عادي

«الإمارات تبتكر 2021» يبحث توظيف الابتكار في تصميم المستقبل

19:45 مساء
قراءة 8 دقائق
1

دبي: «الخليج»
نظمت حكومة دولة الإمارات ضمن فعاليات «الإمارات تبتكر 2021»، مؤتمر «الإمارات تبتكر الافتراضي»، في جناح الاستدامة بموقع «إكسبو 2020 دبي»، بمشاركة وزراء ومسؤولين حكوميين، وخبراء ومتخصصين عالميين، لبحث سبل توظيف الابتكار في صناعة المستقبل، وآليات ترسيخه ثقافة مجتمعية وأولوية وطنية في تصميم المنهجيات الحكومية.
وشهد المؤتمر الذي نظمه «مركز محمد بن راشد للابتكار» عقد جلسات تفاعلية وحوارية ركزت على 3 محاور رئيسية، تشمل القفزات النوعية واللا مستحيل، وحكومة المستقبل، والاقتصاد المبتكر، نظمت بالاعتماد على نموذج هجين يجمع بين الجلسات الحوارية الواقعية، وأخرى افتراضية عرضت عبر شاشة منصة رقمية في «إكسبو 2020 دبي».
وكرمت حكومة الإمارات في ختام أعمال المؤتمر 9 مبادرات أطلقتها جهات حكومية، حصلت على جائزة «الإمارات تبتكر 2021» ضمن 6 فئات رئيسية، احتفت بالمبادرات المبتكرة التي طبّقتها الجهات الاتحادية والمحلية في مواجهة جائحة «كورونا»، واختيرت بناء على 4 معايير رئيسية تركز على الحداثة، وقابلية التكرار في مختلف المجالات، والأثر الإيجابي في المجتمع وسرعة التطبيق.

عهود الرومي: الابتكار محرك جهود الحكومة في صناعة المستقبل
وأكدت عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، في كلمة رئيسية خلال أعمال المؤتمر: إن الابتكار محور أساسي لعمل حكومة دولة الإمارات، ومحرك لجهودها ومبادراتها المستقبلية، فقد نجحت في تبني الابتكار ثقافة عمل، وتوظيف أدواته في تطوير الحلول الاستباقية للتحديات، تجسيداً لرؤى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بترسيخ الابتكار أولوية ومنهجية أساسية للعمل الحكومي لتحقيق الأهداف المستقبلية، والارتقاء بالمجتمع في مختلف المجالات.
وتناولت أهمية الابتكار بالاستفادة من البيانات الضخمة وتوظيفها في تطوير حلول غير مسبوقة، ودور الابتكار في الخدمات الاستباقية، وتعزيز الأتمتة الذكية والتحول الرقمي في تعزيز الإنتاجية والكفاءة في الجهات والمؤسسات.
وهنأت الجهات الحكومية المشاركة في الجائزة التي تحتفي بأفضل الابتكارات الحكومية في مواجهة تحديات جائحة «كورونا». مثمنة مبادراتها وجهودها الكبيرة لتقديم أفضل الخدمات والحفاظ على استمرارية العمل الحكومي، رغم الجائحة.
أهداف مستقبلية تحقق قفزات نوعية
ركز المحور الأول «القفزات النوعية – اللا مستحيل» على أهمية تبني أهداف مستقبلية في الحكومات، بما يسهم في تمكينها من تحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات، التي تدعم تشكيل الحكومات المستقبلية، وتحدث فيه: ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، وسارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، والبروفيسور ميتشل وايس، أستاذ ريادة الأعمال الحكومية في كلية هارفارد للأعمال.
ريم الهاشمي: «إكسبو 2020 دبي» منصة للخير
وأكدت الهاشمي خلال الجلسة الأولى «الطريق الى إكسبو» أن دولة الإمارات وضعت رؤية استشرافية واستراتيجيات مبتكرة، لتصبح واحدة من أهم الدول القادرة على استضافة الأحداث العالمية والمعارض الدولية، بما في ذلك «إكسبو 2020 دبي»، على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها العالم نتيجة جائحة «كورونا».
