عادي

سلطات إقليم كردستان تكشف تفاصيل هجوم أربيل

12:28 مساء
قراءة 5 دقائق
كردستان

متابعة: أوميد عبدالكريم إبراهيم

أدان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بشدة الهجمات الصاروخية التي استهدفت مدينة أربيل عاصمة الإقليم، داعياً مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى التعامل بجدية مع هذا الهجوم، وإنهاء التهديدات التي تستهدف شعب إقليم كردستان.

ونشر الموقع الرسمي لرئاسة إقليم كردستان الثلاثاء نص بيان رئيس الإقليم، والذي جاء فيه: "ندين بشدة ونستنكر الهجمة الإرهابية التي استهدفت أربيل الليلة الماضية باستخدام صواريخ، وأسفرت عن وفاة شخص وإصابة تسعة آخرين بينهم أمريكيون، ونعزي ذوي الضحية، ونرجو الشفاء العاجل للجرحى".

وأضاف البيان: "ندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى أن يحملا خطورة تلك الهجمة على محمل الجدية البالغة، ويعملا للقضاء على التهديد الذي يستهدف شعب إقليم كوردستان من خلال حث الحكومة العراقية على تطبيق الدستور العراقي، وخاصة المادة 140 منه".

وتابع البيان: "نطالب السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، وقيادة قوات التحالف الدولي في العراق، بالتعجيل في تفعيل آلية التنسيق مع إقليم كوردستان، وأن تعمل قوات الآسايش (الأمن) والبيشمركة مع الجيش والأجهزة والقوات العراقية، بمشاركة التحالف الدولي في هذه المنطقة، وأن تنسق مع بعضها البعض".

كما لفت البيان إلى أن "غياب التنسيق ووجود قوات وفصائل مسلحة غير خاضعة لسلطة الحكومة الاتحادية، أدى إلى توترات في المنطقة، الأمر الذي يجعل إقليم كوردستان عرضة لتهديدات مستمرة، لذا أطالب السيد رئيس الوزراء العراقي بالإسراع في تشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لتباشر مهامها في أقرب وقت، وتكشف عن المهاجمين وتنزل بهم عقوبتهم التي ينص عليها القانون".

تنسيق أمريكي كردي

وفي ذات السياق، تلقى رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وجرى خلال الاتصال بحث الهجوم الصاروخي الذي استهدف أربيل.

ونشرت حكومة إقليم كردستان بياناً أوضحت فيه أن الاتصال الهاتفي "بحث الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له أربیل مساء الاثنين"، وأن الجانبان أعربنا عن "تعاطفهما مع الضحايا".

وكشف البيان أن رئيس حكومة إقليم كردستان وصف الهجوم بـ "الجبان"، وحثَّ الوزير بلينكن على "دعم التحقيق المشترك لحكومة إقليم كردستان والحكومة الفيدرالية من أجل تحديد الجناة وتقديمهم للعدالة"، وأن بارزاني وبلينكن اتفقا "على البقاء على اتصال وثيق في هذا الصدد".

إدانة أمريكية للهجوم

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة "غاضبة" بسبب هجوم صاروخي وقع يوم الاثنين في إقليم كردستان شمالي العراق، وأسفر كما أفادت التقارير عن مقتل متعاقد مدني وإصابة عدد آخر بجروح بينهم جندي أمريكي، والعديد من المتعاقدين الأمريكيين.

وقال بلينكن في بيان: "تواصلت مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني لمناقشة الواقعة، والتعهد بدعمنا لجميع الجهود المبذولة للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها".

من جهته كشف المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن واين ماروتو في تغريدة على موقع "تويتر"، أن "14 صاروخاً من عيار 107 ملم أطلقت معاً، وقد وقعت ثلاثة منها داخل قاعدة أربيل الجوية العسكرية في الساعة 21:30 من مساء 15 شباط 2021".

وأوضح ماروتو أن الهجوم "أسفر عن مقتل متعاقد مدني واحد (غير أمريكي)، وإصابة 8 متعاقدين أمريكيين مدنيين، وجندي أمريكي واحد، لافتاً إلى أن "حكومة إقليم كوردستان تقود التحقيق، وسيتم الإفصاح عن مزيد من المعلومات عندما تصبح متاحة".

