عادي

«الطابوق الطيني».. حرفة ومهارة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
1

الفجيرة: بكر المحاسنة
تشكل الحرف والصناعات التقليدية أهم مقومات التراث المادي، وترتبط بالعقل والجسد معاً، وتوجه المعرفة إلى مهارة يدوية تبدع إنتاجاً يعبر عن صيغة متميزة لتفاعل الحرفي مع بيئته، ويلبي احتياجاته واحتياجات مجتمعه. ومن تلك الحرف التي أبدع في صناعتها الإماراتي حرفة صناعة الطابوق الطيني «اللبنة»، حيث كان الحرفي قديماً في الإمارات يجمع المدر «الطين» وينظفه من الشوائب بواسطة المنخل، ثم يكون حواطة «اي تكوين دائري» يفرغ من المنتصف التي يوضع الماء فيه لتسهيل عملية الخلط، ليصبح المدر مادة لينة ولزجة وسهلة التشكيل، ثم توضع المدر المعجون القالب «المفتوح من أسفل وأعلى» لمدة 5 دقائق أو أكثر ليرفع القالب وتظهر اللبنة، وبعد ذلك يضع الحرفي اللمسات الأخيرة ويتركها تحت أشعة الشمس لمدة 3 إلى 4 أيام حتى تصبح جافة ومتماسكة.
الوالد سعيد راشد علي أبو راشد من أهالي الفجيرة يقول: كان استخدام اللبنة «الطابوق الطيني» في الماضي يتم في بناء البيوت، خصوصاً «بيت المخزن»، والذي يستغرق بناؤه ما يقارب خمسة عشر أوعشرين يوماً حسب حجم البيت، وكان الطابوق الطيني يُشترى من بعض الحرفيين الذين اشتهر وجودهم في المناطق الجبلية نظراً لتوافر مادة الطين في أودية وبين جبال تلك المناطق، وبعض كان يصنع الطابوق الطيني بنفسه ويبني المنزل.
ويضيف أبو راشد: كان الحرفي الذي يبني المنازل بأنواعها كافة يحمل لقب «الأستاذ» باعتباره مهندس البناء وبانيه، إذا كان يخطط بجريد النخيل أبعاد البيت، بحجره ومنافعه فوق الأرض التي سيقام البناء عليها ثم تحفر أساسات البناء وفقاً للمخطط، ويبدأ عمله بالبناء مستخدماً الحجر والطين، وبعض الأهالي كان يبني الأساسات بالحجارة والطين، ثم يوضع الطابوق الطيني حتى يصل لارتفاع معين، وبذلك تكون الجدران قد وصلت إلى المستوى المرغوب فيه، وعند الوصول إلى سطح المنزل توضع أغصان أشجار السمر أو السد أو شجر الغاف،التي تكون بإحجام عريضة وكبيرة، ويوضع الجريد فوقه ثم الخوص لمنع تسرب الطين الذي يوضع فوقاً، و وكان بعضهم يستخدم نبات «العبسق» فقط في بناء سقف المنزل بحيث يوضع بطريقة هندسية لا تسمح بدخول مياه الأمطار داخل المنزل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"