نيويورك: «وام»
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، إلى إنشاء «تحالف عالمي حقيقي» للالتزام بصافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن، مشدداً على أن الحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي والنزوح الناجم عن الاضطرابات المناخية، يسهم في الحفاظ على السلام والحد من مخاطر الصراع.
جاء ذلك خلال مناقشة رفيعة المستوى (افتراضية)، عقدها مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، برئاسة بريطانيا، حول «صون السلم والأمن الدوليين: المناخ والأمن»، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات.
ووصف الأمين العام حالة الطوارئ المناخية التي يمر بها العالم، بأنها قضية حاسمة، لافتاً إلى أن العقد الماضي كان الأكثر ارتفاعاً في درجات الحرارة في تاريخ البشرية. ونوه بأن مستويات ثاني أكسيد الكربون سجلت ارتفاعاً قياسياً وأصبحت حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات هي الوضع الطبيعي السائد، مما أضر بالبيئة وأضعف الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم.
وشدد الأمين العام على أهمية العمل من أجل الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية مع نهاية القرن الحالي، محذراً من أن اضطراب المناخ يعد عامل تضخيم للأزمات الناشئة و مضاعفاً لها.
ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية البلدان والمجتمعات والأشخاص من التأثيرات المناخية المتكررة والشديدة بشكل متزايد، مع الحاجة إلى رفع مستوى الاستثمارات بشكل كبير. ودعا جميع الدول الأعضاء إلى أن تقدّم مساهمات محددة وطنياً، مع أهداف تسمح بخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% بحلول عام 2030 عن مستويات عام 2010. ودعا أيضاً جميع الشركات والمدن والمؤسسات المالية إلى إعداد خطط ملموسة وذات مصداقية للحد من الكربون.
وحث البلدان المتقدمة على الوفاء بتعهدها المتمثل في تقديم 100 مليار دولار سنوياً إلى دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بعد أن فات الموعد المحدد لذلك العام الماضي.
وقال: «نحن بحاجة إلى توسيع نطاق أنظمة الإنذار المبكر والعمل المبكر بشأن الأزمات المتعلقة بالمناخ، من الجفاف والعواصف إلى ظهور الأمراض حيوانية المصدر»، إضافة إلى الحاجة لحماية اجتماعية أقوى لدعم المتضررين. ودعا إلى أن تبدأ هذه الإجراءات، الآن، مع سياسات تحويلية «ونحن نخرج من هذه الجائحة».
وبحث المشاركون في الاجتماع دور مجلس الأمن في معالجة المخاطر الأمنية ذات الصلة بالمناخ من خلال اتباع نهج بناء السلام، ودعم التكيّف والصمود في البيئات المعرضة لتغير المناخ.