كشف منصة إطلاق الصواريخ

كما أعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان الثلاثاء أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، وقوات الآسايش "الأمن"، والشرطة، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، عثرت على منصةٍ لإطلاق صواريخ استخدمت في الهجوم الصاروخي على أربيل ليلة الاثنين، وأوضحت أنها كانت مثبتة على سيارة من طراز "كيا" على الطريق الرابط بين أربيل والكوير، وأن الهجوم نُفذ بذات الطريقة عندما تعرضت أربيل لهجوم صاروخي سابق نهاية العام 2020.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الرسمي: "بعد هجوم الليلة الماضية 15/2/2021 الساعة 9:30، أصابت عدة صواريخ مطار أربيل الدولي والعديد من الأحياء السكنية في المدينة".

وأضاف البيان أن "الهجوم أودى بحياة شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين، بينهم خمسة في المطار وثلاثة آخرون في المدينة، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمصالح التجارية".

وتابع بيان الوزارة: "بعد أن بدأت قوات مكافحة الإرهاب والآسايش (الأمن) والشرطة، تحقيقاً فورياً، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، وقد تم العثور على سيارة من طراز (كيا) بين أربيل والكوير تحمل عدة صواريخ".

ولفت البيان إلى أنه "من اللافت أن هجوم الليلة الماضية نُفذ بنفس الآلية والأسلوب والسلوك الذي استُخدم في الهجوم السابق على مطار أربيل الدولي، وأن التحقيقات مستمرة للكشف عن الأشخاص والجهات التي تقف وراء الهجوم"، وأكد البيان أن "جميع المتورطين في الهجوم، سيتم فضحهم، وسينالون جزاءهم العادل".

قوات البيشمركة تستنفر

من جهتها أكدت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان استعدادها "للدفاع عن شعب كردستان وحماية أرضه"، وذلك رداً على الهجوم الصاروخي على أربيل.
وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إننا "ندين بشدة الهجمات الإرهابية الجبانة على أربيل، عاصمة إقليم كردستان، ونؤكد أن أيدي الإرهابيين لن تكون قادرة أبداً على تشويه أمن واستقرار وسلامة وإعمار إقليم كردستان، وسنواجههم بكل قوة".
وطمأنت وزارة البيشمركة مواطني ومقيمي الإقليم بأن "قوات بيشمركة إقليم كردستان مستعدة دائماً للدفاع عن شعب كردستان وحماية أرضه".
وتابعت الوزارة في بيانها: "الآن، وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى وحدة الصف والموقف والكلمة"، كما شدد البيان على أنه "مع الإرادة العالية لقوات البيشمركة، سوف نهزم الإرهابيين، ولن نسمح بأن تتعرض حياة شعبنا للخطر بأي شكل من الأشكال".

وأردف البيان: "كنا ولا نزال جنباً إلى جنب مع أصدقائنا في التحالف الدولي ضد (داعش)، وعملنا سوية لسنوات طويلة في مكافحة الإرهاب من أجل تحقيق الاستقرار في إقليم كردستان والمنطقة".

وكانت مصادر أمنية قد أفادت يوم الاثنين بسقوط عدة صواريخ قرب مطار أربيل، فيما سقط آخر في شارع "40 متري" المكتظ عادةً بالسكان، ما أسفر عن مقتل متعاقد مدني أجنبي، وجرح 9 آخرين بينهم جندي أمريكي.

فصيل مسلح يتبنى الهجوم

وفقاً لبيان تداولته صفحات مقربة من الحشد الشعبي في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن فصيلاً مسلحاً يسمي نفسه "سرايا أولياء الدم"، قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم، قائلاً: "اقتربنا من قاعدة الاحتلال (قاعدة الحرير) في أربيل بمسافة 7 كم، وتمكننا من توجيه ضربة قاصمة قوامها 24 صاروخاً أصابت أهدافها بدقة، بعد أن فشلت منظومة CRAM وقذائف الاحتلال من اعتراضها، مما أدى إلى أضرار جسيمة بآليات ومخازن وطائرات الاحتلال، وسقوط العديد من الإصابات في صفوف عناصرهم المحتلة"، على حدّ زعم البيان.
ووجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتشكيل لجنة مشتركة مع السلطات في إقليم كردستان للتحقيق في الحادث.

ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني سكان الإقليم إلى الهدوء، موضحاً أنه تحدث مع الكاظمي وبحث معه كيفية التعاون بهذا الشأن.

يذكر أن محيط مطار أربيل الدولي تعرض لهجوم صاروخي مماثل نهاية شهر أيلول/سبتمبر من العام 2020، وقد أُطلقت الصواريخ حينها من مناطق خاضعة لسيطرة "اللواء 30" التابع للحشد الشعبي في الموصل المجاورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"