لا خيار إلا اللقاح

00:15 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

منذ تفشي جائحة  كورونا لأول مرة في الصين ثم انتشارها في العام 2020، تغير واقع العالم من جميع النواحي سواء سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، وبالأخص الوضع الصحي، فالإصابات اليوم بلغت أكثر من 111 مليون حالة مؤكدة وأكثر من 2.4 مليون وفاة، ولم تهدأ الجائحة، ولم يستطع العالم القضاء عليها نهائياً أو حتى السيطرة عليها سيطرة كافية، لعدة أسباب، أهمها وباختصار عدم تقيد البشر بالإجراءات الاحترازية التي تقيهم من هذا الفيروس الفتاك، والسبب الثاني هو عدم أخذ اللقاح الذي يعتبر من أهم المقومات الناجحة تجريبياً للوقاية من الفيروس، والتي تبشر بأن الحياة سوف تعود تدريجياً إلى طبيعتها، وأن التعافي يبدأ من أخذ اللقاح، وأن العالم ينتظر بفارغ الصبر أن تعود الحياة له من جديد وترجع المياه إلى مجاريها مثلما كانت، ولكن المؤشرات والتقارير مقلقلة بسبب ظهور سلالات متحورة من كورونا والتي لربما نشهد بسببها إغلاقاً آخر يعيق الحياة أكثر مما هو عليه الآن.

  منذ بداية الجائحة كان العالم ينتظر اللقاح بفارغ الصبر، واليوم وبسبب كثرة الشائعات عن اللقاح يتردد بعض الناس عن أخذه رغم مناشدات الحكومات وتأكيد العلماء بأن اللقاح بداية للتعافي والخروج من كابوس الجائحة وحمايتهم من الإصابة والموت. 

   لم تعد حياة الإنسان مهمة لناشري الشائعات، وللأسف فإن الناشرين ليسوا فقط المصدرين الأولين للشائعات، بل أصبحوا أكثر توسعا، وهم اليوم الأفراد الذين يتداولون الشائعات عبر الهواتف والتطبيقات الذكية مثل “واتس آب” وغيرها، ويعيدون ما ينشر بجهل وعدم مبالاة، فينشرون الذعر في المجتمع.

  إن طريق التعافي يبدأ باللقاح، واليوم بفضل الحكومة الرشيدة في دولة الإمارات يتوفر اللقاح بالمجان للجميع سواء مواطنين أو مقيمين، وقد أخذ اللقاح لأول مرة قادتنا ليكونوا قدوة للمجتمع، وقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رسالة للمجتمع عبر “تويتر” قائلا: «رسالتي للجميع أن يسارع للتطعيم لأنه حماية للصحة.. وحماية للاقتصاد.. وحماية لمكتسباتنا.. وتسريعا لتعافي بلادنا الكامل بإذن الله» وهذا تأكيد على أن التعافي يبدأ بأخذ اللقاح وعدم تأجيل ذلك.

   إن الجائحة أثرت كثيراً على الدول، اقتصادياً وصحياً ومجتمعياً، فالمجتمعات التي بادرت اليوم بأخذ اللقاح أصبحت أكثر انفتاحاً منذ الجائحة، فهي أكثر أماناً لصحة الإنسان، وأكثر استعادة للحياة الاجتماعية، وأكثر انتعاشاً للاقتصاد، واليوم دولة الإمارات نموذج حقيقي لذلك، فقد تمكنت من تقديم اللقاح إلى أكثر من 5 ملايين فرد في دولة الإمارات في خطوة كبيرة في طريق التعافي، وإن هذا الإنجاز في زمن قصير قد أكد للمجتمع العالمي بأن دولة الإمارات هي الأكثر حفاظاً على صحة وأمان الإنسان، ولهذا فإن الانفتاح الذي تشهده دولة الإمارات رغم الجائحة لم يكن يوما من دون دراسات ومن دون تأكيد على أن دولة الإمارات ملتزمة بكل الإجراءات والإرشادات المعمول بها دوليا لحماية شعبها وشعوب العالم من هذه الجائحة، وعلى الرغم من نقل وسائل الإعلام غير المحايدة للكذب والأخبار المزيفة، إلا أن التقارير تؤكد أن دولة الإمارات على التزام كامل، وأنها على خطوات من التعافي.

   إن أخذ اللقاح أصبح خياراً استراتيجياً للتعافي، وتضمن دولة الإمارات سلامة وأمان اللقاح. والجدير بالذكر أن كثيراً من سكان العالم توجهوا إلى دولة الإمارات لأخذ اللقاح منها بسبب الثقة التي تتميز بها  إقليمياً وعالمياً، وهذه الثقة المتينة بين حكومة الإمارات بقيادتها ومؤسساتها وبين المجتمع الإماراتي والعالمي، جعلت دولة الإمارات في مقدمة الدول من حيث اطمئنان الفرد للعيش بصحة وسلامة وازدهار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"