عادي

التاريخ.. صراع مع البيئة

22:58 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

يؤكد جيرمي بلاك في كتابه «مختصر تاريخ العالم» أن التاريخ البشري شهد قابلية محدودة للبشر في تغيير البيئة المحيطة، لم تتعد توفير المياه للري أو قطع الأشجار، فحتى أواخر القرن التاسع عشر لم تظهر المتفجرات التي مكنت الإنسان من صنع الأنفاق في جبال الألب، المثال الأول لتغيير بيئي حقيقي ومؤثر من صنع الإنسان.

وقد بينت المشاريع العملاقة كقناة بنما التي بدأ الفرنسيون العمل بها في ثمانينات القرن التاسع عشر، وانتهى منها الأمريكيون عام 1914 بعد أن خسروا الكثير من الأرواح كحصاد للملاريا والحمى الصفراء، افتقار الإنسان إلى الفراسة التنظيمية اللازمة حتى في وقتنا الحالي، ولم يكن بمقدور الإنسان حتى وقت قريب أن يفهم الكثير عن تغيرات الطقس والمناخ، ناهيك عن محاولة تغييرهما.

من جانب آخر كثيراً ما واجه الإنسان التحديات المرتبطة بوجوده من الناحية التنظيمية، كونه كائناً اجتماعياً، يحتاج إلى أن يعيش ضمن مجتمع ليرزق بالأطفال، ويحميهم في خلال فترة ضعفهم الطويلة نسبياً، إضافة إلى ما يتوجب من تعاون فيما بين أفراد المجتمع، كالتنافس مع الحيوانات الأخرى الأقوى جسدياً، وتوفير الحماية اللازمة.

وبالعودة إلى مصطلح ما قبل التاريخ فإن التكيف السريع مع البيئة المحيطة، عزز محاولات تطويعها لتلائم البشرية، ومحاصيل الإنسان وحيواناته المرتبطة بحياته، وهذه العملية بدورها توجهت بفعل الحاجة إلى الموارد والفضاءات الملائمة، وشكلت الأيديولوجيات عمليات التطويع، وسرّعتها أنظمة انتقالها للكتابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"