عادي

أشرف العشماوي: انتقام الروائي من أبطاله خطأ

22:42 مساء
قراءة 3 دقائق
1

القاهرة: محمد شبانة

المستشار أشرف العشماوي، واحد من أكثر الكتاب شعبية حالياً، بمشروعه الروائي الممتد، ومع كل عمل جديد له، لا يتشابه مع أي من سابقه، وهو ما أكسبه مكانة كبيرة، على الرغم من تأخر تواجده في الوسط الثقافي والأدبي بعض الشيء.

حول أحدث رواياته «بيت القبطية» والجدل الإيجابي الذي أثارته، وأسرار بعض رواياته، كان لنا معه هذا الحوار.

* الحفاوة التي يستقبلك بها الجمهور عند كل رواية جديدة ما مغزاها بالنسبة لك؟

- ذلك يشعرني بمسؤولية كل مرة، تقديم عمل جديد متنوع ومختلف وشيق أمر ليس سهلاً والقارئ العربي ناقد شرس، لكنها في الوقت ذاته تدفعني للكتابة بمزاج رائق وباستمتاع كل مرة، أنا أحب قرائي وأسعد بحفاوتهم فوق الوصف وأنتظرها مع كل عمل بشغف.

* رواية «بيت القبطية» لعبت على وتر حساس، هل ترى أن الأدب تحرر بصورة كاملة من التابوهات؟

- الأدب العربي يتحرر، لكن لم يبلغ الذروة أو النهاية بعد، لكن هناك الكثير من الروايات تشي بالتحرر من التابوهات الثلاثة هذا أمر جيد وأرحب به، في العموم أنا متفائل.

* بعض القراء قالوا إن الرواية مختصرة وأن أحداثاً كثيرة تنقصها هل كانت كذلك؟

- النقاد رأوا أنها مكتملة، في ظني أن القراء اعتادوا مني روايات طويلة تقارب أربعمئة صفحة فلما وجدوا نصف الحجم في «بيت القبطية» قالوا إنها مختصرة وتحتمل المزيد من الحكي، هنا الفكرة هي بطل الرواية، لا تهمني حركة الشخصيات ولا جماليات المكان وتتابع الأحداث، أتحدث عن حيرة وكيل النيابة بين العدل والمساواة ومكر حارس الاستراحة العجوز رمسيس وسلبية الخفير نبوي الديب وفلسفته في حياة يعيشها كميت ينتظر دفنه في أي لحظة وهدى السيدة القبطية المسالمة التي ماتت منا لأنها فقط أرادت الحياة.

* النهاية السعيدة لرواية «تويا» باستعادة البطل لابنته في اللحظة الأخيرة ألا ترى أنها رومانسية؟

- وما الذي يضير في أن تكون رومانسية؟ كل رواية لابد لها من جانب رومانسي بعض الشيء عبر السطور ولو كطيف عابر، لكني أرى أن نهاية «تويا» إنسانية أكثر منها رومانسية.

* تبدو مغرماً بتوظيف تاريخ مصر الحديث في رواياتك كيف تأتي إليك هذه الأفكار غير المطروقة؟

- نعم أنا مغرم بالتاريخ أقرأ وأبحث وأحتفظ بأرشيف ضخم وآلاف الصور النادرة وأستخدم أرشيف جريدة الأهرام ودار الوثائق القومية وأرشيفات بعض المؤرخين المعاصرين، وأستند إلى حكايات أقاربي كبار السن الذين عاصروا فترة الملك فاروق في شبابهم وأذهب إلى أماكن كثيرة وألتقي بأناس لا أعرفهم وأستمع إلى حكايات كثيرة منهم، أنا مثل كاميرا تلتقط كل ما يدور حولها وتخزن بذاكرتها، ومن كل ما تقدم أحصل على أفكار لرواياتي، لكنني أعتمد على شخصيات متخيلة أما الأحداث الحقيقية فأضعها في خلفية الحدث الأساسي لروايتي.

* تعاقدت على تحويل أغلب أعمالك إلى أفلام ومسلسلات لماذا لم تر أي واحدة منها النور؟

- لا أعرض رواياتي على أحد وعبر وكيلي الأدبي تتعاقد شركات الإنتاج على شراء أعمالي، أما متى تنتج وكيف فهذا أمر يخرج عن اختصاصي.

* بعض أبطال رواياتك يرتكبون الجريمة الكاملة، لكن القدر لا يهملهم هل ترى ضرورة أن تنتقم منهم ككاتب في النهاية؟

- لا أحاكم شخصيات رواياتي ولا أدينها أو أنتقم منها؛ بل بالعكس أحبها بكل عيوبها، لأنني أفتش في جوانبها الإنسانية وفي أحيان كثيرة ألتمس لها الأعذار، ومن الخطأ أن ينتقم الروائي من أبطاله.

* الجو التشويقي ذو اللمسة البوليسية لأغلب أعمالك هل ترى أنه أحد أسباب شعبيتك؟

- بالطبع التشويق عنصر مهم للنجاح والنجاح يحقق الانتشار والانتشار يجلب الشعبية بالتبعية، الرواية لابد أن تكون شيقة تمسك بتلابيب عقل القارئ؛ بحيث لا يتركها إلا لينام ويصحو ويكملها، لكن بالتشويق وحده لا تصنع رواية، وإلا تحولت صفحات الحوادث إلى كتب وصارت الأكثر مبيعاً، هناك الفكرة ورسم الشخصيات والوصف وأسلوب السرد وسلاسة الجمل والعبارات والتجديد في بناء الرواية وبالطبع اللغة لأنها الوسيط، والقدرة على المشهدية كي يرى القارئ الأبطال من لحم ودم، كل هذه العناصر لو توفرت لكنت أمام رواية عظيمة وكلنا نحاول أن نقترب منها، وكلنا ننشد الكمال ولا نبلغه وهذا هو حافز الاستمرار والتجويد كل مرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"