق مشاركة الخبرات والمهارات المتخصصة لمساندة أبطال خط الدفاع الأول. والتطوع الافتراضي لتحقيق الالتزام بالبقاء في المنزل للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، والمساهمة عن بعد بتقديم المهارات والخبرات الخاصة أو عبر مؤسسة أعمال يمتلكها المتطوع.

بينت حصة تهلك الوكيل المساعد لقطاع التنمية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، أن قاعدة بيانات منصة الإمارات للتطوع، شكلت أكبر قاعدة بيانات وطنية تجمع المتطوعين والمبادرات والشركاء عبر منصة واحدة تضم أكثر من نصف مليون متطوع.
واعتمد مجلس الوزراء تشكيل اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي نائباً للرئيس، وتضم ممثلين من الجهات ذات العلاقة، وقد كانت أولى مبادراتها إطلاق حملة «الإمارات تتطوع»، التي تشرف عليها حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع.
وأظهرت دولة الإمارات جاهزية نوعية في التصدي لهذه الأزمة، من خلال إدارة أكبر منظومة تطوعية تشاركية، دعمت الجهود الميدانية لأبطال خط دفاعنا الأول، وعززت ثقافة التطوع الافتراضي لمساعدة جميع فئات المجتمع، ما ساهم في تحقيق جملة من الأهداف التنموية والمجتمعية وحتى اليوم، لا يزال التطوع يؤدي مهاماً وطنية وتنموية تعود بالنفع على الجميع.
40 ألف متطوع
وذكرت حصة تهلك أن المتطوعين المسجلين في الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع» خلال الجائحة 40 ألف متطوع من المواطنين والمقيمين من 154 جنسية من ضمنهم حوالي 11 ألف متطوع متخصص «لإسناد الفرق الطبية في خط دفاعنا الأول»، كما وفرت الحملة خلال الجائحة 647 فرصة تطوعية.
وتعد اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، أبرز المنجزات الوطنية والتنموية لدعم وتشجيع وتنظيم التطوع على مستوى دولة الإمارات، في إطار تطوير منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة خلال الأزمات، بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية بالعمل التطوعي في الدولة من أفراد ومؤسسات. وجاء تشكيل هذه اللجنة في ضوء القرارات التي أعلنت عنها حكومة الإمارات للوقاية من فيروس كورونا «كوفيد 19»، وفي إطار الجهود الحكومية لدعم العمل التطوعي وأنشطة خدمة المجتمع على مختلف الصعد، وتقديم كامل الدعم المطلوب للمتطوعين وجهات التطوع وتنسيق العمل بينهما. 
وقد قام مجلس الوزراء بتشكيل فريق عمل الفرص الوطنية للتطوع خلال الأزمات «الفريق التنفيذي للتطوع» التابع للجنة الوطنية للتطوع، ومهمته التنسيق والإشراف على عمل الجهات التطوعية على مستوى الدولة خلال الأزمات، وتفعيل منصة «متطوعين.إمارات» كمنصة رئيسية لاستقبال واعتماد طلبات التطوع وقت الأزمات، والإشراف على المتطوعين وضمان صحتهم وسلامتهم وتقديم كافة الدعم اللازم لهم، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المحلية الحكومية وشبه الحكومية لتوحيد الحملات التطوعية خلال الأزمات. ويرأس الفريق حصة عبد الرحمن تهلك الوكيل المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، ويضم في عضويته مجموعة من المعنيين من أصحاب القرار من المؤسسات المعنية، وتستهدِف مبادرات الفريق جميع الفئات في المجتمع، حيث تُركِّز على تعزيز ثقافة التطوع، والفرق التطوعية، وتشجيع فئات المجتمع على الإقبال على العمل التطوعي. من خلال الابتكار الدائم، بهدف تقديم خدمات تطوعية مبتكرة وفق أعلى معايير السلامة المهنية للأفراد والمؤسسات المشاركة.
تكافل مجتمعي
ومن جانبه أكد الدكتور محمد مراد عبدالله، مستشار نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أولت العمل التطوعي اهتماماً خاصاً باعتباره من أعمال الخير والبر يهدف إلى مساعدة المحتاجين وغير القادرين على توفير احتياجاتهم الحياتية سواء أثناء الأزمات والكوارث أو في ظروف العوز والحاجة، وبالتالي يعزز التكافل المجتمعي بين أفراد المجتمع.
