حوار فارس وحمدان

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

فارس وحمدان صديقان صدوقان ،لكل منهما انتماؤه ، لناديين عربيين مختلفين، وعادةً ما يلتقي الصديقان ليتجاذبا أطراف الحديث عن رياضة بلدهما، زار حمدان يوماً أخاه فارس في بيته وفي جُعبته سؤالٌ أرّق منامه وأقض مضجعه، فدار بينهما الحديث التالي:
- سأل حمدان: أخي فارس، كثيرٌ ما أجلس مع رياضيين وأجدُ أمارات الحسرة والأسى مرسومة على وجوههم ،والقضية هي هي وإن اختلف تبيانهم لها وكلامهم عنها..وقضيتنا هنا هي عدم تقدير اللاعب من قبل ناديه بعد عطائه العريض عبر السنين..بل وأحياناً محاربته من قبل الإدارة، فماذا تقول؟
- أطرق فارس برأسه إلى الأرض وأخذ نفساً عميقاً وأخرج تنهيدة طويلة ثم قال: أخي حمدان..هذه معضلة المعضلات في رياضتنا للأسف..ولعل بعض اللاعبين يُضحّون بكل شيء..بأهله ودراسته ومستقبله ووو..ثم يجد ذلكم الجحود والنكران.. والذي أراه أن عدم التقدير يعود لحالتين، أولهما معروف وثانيهما هو الأكثر شيوعاً!
أما الحالة الأولى فتصب في صالح النادي..وهي نتيجة دلال اللاعب الذي شبع من المغريات والامتيازات..فالنادي احتضنه فتى صغيراً من مرحلة الأشبال حتى أصبح لاعبا متألقاً في الفريق الأول..وأعطاه كل الإمتيازات..وأغدق المكافآت..ورعاه في تعليمه بما في ذلك دروس التقوية..وحتى في المنح الدراسية والتسهيلات الحكومية عند مسؤوليها..غير الترشح باسم النادي في الاتحادات الوطنية ليكون عضوا بارزاً وربما بعدها رمزاً لامعاً يشار إليه بالبنان..ولعل النادي ،أيضاً ،تغاضى عن بعض التجاوزات فوقف معه مدافعاً ولشنائعه ساترا، ولذا عندما يَقطعُ النادي عنه حبل “بعض” تلك الامتيازات التي اعتاد التقلّب في لذائذها والانغماس في نعيمها،بسبب حملة ضرورية لترشيد الإنفاق أو أزمة مالية طارئة ،أو خِلافه، ينسى هذا اللاعبُ كل أفضال ناديه ،وينعته بالجحودَ” كما يهاجم رموز إدارته، على منصات الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.!
- حمدان: وماهي الثانية؛ لأني أعرف مِن كل من تحدثوا معي أنهم كانوا ضحايا حسد وتعنت إداراتهم..وهم أهل ولاء وعشقهم لأنديتهم أصيل!
- فارس: أخي حمدان اصبر عليّ للحظات.. أما الأمر الثاني والأكثر انتشاراً والأقرب إلى الواقعية عندي فهو بسبب حسد وتعنت وتعالي الإداري المسؤول والذي لا يُوجد في قاموسه أصلاً معنىً للتقدير والامتنان للتضحية العريضة التي قدمها اللاعب أو لتعلقه العميق وعشقه المتجذر لناديه الذي قضى فيه زهرة شبابه وأيام قوته وعنفوانه..وعاش معه في أفراحه وأتراحه!
والأمر السيئ الذي يتمتع به هذا الإداري الحاسد - بجانب كبره - هي تلك الصلاحيات الواسعة والفضفاضة التي أُعطيتْ له من المسؤول الكبير بدون وجه حق ،والتي يتكئ عليها بصلف وعنجهية.. فيُقرّب أصحابه وحلفاءه ،ويبعد من يعتبرهم رجال الحرس القديم..هَمّه أن تُنسب الإنجازات له ولطُغمته؛ حتى ينال جميل الأعطيات وجميع الحظوات من قبل من أعطاه تلكم الصلاحيات..فيخسر أناساً ضحوا من أجل النادي وأعطوا وبذلوا لأجله .هذا رأيي في المسألة باختصار.
شكر حمدان أخاه فارس، وقد تهللت أسارير وجهه،مقتنعاً بشرح فارس..وودّعه على أمل لقاء آخر قريب في قضية آخرى مؤرقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"