محمد بن ثعلوب الدرعي
* بعد قرابة العقد ونصف العقد من الزمن ظل فيها الصراع ثنائياً على عرش نجومية الكرة في العالم، سيطر فيها الثنائي البرتغالي كريستيانو والأرجنتيني ميسي على قلوب عشاق المستديرة، واحتلا الجوائز العالمية لأفضل لاعبي العالم، يبدو أن ساعة النهاية اقتربت مع تراجع شعبية النجمين الكبيرين مؤخراً، بعد تراجع مستواهما الفني مع برشلونة ويوفنتوس، فكيف سيتعاطى عشاق كرة القدم في العالم مع التألق اللافت للفرنسي مبامي والنرويجي هالاند اللذين يواصلان مسلسل الإبداع محلياً وخارجياً، بعد أن نجحا في قيادة فريقيهما باريس سان جيرمان وبروسيا دورتموند لتحقيق نتائج مبهرة في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، حيث تمكن الفرنسي الشاب من تحطيم دفاعات برشلونة بتسجيله ثلاثة أهداف تاريخية، بينما سجل هالاند هدفين في مرمى اشبيلية قربته من العبور للدور ثمن النهائي، فهل ما يقدمه مبامي وهالاند اللذين سطع نجماهما بقوة في سماء الكرة مؤخراً، مقدمة لتنصيبهما على العرش خلفاً لميسي ورونالدو في قادم الأيام، وهل جماهير كرة القدم في العالم مستعدة لاستقبال أبطال جدد على حساب الأسطورتين الاستثنائيتين في عالم المستديرة.
*تاريخ كرة القدم في العالم شهد العشرات من النجوم الذين تركوا بصماتهم وحفروا أسماءهم في سجلات المجد، ولكن هناك لاعبين لهم من النجومية المتفردة التي تميزهم عن الآخرين، وعلى سبيل المثال لا الحصر يظل الأسطورة البرازيلية بيليه حاضراً ويتصدر المشهد رغم اعتزاله قبل أكثر من 40 عاماً، والوضع نفسه ينطبق على مارادونا حتى بعد وفاته، وبعد سنوات من الفراغ الذي تركه بيليه ومارادونا، انتظرت الجماهير سنوات طويلة إلي أن ظهر كريستيانو وميسي اللذان شغلا العالم، بعد أن انقسمت الجماهير وانشغلت على من هو الأفضل، وتحول الصراع بين النجمين إلي منافسة خاصة بين الجماهير العاشقة لكلا اللاعبين، تلك الوضعية كانت وما زالت محطة يتوقف عندها الجماهير، ووجود اللاعبين في الدوري الإسباني واللعب لقطبي الأندية الإسبانية لفترة طويلة، أثريا الليجا وجعل للقاءات الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة ذات نكهة خاصة، ولكن خروج كريستيانو وانضمامه ليوفنتوس افتقد ميسي للحماس وتراجع برشلونة وغاب الريال.
آخر الكلام
تراجع نجومية كريستيانو وميسي هل يمهد الطريق أمام مبامي وهالاند لاعتلاء عرش نجومية لاعبي العالم، أم أنه من الصعب أن يأتي من يسحب البساط من أكثر لاعبين في العالم نجومية وجدلاً.
