«الإمارات العلامة»

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

خلال العقدين الآخرين شهد العالم موجة تحول في فكر الكثير من المدن والدول على صعيد بناء الصور الذهنية وتطوير علاقات طويلة الأمد مع الشعوب الذين تحولوا إلى عملاء تسعى هذه الدول من خلال «هوياتها الأممية» إلى تحقيق رضاهم، والوصول إلى مراتب متقدمة في إسعادهم، إضافة إلى تعزيز السمعة الإعلامية عبر تصميم صور نمطية إيجابية ضمن سياقات مختلفة، وهناك أمثلة كثيرة لدول نجحت في الشق الاقتصادي والتجاري مثل: فرنسا، نيوزلندا وألمانيا، بينما تمكنت دول أخرى من تعزيز صورة ذهنية أشمل مثل سنغافورة، لكن كيف تتحول الدول إلى علامات ناجحة ومستدامة؟
فكرة الاستثمار في الهوية الوطنية تعتمد على استراتيجيات بناء الصورة الإيجابية في عقول المواطنين والزوار والمستثمرين والعالم باستخدام حملات التوعية الوطنية، وكذلك إدارة القضايا والتحديات الداخلية والخارجية بحكمة ودبلوماسية، وتطبيق استراتيجية الشراكات ذات القيمة المضافة، واتباع أسلوب مستدام في الإعلان عن الفرص، وتمكين الأفراد للاستفادة من الخدمات والمنتجات المختلفة، دون أن نغفل التسويق على مستوى المجتمع المحلي نفسه.
تمكنت الإمارات من بلورة هذا الفكر، عبر إطلاق مشروع لإعادة تعريف هويتها الوطنية حمل اسم الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات في عام 2019، والهدف إبراز هوية الدولة الأصيلة وتعزيز صورتها الذهنية على مستوى الفرد والشعوب والدول، وتسليط الضوء على فلسفتها القائمة على فكر طموح يعبر عن «اللامستحيل»، بالإضافة إلى تقديم تجربة إماراتية تعتمد على التعلم والنمو والتطور، وقد تم كل ذلك من خلال مراحل كان فيها للمجتمع دور كبير بدءاً بالتخطيط، مروراً بالشراكة الإبداعية والفكرية وانتهاء بالتصويت الشعبي، وقد تم الإعلان عن الشعار الفائز في 8 يناير/كانون الثاني 2020، والذي يمثل خريطة الإمارات بأعمدتها السبعة وألوان علمها التي تجسد أحلام الشعب الإماراتي وهمته وتطلعاته.
ومؤخراً نجحت الدولة في ترسيخ سمعتها الإعلامية، من خلال تعاملها مع مشروع مسبار الأمل التاريخي؛ حيث تم تناوله إعلامياً وفق تخطيط استراتيجي ناجح شمل محاور التنفيذ، وتسويق الأهداف، وإبراز فرق العمل ومراحل المشروع، واستقطاب المؤثرين المحليين والعالميين، ووضع سيناريوهات لإدارة الأزمات المختلفة مثل «كوفيد-19» والتغير المناخي خلال مراحل المشروع ولحظة وصول المسبار إلى مدار المريخ، كما أن الاستخدام الناجح لمختلف المنصات الرسمية والاجتماعية وأدوات الإعلام والإعلان بطرقها الكلاسيكية والرقمية لتسويق الحدث وبثه كان لافتاً.
 أما أقوى أدوات هذه الحملة الإعلامية فتمثلت في استثمار التأثير الإيجابي للدور الإنساني، وقد مثل مقطع الفيديو العفوي لرد فعل قادتنا الكرام خلاصة نجاح هذه الرحلة، وهو ما يقدم للمسوقين الجدد دراسة حالة استثنائية في مجال علوم الإعلام والتسويق الحديث مصدرها «الإمارات العلامة».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"