وقالت إن قيادة دولة الإمارات، تؤمن بأهمية التواصل بين الدول، والحكومات والمجتمعات، وضرورة تعزيز التعاون والشراكات والتكامل بينها، لتحقيق الطموحات المجتمعية، والإنجازات العالمية، ونطمح أن يكون «إكسبو 2020 دبي» منصة تجمع هذه التطلعات وتمكّن الحكومات من السعي إلى الخير وتحقيقه.
وأضافت، أن إكسبو 2020 دبي، اتخذ من «تواصل العقول وصنع المستقبل» شعاراً له، بالتركيز على 3 مفاهيم رئيسية شكّلت أبرز عوامل استمرارية الأعمال والخدمات خلال العام الماضي، هي: التنقل، والاستدامة، والفرص، وهي ذاتها العوامل التي تتمتع بها دولة الإمارات.
سارة الأميري: الإمارات سباقة في تحقيق إنجازات الابتكار 
وتناولت سارة الأميري، في الجلسة الثانية «دولة الإمارات تبتكر مسبار الأمل»، خطط استكشاف الفضاء وضرورة تطوير برامج نقل المعرفة، وتصميم وبناء الأقمار الاصطناعية التي كانت أسس تحقيق النجاح في استكشاف المريخ، ودخول «مسبار الأمل» في مدار الكوكب الأحمر.
وأكدت أن الإمارات سباقة في تحقيق الإنجازات بتبني عوامل الابتكار الجذري، والتغيير الشامل في مختلف القطاعات، عبر إطلاق مشروعات تحقق قفزات تتخطى التوقعات العالمية، ويشكّل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أحد هذه المشروعات المبتكرة، التي كان لابدّ من تطويرها خلال فترة زمنية قصيرة وبميزانية تعد الأقل مقارنة بالمشروعات المشابهة.
وأوضحت أن فريق عمل «مسبار الأمل» واجه تحديات في سبيل تطوير المشروع، إلا أنه تخطّاها وأوجد الحلول التي أسهمت في نجاح مهمة المسبار. مؤكدة «يمكن تلخيص عوامل نجاح المشروع في 3 نقاط، هي: المرونة التي تعلمناها من فكر قيادتنا، والشفافية الكاملة التي تشكّل منهجية عمل حكومتنا، واختبار أفكارنا، ومراجعتها وتعديلها للوصول إلى الأفضل».
ميتشل وايس: الحكومات تشارك المجتمع الأفكار الابتكارية
وأكد البروفيسور ميتشل وايس، في جلسة «نحو تمكين المجتمعات»، أهمية تكاتف الجهود والتعاون وتعزيز الشراكات بين الحكومات وأفراد المجتمع، لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات وتوفير خدمات مجتمعية لتسهيل حياة الناس. مشيراً إلى أن العالم بحاجة إلى حكومات تشارك المجتمع الأفكار الابتكارية وتكون قادرة على قراءة الوضع الحالي والمستقبلي وتتمتع بالقدرة على تحقيق التوازن بين التفكير التقليدي والمبتكر والبناء على النتائج واستكشاف الفرص المستقبلية.
وقال إن على الحكومات أن تعزز قدراتها في استشراف المستقبل وتخيله وأن تخوض مخاطرات مدروسة وتبني الأفكار والتجارب واختبارها واختيار الأفضل منها، وأن تحرص على دعم الأفكار وتشجيعها ومشاركة المجتمع في أفكاره ومقترحاته.
وأشار إلى أهمية تبني أهداف مستقبلية لتمكين الحكومات من تحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات.
إعادة تصميم منهجية حكومة المستقبل
وتناول المحور الثاني «حكومة المستقبل»، وأهمية التفكير بمنهجيات عمل جديدة في عمل الحكومات، وتمكينها من تحقيق قفزات تنموية نوعية وخلق فرص جديدة عبر الأفكار والتطلعات والرؤى التي يشارك بها الأفراد، وشارك في جلساته هدى الهاشمي، رئيسة الاستراتيجية والابتكار الحكومي، والبروفيسور جايديب برابهو، أستاذ إدارة الأعمال والمشاريع في جامعة «كامبريدج».
