عادي

جائزة ابن بطوطة.. خزانة جديدة لأدب الرحلات

20:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

دبي: علاء الدين محمود
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع دبي، مساء أمس الأول الأربعاء، جلسة حوارية افتراضية، حملت عنوان «أدب الرحلة.. جائزة ابن بطوطة من الداخل»، تحدث فيها الشاعر السوري نوري الجراح، المشرف على الجائزة، والكاتب سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي فاز بالجائزة مخطوطه المحقق: الرحلة الشابورية 1936 للكويتي زين العابدين بن حسن باقر، والروائية المصرية منصورة عز الدين، الفائز مخطوطها: خطوات من شنجهاي في معنى المسافة بين القاهرة وبكين، فيما أدارت الجلسة الكاتبة إيمان يوسف.
وتصدر جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، عن «المركز العربي للأدب الجغرافي.. ارتياد الآفاق»، في أبوظبي، وتمنح جوائز سنوية منذ عام 2003، لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، ذلك الضرب الإبداعي الذي عانى التهميش طويلاً، وتهدف الجائزة إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات.
وفي المستهل تحدث نوري الجراح، واصفاً الجائزة وطبيعتها وفروعها المتعددة، موضحاً أنها الوحيدة المختصة في أدب الرحلة في العالم العربي، حيث استطاعت في وقت قصير أن تنشئ خزانة لذلك الأدب العظيم، وذكر أن التأسيس الحقيقي للجائزة بدأ من خلال لقاء جمعه بالشاعر والأديب الإماراتي محمد بن أحمد السويدي، مؤسس «المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق» الذي صار راعياً للجائزة، واستطاع المشروع أن يستقطب كثيراً من المبدعين والباحثين، حيث إن فكرة الجائزة الأساسية هي استقطاب النصوص والكتابات المتعلقة بأدب الرحلات، وقد اهتمت الجائزة كذلك بالرحلة المترجمة؛ أي الدراسات والنصوص التي يمكن أن تترجم من ثقافات أخرى لتصب في رصيد المركز.
ولفت الجراح إلى أن الذين فازوا بالجائزة بلغ عددهم 90 فائزاً وفائزة، من بينهم مشاركون من شخصيات غير عربية، مشيراً إلى أن الرحلات في معناها الحضاري هي أدب التواصل.
وقال: «حياة الإنسان عبارة عن رحلة منذ مبتدئها إلى منتهاها»، مضيفاً أن الباحثين أطلقوا على أدب الرحلة صفة «النص المرئوي»؛ أي الواصف للأشياء. فقد كان الرحالة في سابق الزمان يحكون العجائب إلى جانب الحقائق، أما رحالة اليوم فلم يعودوا ينقلون الغرائب، وتحولوا إلى باحثين عن ذواتهم عبر الترحال والانتقال من مكان إلى آخر.
وأوضح أن الرحلات كانت توصف بأنها جنين الرواية، أو طفولتها، لكن أدب الرحلة الحديث جعل من الترحال رواية وأدباً قائماً بذاته.
نص نثري
بدوره تحدث سلطان العميمي، عن عمله الفائز وذكر أنه عثر على نص «الرحلة الشابورية» قبل 3 سنوات، بحكم أنه كان يعمل على إعداد معجم اللهجات المحلية منذ 14 عاماً، وقد قاده ذلك الأمر إلى الاطلاع الواسع على التراث، حتى عثر على ديوان الشاعر متضمناً قصائد أخرى.
وذكر العميمي أن نص الرحلة الشابورية كتبه زين العابدين الباقر، نحو عام 1936، بالشعر النبطي، وتحدث فيه عن ثلاث إمارات، هي أبوظبي ودبي والشارقة، وأوضح أنه لم يعثر إلا على أرجوزته الطويلة في وصف أبوظبي، والتي تتناول الحياة الاجتماعية فيها، حيث احتشدت بذكر أسماء شخصيات وأمكنة ومفردات لفظية لم تعد مستخدمة. وأشار العميمي إلى أنه قام بكتابة نص نثري موازٍ للرحلة، ويقول: «الأرجوزة هي بمثابة تحفة ووثيقة شعرية وأدبية وتاريخية ولغوية، وقد استفدت من المعلومات التي تضمنتها».
وذكرت منصورة عز الدين أن جائزة ابن بطوطة أعادت الاعتبار لجنس أدبي في غاية الأهمية، وهو أدب الرحلات كنص إبداعي جمالي، إضافة إلى قيمته الفكرية والثقافية، وتناولت بالحديث الأيام التي قضتها في مدينة شنجهاي التي وصفتها بالملهمة. وقالت: «الكاتب يجب أن يتحرك طوال الوقت، ويتنقل من مكان إلى آخر، لقد شعرت أثناء كتاباتي تفاصيل رحلتي في شنجهاي كأنني أليس في بلاد العجائب». وأضافت: «إن الدهشة هي أساس الكتابة، وكل إبداع هو عبارة عن أدب رحلة بشكل أو آخر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"