«الابتكار» تكريم للعقول

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

كنا نحسب أن أبعد حلم يمكن أن يضرب به المرء مثالاً «أن يصل إلى المريخ»، فإذا بالمريخ صار هنا أمامنا وبمتناول اليد! إذاً ماذا بعد؟
جعبة الإمارات لا تخلو أبداً من «التحديات»، فقبل أن تغلق باباً أو تنتهي من مهمة، تفتح أبواباً جديدة تطلق من خلالها المبادرات والمسابقات وتحفز على المزيد من التحدي لكل مؤسساتها الحكومية وتشمل معها المؤسسات الخاصة والأفراد. وقد لا يتخيل البعيد عن أرض هذه الدولة أنها تجسد المعنى الواقعي لـ«خلية النحل»، وأنها لا تمل من إنتاج العسل المفيد لصحة الجميع، دولة ومجتمعاً، ويفيض الخير منها ليصل إلى الأصدقاء أيضاً.
لقد دخلنا فعلياً في أسبوع «الإمارات تبتكر ٢٠٢١» والذي يمتد حتى السبت المقبل ٢٧ فبراير، وتشارك فيه كل الجهات والمؤسسات الحكومية والأكاديمية، وشركات القطاع الخاص وأفراد المجتمع من كافة إمارات الدولة. ولاحتفال الدولة السنوي بالابتكار طعم خاص ومميز هذا العام، كونه يأتي مباشرة بعد نجاح التجربة الإماراتية والعربية الأولى في الوصول إلى المريخ بتوقيع إماراتي صرف يحمل اسم «مسبار الأمل»، كما يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ظل الاستعدادات في مختلف المجالات والقطاعات لمرحلة جديدة من تاريخ الدولة، وصولاً إلى مئوية الإمارات في العام ٢٠٧١.
ما أكثرها قصص النجاح والإنجازات والمشاريع المبتكرة في كافة القطاعات! و«جائزة الإمارات تبتكر» التي أطلقها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، والتي تعكس توجهات الحكومة في دعم الأفكار المبتكرة وتطبيقها، هي إضافة مهمة لأنها لا تحتفي بالابتكارات فقط؛ بل تركز على تلك التي واكبت المرحلة الحالية التي نعيشها، وقدمت أفكاراً مهمة تصب في إطار تعزيز جهود الدولة لمواجهة جائحة «كوفيد-١٩» المستجد، وتساهم في التصدي لها.
مبادرات تطلقها الإمارات باستمرار لتؤكد بأنها تمشي بلا توقف أو تردد في نفس نهجها وخطتها التنموية، وبأنها قادرة على التأقلم سريعاً مع أي ظرف يطرأ على الدولة بل والعالم كله، والجائزة خير دليل على مواصلة الإمارات طريق التحدي ودعم الابتكار وتقديم الفرص للمؤسسات والأفراد للاجتهاد في البحث عن تطوير أدواتهم. دولة تكرم العقول وتفتح لها الطريق للابتكار دائماً.
مسيرة التنمية في الإمارات لا تتوقف، والدولة التي حرصت على استقطاب أصحاب المواهب والعقول القادرة على الابتكار والتطوير، قادرة دائماً على ترسيخ مكانتها عالمياً ولتبقى مصدراً للتطوير الإيجابي في مختلف المجالات العلمية والإنسانية والحياتية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"