«كورونا» الذي غيّر السلوك

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يزال العالم يعاني مضاعفات أزمة كورونا بطرق متفاوتة، وذلك حسب جاهزية الحكومات المختلفة وسرعة استجابتها واستراتيجياتها في إدارة الأزمة والشعوب خلال هذه المرحلة الانتقالية وهي مرحلة ما قبل التعافي، التي تكشف عمق الأثر الذي خلفه الفيروس في اقتصادات الدول وحياة الناس وسلوكياتهم التي يحتمل أن تدوم لسنوات قادمة، وهي تحولات قيد التطور مما يمنح الشركات فرصة أكبر لإعادة تشكيل أنظمتها وفقاً لمتطلبات «الوضع الطبيعي الجديد»
لقد أظهر كوفيد -١٩ سلوكيات جديدة في ٨ مجالات حياتية رئيسية وهي: العمل، التعلم، الحياة المنزلية، الاستهلاك، الاتصالات والمعلومات، التنقل، والصحة والرفاهية، فلقد حققنا تقدماً في تبني التقنيات الرقمية خلال أيام، وزاد تقديم الخدمات الطبية عن بُعد بعشرة أضعاف خلال ١٥ يوماً، والمشاركة في اجتماعات العمل عن بُعد بعشرين ضعفاً، وتوصيل طلبات التجارة الإلكترونية بما حجمه عشر سنوات خلال ٨ أسابيع، أما عدد المستفيدين من خدمات التعليم عن بُعد فقد وصل إلى ٢٥٠ مليوناً خلال أسبوعين في الصين وحدها.
حسب مؤشرات ماكنزي فإن هناك ظواهر ستستمر حتى بعد كوفيد -١٩ مثل انخفاض الإنفاق على الكماليات، التركيز على الصحة والنظافة العامة واستخدام تطبيقات اللياقة البدنية، بينما هناك ظواهر ستنحسر مثل زيادة الطلب على الترفيه الرقمي، استشارة الأطباء إلكترونياً والعمل عن بُعد، كل هذه التغييرات السلوكية تعكس تغيراً في قرارات المستهلكين وتحفز الشركات على التكيف بأسرع وقت من خلال إعادة النظر في طريقة المستهلكين في الحصول على المعلومات، تفضيلاتهم في البضائع والخدمات، أماكن التبضع والطلب والكيفية التي يخوضون بها تجاربهم مع العلامات المختلفة والتي قد تؤثر في ولائهم للمنتجات في سبيل البحث عن تجارب جديدة ومبتكرة.
هناك ثلاث قوى ستؤثر وبشكل كبير في المرحلة القادمة وهي الانكماش الاقتصادي، التحول في تفضيلات المستهلكين والتسارع الرقمي، مما سيحدث تقلبات تؤثر في نهج الاستدامة في مجالات متعددة والمخطط له قبل الأزمة، أما الاستعداد فهو تحضيرٌ لهبوطٍ في قوى الشراء، مدى ملاءمة الواقع الجديد لتجربة التسوق المعتادة، آلية اتخاذ القرارات الاستهلاكية عن الأفراد وأخيراً تفضيلاتهم في عمليات التسويق والتواصل، وقد تحمل الحلول الرقمية جزءاً من الإجابة، إلا أن الجزء الأكبر يعتمد على شق إنساني غائب عن استراتيجيات كثير من المسوقين خلال الأزمة وهو: ما الذي يحتاج إليه المستهلك في الواقع الجديد لمواجهة أزماته العاطفية والنفسية والاجتماعية، ويمكن أن يجده في المنتج أو الخدمة المروج لها؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"