ارتفع الدولار مقابل سلة عملات عالمية الأربعاء، مستفيدا من بيانات اقتصادية تبعث على التفاؤل ومؤشرات على صعود التضخم.
ولامست بيتكوين ذروة جديدة عند 52 ألفا و338.85 دولار، بعد يوم من اختراق مستوى 50 ألف دولار للمرة الأولى، ليحذر بعض المحللين من أن المستويات الحالية قد تكون غير قابلة للاستمرار في ظل تنامي تذبذبات العملة المشفرة.
وجاءت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية والناتج الصناعي وأسعار المنتجين أعلى من التوقعات، مما يشير إلى أن تعافي الاقتصاد من الجائحة يكتسب زخما في ظل توزيع اللقاحات.
وقال مارك تشاندلر، كبير إستراتيجيي السوق لدى بانوكبيرن فوركس في نيويورك، «بيانات مبيعات التجزئة اليوم لم تكن أقوى من المتوقع فحسب، بل عصفت بالتقديرات. وكذلك الناتج الصناعي.»
وتواصل تعافي مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل ست عملات رئيسية أخرى، من قاع ثلاثة أسابيع الذي بلغه يوم الجمعة، وارتفع 0.25 بالمئة في أحدث قراءة له إلى 90.933.
ونزل اليورو 0.6 بالمئة إلى 1.20 دولار، وتراجع الجنيه الإسترليني 0.3 بالمئة ليسجل 1.39 دولار، بعد أن بلغ الثلاثاء أعلى مستوياته منذ أبريل 2018.
وهبط الدولار الأسترالي 0.05 بالمئة إلى 0.78 دولار أمريكي.
بيتكيون إلى أين؟
تخطى سعر بيتكوين عتبة الخمسين ألف دولار هذا الأسبوع، فيما تواصل هذه العملة الافتراضية الارتفاع مدفوعةً باستثمار مصارف كبرى وشركات مثل تيسلا فيها. وبعدما حققت أداء جيداً في العام 2020 تضاعف سعر بيتكوين أربع مرات خلال عام.
وفي حين يخشى بعض المراقبين في السوق من تقلّب سعر بتكوين الذي لا يستند على اية أصول، يرى آخرون أن الوضع مختلف عما كان عليه في العام 2017، حينما قفزت أسعار بتكوين بشكل كبير قبل أن تنهار مطلع العام 2018.
وعلّق المحلل في «ماركتس دوت كوم» نيل ولسون قائلاً «يوجد اهتمام ملحوظ أكثر فأكثر في عالم الأعمال بالعملات الافتراضية حوّل السوق كثيراً مقارنة بالعام 2017».
الأسبوع الماضي، أثارت الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية «تيسلا» مفاجأة باستثمارها 1,5 مليار دولار في بيتكوين.
ولا يتوانى مدير تيسلا وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك عن الإشادة بميزات العملات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.
والثلاثاء، أعلنت مجموعة «مايكروستراتيجي» الأميركية الناشرة للبرمجيات والمتوسطة الحجم، والتي استثمرت أواخر 2020 في بيتكوين للسماح للمستثمرين في وول ستريت بالمراهنة على العملة الافتراضية عبر شراء أسهمهم، عن جمعها 600 مليون دولار «لشراء بيتكوين».
ويزداد اهتمام المجموعات المصرفية والمالية أكثر فأكثر بالبيتكوين. وأعلن أقدم مصارف وول ستريت، «بي أن واي ميلون» وشركة «ماستر كارد» الأسبوع الماضي عن مشاريع جديدة في العملات الافتراضية أطلقت في الأشهر الأخيرة، وكذلك فعلت شركة «بلاك روك» و«باي بال».
لكن سوق العملات الافتراضية لا تحظى بالإجماع، فالعديد من حكام المصارف المركزية في العالم مثل أندرو بيلي في المملكة المتحدة، استبعدوا فكرة اعتبار بيتكوين عملة منفصلة بحدّ ذاتها أو حتى اعتباراها بمثابة «ذهب رقمي» يساهم في حفظ الثروة.
