وصلت العاصفة القطبية العنيفة التي اجتاحت مناطق واسعة من جنوب ووسط الولايات المتحدة وتسببت في إعلان الطوارئ في ولايات عدة، إلى الساحل الشرقي وكسته بالثلوج، متسببة في إلغاء 200 رحلة جوية، في وقت لا يزال فيه مئات الآلاف في تكساس يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه، ما اضطر مستشفيات إلى إخلاء مرضاها، وصدرت تعليمات إلى سبعة ملايين شخص بغلي المياه قبل شربها، في وقت أعلنت المكسيك ارتفاع ضحايا موجة البرد فيها إلى 20 شخصاً.
وأعلن الرئيس جو بايدن، أمس الأول الخميس، حالة الطوارئ، في الولايات المتأثرة بالعاصفة التي قتلت حوالي 37 شخصاً؛ للتعامل مع تطورات الوضع. وقال في تغريدة على «تويتر»، إنه أعلن حالة طوارئ للتعامل مع الوضع، مضيفاً: «وكلفت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ الأمريكية لتوفير المولدات الكهربائية والإمدادات للولايات المتضررة».
وأكد أنه «على استعداد لتلبية الطلبات الإضافية. يرجى من المواطنين مراعاة تعليمات المسؤولين المحليين والبقاء في أمان».
وتسببت الثلوج، بحسب وسائل الإعلام، في قطع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل وشركة، أغلبها في ولاية تكساس التي تعطلت فيها خدمات المياه عن أكثر من 12 مليون ساكن.
وطلب حاكما ولايتي كارولينا الشمالية، وأوكلاهوما إعلان حالة الطوارئ بسبب تساقط الثلوج.
ويتوقع أن يصل ارتفاع الثلوج المتساقطة في ولايات كونيتيكت وماساتشوستس ورود آيلاند ست بوصات، بينما يتوقع أن يصل الارتفاع في واشنطن العاصمة ما بين 2 إلى 4 بوصات.
وضربت العاصفة الشتوية منطقة تمتد من فيرجينيا إلى شمال الشرق، ما أدى إلى تراكم الجليد. وتساقطت الثلوج على نيويورك، أمس الأول، ما أرغم السلطات على إلغاء نحو 200 رحلة، وسجلت أكثر من عشرة سنتمترات من الثلوج في مانهاتن السفلى.
كما أصدرت نيوجيرزي تحذيراً من الطقس. وفي تكساس بدأت تعود الكهرباء تدريجياً، علماً أن أكثر من 250 ألفاً من المنازل والشركات كانت حتى أمس الأول، محرومة من الكهرباء. ولا يزال أهالي الولاية يواجهون أزمة أنابيب المياه التي انفجرت بسبب درجات الحرارة الجليدية. ونصح قرابة سبعة ملايين شخص بتكساس بغلي المياه قبل شربها. واضطرت شركات الكهرباء لتطبيق برنامج تقنين؛ لتجنب تحميل الشبكة أكثر من طاقتها، في وقت عمد الأهالي إلى زيادة التدفئة. وجاء تزايد الطلب على الكهرباء بسبب تجمد محطات الطاقة. وأقامت السلطات 300 مركز تدفئة في الولاية.
وأثارت المشكلات في تكساس غضباً في الولاية التي تحظى بشبكة كهرباء مستقلة. وتصاعد الغضب، مع الكشف عن أن السيناتور عن الولاية تيد كروز سافر إلى منتجع كانكون في المكسيك خلال الأزمة. واضطر بايدن لتأجيل زيارته إلى ولاية ميشيجن، بينما أجبرت مكاتب الحكومة الفيدرالية في واشنطن على إغلاق أبوابها.
وأعلنت شرطة هيوستن أن امرأة وطفلة لقيتا حتفهما إثر تعرضهما لتسمم ناجم عن أول أوكسيد الكربون. وقالت السلطات الصحية إن عشرات الأشخاص في تكساس عولجوا من التسمم بأول أوكسيد الكربون.
وفي المكسيك، أعلنت السلطات ارتفاع ضحايا موجة البرد الحالية إلى 20 شخصاً، في ولاية تشيهواهوا وتاماوليباس.وجاءت الوفيات بسبب تعرض أشخاص لانخفاض مفاجئ في درجات الحرارة، وانزلاق مركبات على الطرق، أو التسمم بسبب المدافئ. (وكالات)
