عادي

سذاجة سارقة

22:35 مساء
قراءة دقيقتين
1

كتب: محمود محسن
لا يخلو عالم الجريمة عادة من الخفايا والأسرار، فنجد في جرائم السرقة والقتل، أشكالاً وأساليب متعددة في إخفاء الدليل والأدوات التي يستعين بها الجناة، وتنصب جميع تلك المحاولات لتضليل العدالة ومسح كل الآثار التي تقود المفتشين والمختصين للإطاحة بهم، إلا أنهم وبعد جهود وألاعيب عديدة ومعقدة، دائماً ما يتركون وراءهم الخيط الرفيع والدليل الذي يقود الشرطة في نهاية المطاف للتعرف إلى الجناة والقبض عليهم.
وعلى عكس ذلك، لم تترك سذاجة الخادمة السارقة المجال لأجهزة الشرطة في البحث والتحري ورفع البصمات للإطاحة بها، أو شغل بال المجني عليهم على أقل تقدير، فحب امتلاكها لما استولت عليه من مجوهرات، وبريقها في عينيها، صور لها أحقيتها في امتلكها لها من دون التفكير في إخفائها أو حتى بيعها وقبض ثمنها.
تكمن تفاصيل الواقعة في اعجاب «ج. س» آسيوية تعمل كخادمة في إحدى المنازل، بعقد من الذهب الأبيض الخالص تعود ملكيته إلى ابنة صاحبة المنزل، ذلك العقد الأبيض في لونه الأسود في مصيره لمن يستولي عليه دون حق، قاد الخادمة لخيانة الأمانة وسرقة مخدومتها خلال عملها بالمنزل، فسحر بريقه أغواها لتستولي عليه مغشياً عينيها عن مصيرها، وليس ذلك فحسب بل أغشى عقلها عن التفكير في إخفاء العقد الثمين أو محاولة تهريبه خارج المنزل، لينتهي الأمر به داخل إحدى الأدراج الخاصة بها في غرفتها داخل المنزل.
صاحبة العقد لاحظت اختفاءه بعد أن بحثت عليه مراراً وتكراراً، فسارعت لإخبار أمها بذلك، كونه عقداً ثميناً كلفها قرابة 15 ألف درهم، الأم بدروها وبعد التحقق من ابنتها طلبت من المسؤولة عن الخادمات بالمنزل، البحث والتحقق عن العقد المفقود، والتأكد من وجوده داخل المنزل، وبعد محاولات متكررة للبحث عن العقد داخل الغرفة وفي أرجاء المنزل لم تجد له أثراً، فما كان منها إلا أن تتوجه إلى غرفة الخادمات للبحث عنه، فانهمكت في البحث بين مقتنيات الخادمات عن العقد المفقود، أملاً في العثور عليه بينها، وما إن وقع الدور على المتهمة «ج.س» في البحث داخل المقتنيات الخاصة بها، وبدون أقل جهد من المشرفة المكلفة بالبحث، حتى عثر على العقد بين متعلقاتها الشخصية وتحديداً داخل الدرج المجاور لفراشها، وعليه أبلغت مشرفة الخادمات مخدومتها بما حدث وأنها عثرت على العقد بين مقتنيات خادمتها الساذجة.
الأم حضرت لتتأكد من أقوال المشرفة عن الخادمات بعد ما أبلغتها بعثورها على العقد، وللتحقق ما إذا كان العقد المفقود نفسه أم غيره، وبوصولها للغرفة تبين لها أن ما عثر عليه بين متعلقات «ج.س» هو العقد المفقود، وأنه لم يكن مفقوداً كما ظنت بل مسروق من قبل إحدى خادماتها، ما دفعها دون تردد بإبلاغ ابنها قبل الخروج من المنزل متوجهاً لعمله بجميع التفاصيل المتعلقة بالعقد منذ اختفائه وحتى والعثور عليه، الابن توجه مباشرة لإبلاغ الشرطة بالواقعة وتحديد موقع المنزل لهم، لتحضر الأخيرة إلى مقر صاحب البلاغ وتلقي القبض على اللصة الساذجة صاحبة ال 38 عاماً، بعد كشف أمرها والعثور على العقد بين مقتنياتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"