وتابع: لا شك بأن الدور الذي قامت به وزارة تنمية المجتمع أثناء الظروف الاستثنائية والإغلاق العام بسبب جائحة كورونا لتنسيق جهود العمل التطوعي بين الجهات والمؤسسات التطوعية والخيرية ساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء عن كاهل المحتاجين ونشر الوعي بين أفراد المجتمع بضرورة التكاتف ومساعدة الآخرين وكانت النتائج إيجابية وحققت الأهداف المرجوة.
وأوضح الدكتور محمد مراد أن ما يميز العمل التطوعي في الدولة وجود آليات عمل واضحة من خلال المنصات الوطنية للتطوع والبرنامج الوطني للتطوع لحالات الطوارئ والكوارث، وبرنامج دبي للتطوع والعديد من الهيئات والجمعيات الخيرية وصناديق الوطن التي كان لها دور بارز أثناء أزمة كورونا.
وبين أن نشر ثقافة العمل التطوعي والعمل الخيري بين أفراد المجتمع ساهم في رفع الوعي بأهمية التكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع وهذا سلوك حضاري يعكس مدى توفر القيم الإيجابية والحضارية والإنسانية ومستوى الترابط بين جميع أفراد المجتمع من مختلف الجنسيات والمقيمين على أرض الدولة.
وأكد الدكتور سيف راشد الجابري، أستاذ الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية، أن خلق بيئة جاذبة لعمل ما وخاصة إذا كان دون مقابل مثل التطوع، يحتاج إلى جهد غير تقليدي، وهذا ما ميز وزارة تنمية المجتمع في جهودها لتوظيف أعداد كبيرة من المتطوعين للعمل الاجتماعي والذي كان له عظيم الأثر في خدمة المجتمع الإماراتي بكل أطيافه، بالإضافة إلى المقيمين على أرض الدولة؛ ما ساهم في تخفيف الضغط النفسي والاجتماعي على الناس، وهذا يدل على الوعى الثقافي الكبير الذي يعكس قابلية الاستخدام والتفاعل مع مختلف شرائح المجتمع والذي نهضت به وزارة تنمية المجتمع.
وقال إن المتطوعين ثروة بشرية كبيرة تقدم للمجتمع خدمات جليلة إذا استحسن استخدامها وعلم كيفية التعامل معها والاستفادة منها؛ وهذا ما قامت به الوزارة مشكوره ممثلة في حصة بوحميد وزيرة تنمية المجتمع؛ التي رأيناها في كل مكان تقدم خدماتها المجتمعية في ظل هذه الجائحة التي أظهرت قوة التلاحم المجتمعي بين أطياف المجتمع الذي شارك فيه مختلف الجنسيات لخدمة الوطن ومن فيه.
وثمّن الدكتور الجابري جهد وزارة تنمية المجتمع الذي بذلته لتوظيف الشباب وغرس ثقافة التطوع فيهم لمساندة الحكومة في خدمة المجتمع، من خلال منصة «تطوع.إمارات» التي تشرف عليها الوزارة.
مفاهيم تنموية
فيما أوضح الدكتور سيف درويش، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في إسعاف دبي، أن الأزمة الحالية وما شهدته من انتشار لوباء كورونا حول العالم رسخت العديد من المفاهيم التنموية، ومن أبرزها التطوع الذي كان أحد العوامل الفاعلة والمهمة، في مواجهة هذا الوباء. وقال إن الدولة أظهرت جاهزية كبيرة للتعامل مع هذه الأزمة من زاوية التطوع تحديداً، وذلك انطلاقاً من قناعات تعزز مبدأ تطوع الجميع من أجل الجميع من خلال نشر ثقافة التطوع في المجتمع، وتعميمها لدى المقيمين، مشيراً إلى دور المتطوعين الميداني في مواجهة الوباء الأمر الذي كان له عظيم الأثر في المجتمع.
ثقافة ووعي 
ومن جهته قال محمد سعيد الكعبي، عضو فريق الأزمات والكوارث في هيئة الهلال الأحمر، إن التطوع ممارسة تتطلب ثقافة ووعياً لما يقدم لنا وما نقدمه للآخرين، وقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي من خلال إنشاء منصة متطوعي الإمارات التي تهدف إلى إيجاد بيئة تطوعية كفؤة وفعالة لتفعيل منظومة العمل التطوعي من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتشجيع كافة شرائح المجتمع من أطفال وشباب بمختلف الجنسيات على المشاركة في العمل التطوعي. 