هدى الهاشمي: الابتكار محور لتطوير الحلول المستقبلية
وأضاءت الهاشمي في جلسة «رحلة الابتكار في الحكومات» على مسيرة الابتكار الحكومي في دولة الإمارات. وقالت إن دولة الإمارات تنتقل إلى مرحلة مختلفة من الإنجاز الذي يحتاج إلى متابعة ووضع رؤية واضحة وبرامج عمل تحقق طموحات وتطلعات المجتمع الإماراتي، ويشكل فيها الابتكار محوراً رئيسياً لإيجاد الحلول ومواكبة المتغيرات، مضيفة أن تطور الحكومات يعتمد 4 ركائز أساسية، هي: تصميم قوانين وتشريعات داعمة ومواصلة تطويرها، الاعتماد على التحليلات والتنبؤات المستقبلية، وتطوير هياكل عمل ومنهجيات مرنة تعزز العمل الحكومي، إضافة إلى تشجيع التجارب والابتكارات واختبار الحلول الجديدة بما يضمن مواجهة مختلف التحديات.
وتناولت سلسلة تقارير الابتكار التي أصدرها مركز محمد بن راشد، بالشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال العام الماضي، التي رصدت 683 مشروعاً مبتكراً من 91 دولة، ودراسة 450 مشروعاً، وركزت التقارير على 5 موضوعات، هي: التدابير المبتكرة لمواجهة «كوفيد-19»، والحكومة المتكاملة، والتركيز على الابتكار لتعزيز جودة حياة الفئات الأقل حظاً في المجتمعات، وتوفير خدمات أفضل تعزز خصوصية الأفراد، إضافة إلى تعزيز المهارات والاستثمار في رأس المال البشري.
 برابهوس: 5 أساسيات تشكّل حكومات المستقبل وتطوّرها
وخلال جلسة «كيف تكون الحكومات»، ناقش البروفيسور جايديب برابهوس أهم النقاط في كتابه «How Should a Government Be»، وطرح عدداً من الأفكار عن تطوير حكومات المستقبل.
وأضاف أن الكتاب يتناول أهمية تحقيق التوازن بين الكفاءة والفعالية في العمل الحكومي، وأهمية التعاون مع شركات القطاع الخاص، عبر تبني 5 أساسيات لتشكيل حكومات المستقبل، هي: الاستجابة السريعة، بحيث تسعى إلى التطور بالاعتماد على رؤى أفراد المجتمع، والأنظمة الشاملة التي توازن بين مختلف التحديات، وتبني أسس التجربة والاختبار في إيجاد الحلول الجديدة واختبارها وقياس نسب نجاحها وتطبيقها، وتشجيع الأعمال الريادية.
الابتكار لرسم مستقبل الاقتصاد
وركز المحور الثالث «الاقتصاد المبتكر» على دور الحكومة والقطاع الخاص في رفع القدرات الوطنية في الابتكار، وشارك في جلساته الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وعبد الله ناصر لوتاه، المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء، وخلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، والدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور غالب الحضرمي البريكي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، وفادي غندور، رئيس مجلس إدارة شركة «ومضة كابيتال» ومؤسس شركة «أرامكس».
أحمد بالهول: الإمارات وجهة عالمية لرواد الأعمال
وناقش الدكتور أحمد بالهول، خلال جلسة «ريادة الأعمال المبتكرة - مستقبل براءات الاختراع»، دور قطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في رفد الاقتصاد الوطني بابتكارات جديدة.
وأكد أن دولة الإمارات تتمتع بموقع استراتيجي مميز يجعلها وجهة لروّاد الأعمال الذين يستثمرون نحو 60% من رؤوس الأموال المخاطرة. و«يشكّل قطاع ريادة الأعمال رافداً رئيساً للاقتصاد الوطني، حيث يصل حجم المشاريع الخدمية في الدولة إلى 200 مليون درهم، فيما يصل حجم المشاريع الصناعية إلى 250 مليون درهم، وتشكّل المشاريع الريادية 40% من إجمالي الناتج المحلي، و52% من الإنتاج المحلي غير النفطي».
وقال إن وزارة الاقتصاد أطلقت مشروعاً جديداً في منح براءات الابتكار لروّاد الأعمال لتشجيعهم على الدخول في هذا القطاع، ورفع وعي الطلاب في الجامعات والمدارس على مستوى الإمارات.
وأضاف أن دولة الإمارات شهدت خلال الفترة الماضية توجهاً نوعياً نحو البحث العلمي وتوثيق نتائجه، إلا أن أغلبية هذه الأبحاث أكاديمية وغير قابلة للتسويق، ونعمل بالشراكة مع الجامعات الوطنية لتشجيع الطلاب على تطوير بحوث قابلة للتطبيق.
