عادي

سعي أوروبي إلى الاستقلالية الدفاعية دون التأثير في الشراكة مع واشنطن

20:46 مساء
قراءة 3 دقائق
1

بروكسل-أ.ف.ب

في مواجهة فك الارتباط الأمريكي والتهديدات الجديدة، قرر القادة الأوروبيون خلال قمة، الجمعة، في بروكسل تعزيز استقلالية تحرك الاتحاد الأوروبي، للسماح له بإثبات أنه «شريك قوي» لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في ختام مؤتمر عبر الفيديو دام ثلاث ساعات مع قادة الدول الـ27 والأمين العام للأطلسي أن «التكامل هو الحل». وأضاف: «نريد تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي للتحرك بشكل مستقل، مع الرغبة بأن نكون شريكاً موثوقاً به للحلف الأطلسي والولايات المتحدة». وتابع أن «شراكة قوية تتطلب شركاء أقوياء».
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج: «علينا أن نواجه نفس التهديدات ولا أوروبا ولا الولايات المتحدة قادرتين على القيام بذلك لوحدهما».
من جهته، أفاد مسؤول أوروبي كبير بأن «قدرة الاتحاد الأوروبي على التصرف بشكل مستقل تقلق الدول الأعضاء الواقعة على خط المواجهة مع روسيا، لأنها تخشى فك ارتباط أوروبي حيال الحلف الأطلسي».
وأكد أحد المشاركين أن قادة ليتوانيا ولاتفيا وبولندا كرروا الإعراب عن قلقهم خلال النقاش، لكن «لا أحد عارض الحاجة إلى التحرك باستقلالية».

تهديدات جديدة

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة أن تقوم أوروبا «باستباق الأشكال الجديدة من التهديدات، معلوماتية أو بحرية أو فضائية أو جوية».
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى إن «مستوى التهديد مرتفع أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، وليس من روسيا فقط». وأعرب النائب الفرنسي أرنو دانجان (الجناح اليميني المؤيد للاتحاد الأوروبي) المتخصص في قضايا الدفاع، عن أسفه «للجدل الخاطئ» الذي نشأ بشأن استقلالية الاتحاد الأوروبي في المجال الدفاعي. وقال: «الجميع يعلم أن جوهر الحلف الأطلسي هو دوره على الجبهة الشرقية في مواجهة روسيا».
وأضاف أنه في الجانب الجنوبي «استقلالية أوروبية حقيقية» ضرورية لأن الأطلسي غالباً ما يجد نفسه «مشلولاً بسبب تركيا التي عارضت عملية في ليبيا، إذ إن قرارات الحلف تُتخذ بالإجماع».
وقال ميشال: «تركيا عضو مهم في الحلف الأطلسي لكننا (دول الاتحاد الأوروبي) نواجه مشكلات بسبب تصرفاتها».
وأوضح أن وضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا سيُقيَّم نهاية مارس/ آذار من قبل القادة الأوروبيين و«سنتخذ قرارات معاً».
ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يشكل جبهة موحدة لتحديد إمكاناته فهي هائلة، مشيراً إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ والمكونات وأجهزة الاستشعار، وتحديد المواقع الجغرافية للأسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فو دير لاين: «علينا الحد من تبعياتنا وتنويع إمداداتنا وهذا لا ينطبق فقط على القدرات العسكرية». وقدمت المفوضية الأوروبية في الآونة الأخيرة إطاراً مع خطة عملها للتنسيق بين الصناعات المدنية والفضائية والدفاعية. وتخصص الموازنة الأوروبية ما قيمته مليار يورو سنوياً على مدى سبع سنوات، لتمويل صندوق الدفاع الأوروبي.
وسيتيح «تسهيل السلام» توفير أسلحة لشركاء الاتحاد الأوروبي، ويمكنه الآن تدريب وتجهيز قوات عسكرية في إفريقيا.
وقال دبلوماسي: «كشف الاتحاد الأوروبي التهديدات ووسائله. عليه الآن التحرك».
وأوضح: «عليه تعزيز قدراته على تنفيذ مهمات عسكرية بشكل مستقل وتطوير استقلالية تكنولوجية والتمكن من مواجهة الهجمات الإلكترونية، وأن يكون حاضراً في الأجواء والبحار دفاعاً عن حرية سفنه في الملاحة».
وقال دبلوماسي إن «لدى الأوروبيين الإمكانات اللازمة للتحرك. هم بحاجة إلى الإرادة السياسية. للأسف لم يحصل ذلك بعد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"