وأضاف: ساهمت وزارة تنمية المجتمع ومنصة متطوعي الإمارات على صقل مهارات الشباب من خلال مشاركتهم في الميادين المختلفة، وكذلك إكسابهم مهارات وخبرات جديدة في القيادة والتوعية وغيرها من المهارات. وأوضح الكعبي أنه في ظل جائحة كورونا زادت الفرص التطوعية وتطورت مهارات المتطوعين بشكل أكبر وزادت معها الهمم العالية، وأخيراً لا يسعني إلا أن أقول مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله،:«هدفنا غرس حب الخير والتطوع وخدمة المجتمع كقيمة عليا في مؤسساتنا ومبدأ أساسي في حياة أبنائنا» إذن العمل التطوعي هو أقل عمل نقدمه لخدمة وطننا الغالي.
عجلة التنمية
وقالت المتطوعة ميثا محمد: إن وزارة تنمية المجتمع تسعى إلى دفع عجلة التنمية الاجتماعية من خلال تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وتعزيز التلاحم المجتمعي والتماسك الأسري، وإيجاد مجتمع مشارك بفعالية في البناء والتطور، وتعد تجربة دولة الإمارات في التطوع نموذجاً للعطاء داخل الوطن وعلى المستوى العالمي، وللتطوع أهمية مجتمعية وتنموية، وبه تتعزز جهود الرعاية والتمكين لجميع شرائح وفئات المجتمع من النساء والرجال والأطفال وكبار المواطنين وأصحاب الهمم، وسواهم من المستفيدين من الخدمات التطوعية.وأضافت: في ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا، حققت دولة الإمارات إنجازات تنموية وطنية، ومهام إسناد نوعية شملت جميع فئات المجتمع، من المواطنين والمقيمين جاهزين لخدمة المجتمع في تخصصات ومجالات متنوعة، حسب بيانات المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات» التي تحظى بإدارة وإشراف وزارة تنمية المجتمع.
وتابعت ميثا، بدوري افتخر بأني شاركت كمواطنة إماراتية في التطوع في منظمة الهلال الأحمر الإماراتي وهذا من باب واجبي تجاه وطني وحماية أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين على أراضي دولة الإمارات، وقد وصلت ساعات التطوع لدي إلى أكثر من مئتي ساعة تطوع وأدعو كل من يقرأ كلماتي إلى المبادرة والمشاركة في العمل التطوعي حتى نخرج من الأزمة بصحة جيدة دون أن يتأذى أحد بها من عائلاتنا. 
إن الخدمات التي قدمتها دولة الإمارات وخصوصاً الطبية منها لم تقدمها أي دولة أخرى لمواطنيها ونحن كشعب إماراتي نفتخر بقيادتنا الحكيمة والرشيدة التي وفرت لنا كل ما يلزم، لتخطي هذه الجائحة ونحن معها من خلال تطوعنا سنتخطى هذه الأزمة ونخرج منها.
معنى التكاتف
فيما قالت المتطوعة عفراء محمد الخييلي: أثناء جائحة كوفيد 19 لمسنا معنى التكاتف وأثر الوحدة بيننا كما قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «البيت متوحد» المواطن والمقيم والزائر أصبحنا يداً واحدة تُمد للجميع بالخير والعون لم تقتصر على المجال الطبي بل على خدمة المجتمع أجمع.
وتابعت: دولة الإمارات رسخت كل مواردها في خدمة الوطن ومن عليه والمواطن كذلك كان عوناً لأخيه المقيم الذي أصبح عوناً لأخيه المواطن يداً بيد لنتجاوز هذه المحنة، وعلى سبيل المثال عندما كنت أتصل لأطمئن على صحة المصاب بكورونا كان قبل أن ينهي حديثه يشكر الجميع قادة وشعباً على خدمة المجتمع.
وأوضحت: جميع من التقيتهم كانوا دائماً يرددون «نحن دائماً رهن إشارة الحكومة متى ما احتاجت لنا نحن عوناً لكم» شكراً لكل من يتعاون مع دولتنا والمجتمع في الحد من انتشار هذا الوباء.
وقالت عفراء أنا كمتطوعة في خدمة دولتي ومن عليها فخورة بما تقدمه دولتنا لخدمة المجتمع، كلنا على أرضها سواسية نحن أبناؤها في خدمة المجتمع وهذا ما عهدناه من أبائنا منذ أن خلقنا على هذه الأرض الطيبة، شعب الإمارات شعب الخير تربية والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، دائماً كان ومازال قدوتنا في الخير وكذلك أبناؤه دائماً عطاؤهم لنا كالنهر الجاري لا ينضب وهنا نحن نلبي ونرد الجميل لهذا الوطن وعندما صاح النداء قمنا من مواطنين ومقيمين إلى خدمة هذا الشعب دون التردد لحظة واحدة في مواجهة الجائحة، نحن نواجه الوباء ونحن خط الدفاع الأول لدولتنا ولن نتهاون عن هذا العطاء يوماً أبداً، فحبنا لهذا الوطن انغرس بحب والدنا مؤسس دولتنا.