المؤسسات الأكاديمية حاضنات لابتكارات الطلاب
وتناول الدكتور الشامسي والدكتور البريكي، في جلسة «احتضان ابتكارات الطلاب» دور المؤسسات التعليمية والأكاديمية دعم توجه الطلاب نحو وضع الحلول الابتكارية، واحتضان هذه الابتكارات وتنميتها، بما يسهم في تنمية قدراتهم وتأهيلهم لبدء مشروعهم الابتكاري.
وأكدا أهمية احتضان وتعزيز فكر ريادة الأعمال لدى طلاب الجامعات، ودعم تحويل أفكارهم إلى مشاريع وشركات ناشئة صغيرة ومتوسطة، بما يجسد توجهات الدولة بتحويل الجامعات إلى محركات داعمة للاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار، وشددا على أهمية مواكبة المناهج الأكاديمية للتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم على مستوى الحاجة لتطوير أطر التعلم طوال الحياة وتمكين الطلاب بالمهارات المستقبلية إلى جانب المناهج الأكاديمية.
الابتكار وبناء المجتمعات
واستضافت جلسة «الابتكار وأهميته لمستقبل مزدهر للمجتمعات» ضمن محور «الاقتصاد المبتكر» خلفان جمعة بالهول، وفادي غندور، للإضاءة على أهمية تأسيس بيئة عمل تسهم في دعم الابتكار، وترسيخ دوره في بناء المستقبل.
وأكد بالهول، أن دولة الإمارات بفضل رؤية قيادتها المستقبلية والداعمة للأفكار الطموحة، حققت إنجازات نوعية وقفزات سريعة في مختلف القطاعات الحيوية بفضل تبنيها لمنهجية قائمة على وضع أهداف محددة وتسريع الإنجاز وإتباع أساليب مبتكرة في التخطيط والتطوير والتنفيذ.
وقال إن انتهاج مفهوم المخاطرة المدروسة ركيزة رئيسية في الريادة والخروج بأفكار جديدة «خارج الصندوق»، مؤكداً أن دولة الإمارات نجحت بتحقيق التوازن المنشود بين الريادة في عالم التكنولوجيا والابتكار في المستقبل والحفاظ على التراث الوطني والأصالة التاريخية والثقافية. كما تطرق إلى عدد من مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال وتطوير التشريعات المستقبلية وتصميم المستقبل. 
وقال غندور إن دولة الإمارات كانت سباقة في تبني الابتكار ودعم المبتكرين في تحويل أفكارهم ورؤاهم إلى مشاريع عملية، وجهزت لهم البنية التحتية للمساهمة في الارتقاء بمختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أهمية مواصلة مسيرة تطوير التشريعات والقوانين بما يتناسب مع التغيرات العالمية المتسارعة لجذب رواد الأعمال والشركات الناشئة.
عبدالله لوتاه: الإمارات ترى في الابتكار أسلوب عمل وحياة
وأكد عبد الله لوتاه، خلال جلسة «كيف نبتكر لننافس»، أن دولة الإمارات تنظر للإنسان على أنه ركيزة التنمية للعبور إلى المستقبل وتعزيز ريادة الدولة عالمياً، وهو ما يترجم توجيهات القيادة الرشيدة بأهمية الاستثمار في الإنسان لتعزيز مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات.
وأشار إلى رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بتحويل دولة الإمارات إلى منصَّة عالمية للابتكار ووجهة للمبتكرين تستقطب أفضل العقول والكفاءات، وتفتح الباب أمامهم، وتوفِّر لهم الفرص والبيئة المثالية ليبدعوا ويسهموا من خلال ابتكاراتهم، في إحداث تغيير إيجابيٍّ في حياة المجتمع، وتطوير اقتصاد المعرفة.
وقال إن دولة الإمارات ترى في الابتكار أسلوب عمل وحياة يسهم في تحقيق التقدم والازدهار بالشكل الذي يليق بمكانة دولة الإمارات بما يجسد المنهجية التي أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه.
وأشار إلى أن الإمارات تتصدر المركز الأول عربياً و28 عالمياً في تقرير مؤشر الابتكار العالمي.، كما حققت مراكز متقدمة في المحاور والمؤشرات الفرعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"