لا تتعجب

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

نعم مازال مسبار الأمل الحدث التاريخي، الذي يتصدر الساحة العالمية، وعناوين الصحف ووسائل الإعلام في الداخل والخارج، ولكن لماذا يعد وصول الإمارات إلى كوكب المريخ إنجازاً حقيقياً، وهل بناء مستعمرة على الكوكب الأحمر عام 2117 يشكل طموحاً ممنهجاً يقبل التنفيذ، أم فكرة تجوب الخيال؟
علينا أولاً بالنظر إلى الواقع، وبحث معطيات الحاضر، وانتظار نتائج المستقبل، فالإمارات رسمياً خامس دولة تصل إلى المريخ عالمياً، بعد «أمريكا والصين وروسيا والهند»، وهذا يعني أن دولتنا الفتية ذات ال50 ربيعاً تجلس مع عمالقة الفضاء على طاولة واحدة، ومهمتها متفردة، لتوفير دراسات وأبحاث ومعلومات وبيانات وخرائط وصور كاملة للمريخ.
مطالعة فريق مسبار الأمل، تبلور معطيات الحاضر، إذ إن متوسط أعمار المهندسين 27 عاماً، كوادر شابة مواطنة متخصصة في علوم الفضاء، ومن المنتظر أن يصبحوا علماء فضاء بكل ما تعنيه الكلمة بعد 10 سنوات من الآن، وهنا تكمن نتائج المستقبل القريب.
النساء شكلن نسبة 34% من فريق العمل، وهنا نشهد جيلاً من النساء اللواتي خرجن من حيز المطبخ، وانطلقن إلى شؤون الفضاء، كما أن المشروع جمع 450 خبيراً ومتخصصاً من مختلف دول العالم، منهم 200 إماراتي، وهذا شاهد عيان على أن الإمارات باتت واجهة لعلماء الأبحاث العلمية، والدولة التي يبحث عنها العلماء، كما أن الكوادر التي شاركت علماء العالم في صناعة مسبار الأمل، قادرة الآن على صناعة مسبار جديد، لتحقيق إنجاز أكبر، ترافقه صناعة تكنولوجيا تتعلق بالفضاء بسواعد وطنية خالصة.
المستعمرة التي تتطلع الإمارات لبنائها على الكوكب الأحمر عام2117، لم تأت من درب الخيال كما يعتقد البعض، إذ إن نجاح مسبار الأمل، يؤهلها ويسهل عليها تحقيق المزيد من الإنجازات، لاسيما أنها الثانية بعد الهند، التي تمكنت من الكوكب الأحمر من أول محاولة، فيما فشل ثلثا محاولات دول العالم في الوصول، ومنها 10محاولات للاتحاد السوفيتي بدأت منذ عام 1960.
تركيز مساعي وكالة ناسا الأخير، لإنزال البشر على المريخ لأول مرة في العام 2035، يؤكد أن الأمر حقيقة وليس درباً في الخيال، لاسيما أن العلماء رصدوا حقائق مهمة حول إمكانية الحياة على المريخ مستقبلاً، ركزت في مضمونها على طبيعة الغلاف، ودرجات الحرارة، ونسبة المياه والأكسجين، ووصول ضوء الشمس، وسبل توليد الطاقة.
مسبار الأمل سجل أرقاماً قياسية نوعية، لخصها في شعار «العرب إلى المريخ»، وخرجت جميعها من رحم وكالة فضاء، لا يتجاوز عمرها 7سنوات فما بالك، بهذه الوكالة بعد 50 عاماً؟ فلا تتعجب عند استعانة دول كثيرة بتكنولوجيا الفضاء الإماراتية قريباً، بديلاً عن الخبرات الأمريكية والروسية وغيرها، في هذا المجال.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"