 

التطوع الميداني ..والافتراضي


حشدت حملة «الإمارات تتطوع» آلاف المتطوعين من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لمساندة الجهود الوطنية في التصدي لجائحة «كوفيد 19»، وبرز دور المتطوعين في جميع المواقع والمواقف؛ في المستشفيات وأماكن الحجر، وفي مراكز الفحص وفي المطارات والمنافذ، وفي المراكز التجارية وعلى مستوى الحملات المختلفة.
وارتكزت الجهود التطوعية في دولة الإمارات على مبدأ إشراك الجميع، كل في مجاله وتخصصه، لتوسيع دائرة خدمة المجتمع، بالتركيز على دور مؤسسات النفع العام وجهودها التطوعية خلال الفترة الماضية، وحرصها على دعم وإسناد مبادرات الوزارة تحقيقاً للتلاحم المجتمعي، ووصولاً إلى جميع الفئات ذات الأولوية من المجتمع، وتلبية احتياجاتها. 
وضمن الحملة الوطنية للتطوع «الإمارات تتطوع»، جاء «التطوع الافتراضي» الذي تم اعتماده للمرة الأولى في الدولة هذا العام، وهو ما يُجسّد مبدأ السبق في انتقاء الأفكار التنموية والنوعية التي تخدم المجتمع بأسرع وأسلم الطرق. 
خلال الفترة الماضية من الجائحة، عملت الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع» على توفير دورات تدريبية للمتطوعين لإسناد الطواقم الصحية ودعم خط الدفاع الأول من الكادر الطبي والتمريضي في الدولة، وذلك بتزويد أكبر عدد من المتطوعين بمهارات جديدة في الطب والتمريض «خلال 3 أيام فقط»، بما يمنحهم الأهلية للوقوف إلى جانب المختصين في الميدان وتقديم خدمات طبية وتمريضية تدعم الجهود الوطنية لمواجهة «كوفيد 19»، وتمكنت اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، من خلال الحملة وعبر منصة «متطوعين.إمارات» وبدعم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من الوصول إلى أكثر من 8,000 متطوع يمتلكون أساسيات الإسعافات الأولية وبعض الخبرات للعمل تحت الضغوط وضمن فرق عمل، منهم 150 بادروا بالتسجيل في المرحلة التجريبية من هذه الدورة فور إطلاقها.
مبادرة «لبيه يا وطن» التوعوية والإرشادية بهدف دعم «التسوق بأمان»، والتي يشارك فيها أكثر من 1800 متطوع من جنسيات مختلفة، داخل المراكز التجارية وفي مراكز التسوق على مستوى الدولة، في ظل الظروف الراهنة، حيث الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.
وعرضت المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات» 5390 فرصة تطوعية لاستقطاب متطوعين بهدف المشاركة في برامج التعقيم الوطنية، وفحوص (كوفيد-19) في المراكز الرسمية في إمارات الدولة. كما عرض برنامج «المارشال» الإماراتي 4530 فرصة تطوعية في مراكز المسح الوطنية، حيث يشارك المتطوعون في أقسام فريق العمليات وتقنية المعلومات وفريق التسجيل لتنظيم مراكز المسح الوطنية لفحص (كوفيد-19) عن طريق المركبة.
شارك المتطوعون في «البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم» من المواطنين والمقيمين، استكمالاً لجهود دولة الإمارات الاحترازية والوقائية الهادفة إلى تعزيز السلامة والصحة العامة في المجتمع.
شارك المتطوعون بتوزيع أجهزة لوحية ذكية على أبناء الأسر المحتاجة لمساندتهم على مواصلة التعلم عن بعد بسهولة، ويسر، ومن دون أي عوائق وصعوبات، وقام المتطوعون بالمشاركة في توزيع الطرود الغذائية لكبار المواطنين والحالات الخاصة، ويحتوي الطرد الواحد على مجموعة متنوعة من المواد الغذائية الأساسية، حيث تم توزيع ما يزيد على 4000 طرد.
شارك متطوعو الإمارات في حملة «10 ملايين وجبة» التي نظمتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع «صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19».

