عادي

تنظيم تقني لا حظر

23:47 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أصدرت وزارة التربية والتعليم في الصين مؤخراً إشعاراً بمنع طلاب المدارس الابتدائية والثانوية من إحضار هواتفهم المحمولة إلى المدرسة، وعلى أولئك الذين ما زالوا بحاجة إليها لسبب ما التقدم للحصول على إذن رسمي وتسليم الهاتف المتحرك إلى المعلم للتأكد من إيقاف تشغيله في الصف الدراسي.
رحب الآباء والمعلمون بهذه الخطوة بسبب قلقهم المتنامي وخوفهم الكبير من إدمان الأطفال الهواتف الذكية، وهو خوف مبرر بالفعل، إذ تشير الإحصاءات إلى أنه بحلول نهاية عام 2018، امتلك 68.1% من الطلاب في الصين هواتف ذكية، محتلين المرتبة الثانية بعد الأطفال في جمهورية كوريا. وأظهر استطلاع فرنسي أن 65% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً يمتلكون هواتف ذكية في فرنسا.
وقالت أبحاث من منظمة الصحة العالمية والعديد من المؤسسات الصحية الأخرى إن استخدام الهواتف الذكية على المدى الطويل يضر ببصر الأطفال وفقرات العنق وحتى الدماغ. وفي أغسطس/آب من عام 2018، منعت وزارة التعليم الفرنسية طلاب المدارس الابتدائية والثانوية من استخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية في أماكن التدريس، ما أثار مناقشات شرسة في أوروبا.
وفي يوليو من عام 2020، أصدرت ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة قانوناً يمنع طلاب المدارس العامة من أخذ الهواتف الذكية إلى الفصول الدراسية. كما شجع أستاذ من جامعة نيو ساوث ويلز الحكومة الأسترالية على فرض حظر مماثل في البلاد، قائلاً إن الهواتف الذكية يمكن أن تشتت انتباه الطلاب عن الفصل الدراسي، وتحد من رغبتهم في ممارسة الرياضة، وتسبب إزعاجاً طويل الأمد لكفاءة نومهم ليلاً.
ومع ذلك، ليس من الضرورة أن تكون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية سيئة إلى هذا الحد. فبعد كل شيء، هي قنوات أساسية يعبر من خلالها الأشخاص نحو اكتساب المعرفة وتعلم أشياء جديدة ومبتكرة، والأطفال بلا شك هم جزء لا يتجزأ من هؤلاء الأشخاص. ومن المفيد جداً في عصر الرقمنة هذا والتسارع التقني، ضمان مواكبة الأطفال هذا الاتجاه خصوصاً في أعمارهم المبكرة القادرة على استيعاب كل شيء تقريباً، ولكن وفق ضوابط وشروط أساسية. وتبقى المسألة الأكثر إلحاحاً في كيفية تنظيم استخدام الهواتف الذكية بين الفئات العمرية الناشئة.
وهنا يكمن الدور الكبير الملقى على عاتق الآباء أولاً والمدرسة والقطاعات التعليمية ثانياً، من حيث تشجيع الأطفال على استخدام الهواتف الذكية للبحث عن المعلومات بدلاً من ممارسة ألعاب الفيديو، أو كيفية استخدام هذه التقنيات العصرية لحل المشاكل والحصول على أقصى درجات الفائدة والعلم، وتدريبهم على آليات التنقل أو التواصل مع الآخرين. وكما يقال، حان الوقت للتنظيم بدلاً من الحظر.
«تشاينا ديلي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"