عادي

التكنولوجيا جزء من المستقبل الذكي

20:00 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

طوال فترة الوباء، قادت الابتكارات التكنولوجية مبادرات الصحة والسلامة، وشجعت الناس على التواصل مع بعضهم البعض، وساعدت الباحثين على اكتشاف اللقاحات. وأدى هذا الاعتماد على التكنولوجيا أيضاً إلى زيادة الاهتمام والطلب في المدن الذكية، مع توقع 26 مدينة ذكية قائمة بحلول عام 2025.
وعلى الرغم من الحديث عن المدن الذكية منذ التسعينات، فقد أدى الوباء إلى تسريع الحاجة لجمع البيانات وتتبعها للمساعدة في مكافحة انتشار المرض. وتتطلع المدن الآن إلى هذه التقنيات لمساعدتها على الصمود بعد انحسار الوباء، وتلاشي ضرره الصحي والمالي.
خلال العام الماضي وحتى اليوم يتم استخدام تقنية المدن الذكية بطريقتين رئيسيتين هما جمع البيانات وتتبعها للحفاظ على سلامة الأشخاص. قبل الوباء، عارضت المجتمعات بشدة هاتين التقنيتين لانتهاك الخصوصية، وتم الاحتجاج على برامج التعرف إلى الوجه باعتبارها متحيزة. ومع ذلك، ومن أجل إبطاء انتشار فيروس كورونا، تستخدم العديد من البلدان حول العالم هذه التقنيات لتتبع حالات المخالطة والإصابة المحتملة. على سبيل المثال، أصدرت الحكومة الكندية تطبيقاً لتتبع الأشخاص على مستوى الدولة لم يكن الكثيرون يعتقدون أنه من الممكن تفعيله قبل الوباء. وبحسب المختصين، فإن كمية البيانات المخزنة في التطبيق ضئيلة ومشفرة وآمنة، لكن هذا لا يغير حقيقة أن الكنديين يتماشون مع الأمر ويوافقون على تتبعهم.
في جميع أنحاء العالم وحتى في الولايات المتحدة، تُستخدم تقنية التعرف إلى الوجه لتتبع انتشار المرض ومراقبة الأشخاص الذين تعرضوا للفيروس. وفي روسيا، تُستخدم تقنية التعرف إلى الوجه لمراقبة من هم في الحجر الصحي، ويمكن أيضاً استخدام برامج التعرف إلى الوجه لقياس درجات الحرارة، ما يسرع تشخيص الحالات المصابة. وعلى الرغم من أنه يُنظر إلى تقنيات التعرف إلى الوجه على أنها انتهاك لحقوق الإنسان، فمن غير المرجح أن تتوقف المدن عن استخدامها عندما ينتهي الوباء.
من المتوقع، ونظراً لحالات عدم اليقين في المستقبل القريب، أن تكون تكنولوجيا المدن الذكية أكثر تركيزاً على البنية التحتية التعاونية القائمة على البيانات لخدمات الرعاية الصحية والأمن العام، هذا لأن «كوفيد-19» أظهر مدى أهمية السلامة العامة، ومدى ضعف المدن أمام تفشي الأوبئة.
يمكن أن يؤدي جمع البيانات أيضاً إلى إحداث تغيير جذري في صناعة النقل العام بعد أن أصابها العجز خلال العام الماضي. وباستخدام البيانات، يمكن للمدن مراقبة طرق الحافلات لتحديد متطلبات البنية التحتية الأفضل أو المناطق التي تحتاج إلى مزيد من العناية. بشكل عام، يساعد جمع البيانات المدن على القيام باستثمارات أكثر ذكاءً تفيد الأفراد والشركات. ونظراً للتأثير الاقتصادي لعمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء، تواجه المدن قيوداً شديدة على الميزانية، ما يجعل خيارات الاستثمار الذكية ذات أهمية خاصة.
«سمارت سيتيز وورلد»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"