عادي

من أجل انتعاش ثقافي واقتصادي

21:29 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

ضربت جائحة «كوفيد-19» جميع أنحاء المملكة المتحدة، وألحقت ضرراً كبيراً بقطاع الإبداع في مدينة لندن بصورة كئيبة أقل ما يمكن تسميتها بأنها «كارثة ثقافية». ولكن إذا عملنا معاً يمكننا إطلاق شرارة انبعاث ثقافي من جديد.
قبل الوباء، كان القطاع الإبداعي جزءاً رئيسياً من الاقتصاد. حيث استقبلت لندن 21 مليون زائر في عام 2019، وتم إنفاق نحو 2.1 مليار جنيه إسترليني، ودعم 1800 شركة و20 ألف وظيفة. وكان القطاع الإبداعي الأوسع في المملكة المتحدة ينمو بمعدل خمسة أضعاف معدل الاقتصاد الأوسع.
ومع بدء انتشار الوباء العام الماضي، قدرت «أكسفورد إيكونوميكس» أن الصناعات الإبداعية ستتضرر بمقدار الضعف مقارنة بالاقتصاد الأوسع، حيث تعاني لندن انخفاضاً قدره 14.8 مليار جنيه إسترليني في إجمالي قيمة الناتج المحلي.
الفن والثقافة أمران مهمان، ليس فقط من وجهة نظر اقتصادية، ولكن لأن التعامل معهما يثري حياتنا. وعليه انضم قادة كبار من مجموعة واسعة من القطاعات بما في ذلك الخدمات المالية وشركات التكنولوجيا والمنظمات الثقافية، على مدار سلسلة من ورش العمل المثمرة للغاية، وتم التركيز على خمسة مجالات ذات أولوية، بما في ذلك زيادة الاستدامة والاستثمار وتقوية المهارات المهنية ورعاية المواهب إضافة إلى تسريع التحول الرقمي.
وخلص الجميع إلى استنتاج واحد وهو الحاجة إلى علاقة أعمق بين القطاعات الإبداعية والمدنية والتجارية التي ستستفيد من العمل معاً بشكل أوثق من أجل تعزيز النمو الاقتصادي في لندن والحفاظ على مكانتها كقوة رائدة في التعافي الاقتصادي من تبعات «كوفيد-19».
وقدم التقرير ثلاث توصيات رئيسية: «التنشيط الإبداعي» لتطوير برامج التجديد الحضري لملء الساحات العامة والتجارية بمواد جذابة بصرياً، وجلب الأشخاص إلى المدينة عندما تسمح إرشادات السلامة بذلك؛ و«التبادل الإبداعي»، عبر زيادة التركيز على تبادل المعرفة وبناء المهارات بين القطاعات؛ وتطوير «محاور للمؤسسات الإبداعية» من المكاتب غير المستخدمة ومساحات البيع بالتجزئة لتكون متاحة للأعمال الإبداعية، مع منتدى مخصص لمنح أصحاب الأعمال الحرة صوتاً في التخطيط لمستقبل القطاع الإبداعي. ومن جانبها، ستنظر مؤسسة «سيتي أوف لندن» City of London Corporation في كيفية التأثير على أفضل وجه وتسهيل تقديم العمل الذي من شأنه تعزيز تلك التوصيات.
يقع الآن على عاتق المؤسسات الثقافية والمدنية والتجارية في جميع أنحاء المدينة النظر في مقترحات فريق العمل وتنفيذ أكبر عدد ممكن من توصياته. فهذه أوقات عصيبة للغاية ولا توجد حلول فورية أو سريعة، ولكن مخطط التعافي هذا سيساعد في ضمان مستقبل مشرق أمام الصناعات الإبداعية التي ترسم ملامح العودة الاقتصادية.

وليام روسيل – سيتي إيه إم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"