الصورة
1


الحملة الوطنية للدعم النفسي «لا تشلون هم» التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة أواخر مارس 2020، بهدف تقديم الدعم النفسي لكافة أفراد المجتمع في مواجهة تفشي «كوفيد 19»، والتي تواصلت 7 أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحققت أكثر من 900 ألف تفاعل ومشاركة من مختلف فئات مجتمع دولة الإمارات. بجهود 60 طبيباً واختصاصياً نفسياً واجتماعياً من المتطوعين من أجل تعزيز الصحة النفسية للمجتمع، ومستقبل الصحة النفسية ما بعد «كورونا»، وأهمية تركيز الجهود الحكومية على الصحة النفسية المجتمعية بشكل متكامل.
ومن ضمنها مبادرة «نحن أهلكم – الهاتفية»، وهي واحدة من مبادرات التطوع الافتراضي، في إطار تحقيق التواصل الدائم مع كبار المواطنين، وتقديم الدعم المعنوي اللازم لهم خلال الفترة الماضية من جائحة «كوفيد 19»، وقد أجرى نحو 60 متطوعاً إلى جانب عدد من موظفي مراكز التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة تنمية المجتمع على مستوى الدولة، خلال الفترة الماضية من الجائحة أكثر من 12,000 مكالمة مع كبار المواطنين.
في إطار حملة «الإمارات تتطوع» جاءت مبادرة «خط الدعم النفسي» للعاملين في الخطوط الأمامية، التي أطلقها مؤخراً مكتب فخر الوطن، تحت مظلة الوزارة ومؤسسة الإمارات، من خلال تخصيص خط هاتف منفصل لتقديم الدعم المعنوي والنفسي للعاملين في الخطوط الأمامية.
سبقتها مبادرة «خط الدعم النفسي» الموجّهة لجميع فئات المجتمع، التي انطلقت منذ بدايات تفشي الفيروس، بهدف تعزيز دور المتطوعين لمواجهة التداعيات النفسية للجائحة، وقد تعامل المتطوعون والمختصون في غضون ثلاثة أشهر على إطلاق المبادرة مع أكثر من 1000 اتصال من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لحالات بحاجة إلى تقديم الدعم، وقدموا لهم الاستشارات والنصائح والإرشادات، من خلال قناة تواصل هاتفية وإلكترونية تضمن للمستخدم تجربة فعالة تحافظ على خصوصيته وتشعره بالأمان وتوفر له النصح في مواجهة هذا التحدي العالمي.
وتضمنت مجالات التطوع الافتراضي التي تم الإعلان عنها من خلال المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات»، التطوع التخصصي للذكاء الاصطناعي والروبوت الذي تتيح فيه وزارة التربية والتعليم 200 فرصة تطوعية للتطوع التخصصي بالتواصل مع الطلبة وتنظيم طلباتهم ومشاركاتهم في سلسلة مسابقات ذكية.
ووفرت وزارة التربية والتعليم 350 فرصة تطوعية في مجال الكشافة المدرسية الذين يفضل أن يكون لديهم مهارات تخصصية في مجال التدريب الرياضي أو العسكري وذلك لتنظيم دورات عن بعد في الكشافة لطلاب المدارس في مختلف المراحل المدرسية بما فيها المرحلة الابتدائية.
وتم فتح مجال التطوع الافتراضي لنحو 300 من ذوي المهارات والتخصصات الإعلامية، لتقديم دورات في مهارات المونتاج والتصوير والتقديم التي تخدم تغطية الأحداث والفعاليات، حيث تم تدريب الطلبة وتطوير مهاراتهم من خلال مشاركاتهم العملية في الجهات المتخصصة.
ودشن المجلس الافتراضي التابع لبرنامج أدنوك «قراءات وآراء» بالشراكة مع منصة «متطوعين.إمارات»، حيث ينطلق المجلس الافتراضي من مختبرات أدنوك «قراءات وآراء» ليستقطب قادة إماراتيين وخبراء عالميين للحديث عن أبرز التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، ومحاولة إيجاد حلول فاعلة لتلك التحديات. ويسهم المجلس الافتراضي في دعم مجتمعاتنا كونه يُشكل حلقة وصل بين ألمع العقول والقيادات التي تشترك في حوارات بنّاءة للخروج بأفكار ورؤى عملية عبر نطاق واسع من القضايا بدءاً من كيفية إعادة بناء الاقتصاد العالمي والمحلي وصولًا إلى التغييرات التي يجب أن تطرأ على أماكن العمل بعد أزمة كوفيد-19. 
برزت مساحة تطوعية افتراضية من المنزل وهي مخصصة لتقديم محتوى تفاعلي هادف يغطي مختلف المواضيع والاهتمامات، وقدمت أكثر من 55 برنامجاً وجلسة افتراضية حضرها ما يزيد على 3876 مشاركاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"