عادي

«ماساتشوستس»: التكنولوجيا تخلق وظائف ومهام جديدة كلياً

23:02 مساء
قراءة 3 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة شرع فريق عمل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2018، في تحليل التوقعات المخيفة التي تقول إن نصف الوظائف في البلدان الصناعية يمكن أن تشغلها الروبوتات يوماً ما، وعمل الفريق عامين كاملين للإجابة عن سؤال مهم، كيف سيكسب العمال لقمة عيشهم؟
وانتشر أكثر من 20 شخصاً من أعضاء هيئة التدريس، و25 طالب دراسات عليا في جميع أنحاء العالم، وأجروا مقابلات مع نحو 200 شركة في محاولة للحصول على لمحة أفضل عن مستقبل العمل.
ووجد الباحثون أن التهديد الأكثر إلحاحاً لم يكن بالضرورة هو الذي تخيلناه، بالتأكيد، أصبحت الروبوتات والذكاء الاصطناعي أكثر قدرة، وتمكيناً، ولكن معظم الشركات توقعت أن تخلق التكنولوجيا الحديثة وظائف جديدة ومهام مختلفة كلياً بدلاً من تخفيض أعداد هذه الوظائف.
وبالنسبة إلى لولايات المتحدة، تكمن المشكلة الأكبر في أنها أنشأت سوقاً للعمل يتم فيه جني الثمار بشكل غير متساوٍ، ومتحيز جداً تجاه البعض، لدرجة أن أغلبية العمال لا يتذوقون سوى لقيمات صغيرة من مأدبة الطعام الهائلة، لذلك لم تشهد الأجور الحقيقية زيادة كبيرة منذ السبعينات، وتركزت معظم الزيادات بين العمال البيض.
وقالت إليزابيث رينولدز، المديرة التنفيذية لفريق عمل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لقناة «سي إن بي سي»، عن تقرير الفريق الجديد بخصوص التكنولوجيا والقوى العاملة: إن الكثير من الوظائف الروبوتية، سواء كانت في التصنيع، أو الخدمات اللوجستية، سيكون لدينا مجموعة جديدة كاملة من عمال الصيانة الذين سيعملون على المركبات ذاتية القيادة الجديدة، كما سيكون هناك مسؤولو خدمات صحية لمساعدة المرضى عن بُعد، وتوجيههم من خلال آليات العمل التقنية والحرص على التأقلم معها.
وبالنسبة إلى لأشخاص العاطلين عن العمل حالياً، والذين يفكرون في تغيير مهنتهم، أو الذين هم على مشارف الدخول لسوق العمل، كيف يمكنهم الاستعداد لهذه التغييرات بشكل أفضل، قالت رينولدز: إن التغير الحاصل من حيث الطلب على العمال نابع من الرغبة في التمتع بمستوى معين من الراحة بمساعدة التكنولوجيا، سواء كان ذلك من خلال تحليل البيانات أو العمل باستخدام الأجهزة اللوحية، إلى جانب المهارات الاجتماعية والتفاعل البشري، وتظهر بعض الأبحاث أن الجانب الاجتماعي هو في الواقع أكثر أهمية من الجانب التقني.
وعن كون المخاوف من سيطرة الروبوت وأن التكنولوجيا ستحل محل العمال مبالغ فيه إلى حد كبير، أوضحت رينولدز أن المخاوف من التكنولوجيا اليوم هي أمر مشروع للغاية، خصوصاً بشأن الأمن الاقتصادي للناس، أما بالنسبة لأغلبية العمال من غير الجامعيين، فقد شهدوا ركوداً بالفعل في أجورهم.
وأضافت رينولدز، أن مؤسسات سوق العمل الأمريكية وسياساتها الموجودة لا تدعم بشكل كاف العمال من ذوي الأجور المتوسطة، وأن الولايات المتحدة مع الأسف متأخرة من حيث توفير فرص العمل، لدينا أيضاً حد أدنى للأجور لم تتغير قيمته الحقيقية؛ بقي بنفس المستوى منذ خمسينات القرن الماضي.
وعن صحة الاعتقاد بأن التكنولوجيا لن تهدد وظائف العمال كما كنا نعتقد في السابق، ذكرت رينولدز أن التكنولوجيا لا تأتي بين عشية وضحاها، فهي تلوح في الأفق، والأمر يتطلب بعض الوقت. وهذا يمنحنا فرصة للتكيف من وجهة نظر القوى العاملة.
ونرى أيضاً أصحاب العمل يقولون هل من الأفضل حقاً استبدال العمال؟ أم إيجاد تقنية تحل بالفعل محل بعض المهام؟ فالتغيير إذاً يحدث على مستوى المهمة أكثر منه على مستوى الوظيفة. وهناك جانب تعاوني من التكنولوجيا يسمح بالتفاعل بين الإنسان، والروبوت.
واقترحت رينولدز أن يحصل الناس على تعليم وتدريب ميسور التكلفة، معربة عن أعتقادها أن هناك فرصة حقيقية للمساعدة في نقل الأشخاص وتثقيف العمال غير الحاصلين على شهادات جامعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"