عادي

غواصون في حب البيئة البحرية

00:05 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1

تحقيق: مها عادل
الساحل الشرقي للإمارات المطل على خليج عمان والمحيط الهندي، درة نفيسة من الحياة البحرية التي تجتذب الاهتمام من كل أنحاء العالم للتمتع بطبيعتها البكر الفريدة، وشعابها المرجانية وكائناتها البحرية النادرة.

انطلاقاً من شعورهم بالمسؤولية والانتماء للإمارات الحبيبة، بادرت مجموعة من الشباب الغواصين من مختلف الجنسيات بالمشاركة في حملة تطوعية لتنظيف البيئة البحرية في منطقة دبا الفجيرة وميناء وشاطئ البدية، ووثقوا نشاطهم عبر مواقع التواصل بصور وفيديوهات تحت الماء، وعلى السطح لنشر الوعي بمخاطر النفايات والمخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية وسلامة الكائنات الحية والأسماك والسلاحف النادرة التي تعيش في هذه المنطقة.
في السطور التالية نتعرف أكثر من منظمي الحملة والأجهزة المسؤولة في الفجيرة التي ترعى المبادرة.
حسين فرحات مدرب غوص ومنظم حملة التنظيف، ومدير أحد مراكز الغوص في دبي يقول: «أطلقنا الدعوة بين الغواصين الذين يحملون تصريح الغوص للمساهمة في تنظيف البيئة البحرية الرائعة التي تتمتع بها منطقة دبا بالتعاون مع بلدية دبا الفجيرة وجمعية الإمارات للغوص واجتذبت الشباب من مختلف الجنسيات من المواطنين والمقيمين الذين يؤمنون بقيمة الحياة البحرية ويتحمسون لرعايتها والحفاظ عليها، ورفع المخلفات البحرية والنفايات التي يمكن أن يتسبب تراكمها في الأعماق في مخاطر على الشعاب المرجانية والبيئة البحرية الغنية، التي تتميز بها سواحل الإمارات، وتبين هذه المبادرات والحملات التطوعية العزيمة القوية للشباب، وتعتبر جزءاً من رد الجميل لدولة الإمارات الحبيبة،التي احتضنت أحلامنا وكبرت بها طموحاتنا، ووفرت لنا مكاناً أمنا للعمل والعيش بسلام، كما أن هذه الحملات تعتبر جزءاً من التزام هؤلاء الشباب بحماية العديد من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض والتي تحظى بالحماية في الإمارات مثل السلاحف البحرية وسلالات الأسماك النادرة».
وعن كميات وأنواع المخلفات التي جرى جمعها من الشاطئ وتحت المياه يوضح: «أغلب المخلفات التي جُمعت من قاع البحر عبارة عن قطع حديد وشباك صيد قديمة، وعبوات المشروبات الغازية المعدنية، والمصنوعات البلاستيكية مثل الأكياس والزجاجات، وهي من أخطر أنواع المخلفات على البيئة البحرية لأنها لا تتحلل بسهولة وتحتاج للعديد من السنوات، وتشكل مشكلة بيئية عالمية تهدد الحياة البحرية على كوكب الأرض».
ويضيف فرحات: «حرصنا على أن تترافق حملة إزالة المخلفات مع حملة موازية للتوعية ونشر الوعي البيئي في المجتمع وبين الصيادين ومرتادي الشواطئ، فمن المهم أن يدرك الجميع حجم الخطر الذي تعاني منه البيئة البحرية بسبب النشاط البشري و مخلفات التخييم والسلوكيات الضارة التي يمارسها البعض».
ويوضح: «الحملة شارك فيها حوالي 70 من ممارسي رياضة الغطس و هواة حماية البيئة وهم يدركون أكثر من غيرهم مخاطر المخلفات الموجودة في قاع البحر فكثيرا ما يشاهدون بعيونهم تأثيرها السلبي على البيئة البحرية وزيادة الخسائر بين ألأسماك و الشعاب المرجانية والكائنات النادرة».
المخلوقات البحرية
تلتقط نيدا ججوني ممارسة للغوص من ألبانيا طرف الحديث وتقول: «أكثر ما يزعجنا خلال رحلات الغوص أن نجد المخلوقات البحرية تعاني بسبب هذه المخلفات، خاصة السلاحف البحرية وهي مخلوقات نادرة ومعرضة للانقراض، ولكنها يمكن أن تختنق حتى الموت بسبب كيس بلاستيك تبتلعه دون قصد، ورؤيتنا لمجموعة كبيرة من الأسماك النافقة تحت الماء بسبب احتجازها تحت شبكة صيد عملاقة قديمة من مخلفات الصيادين، وبعض هذه المخلفات يمكن أن تشكل خطراً على الغواصين أيضاً، وأعتقد أن رياضة الغوص تعلمنا التفاعل الإيجابي مع البيئة البحرية، فنحن نهرب إلى قاع البحر الذي نعتبره بيتنا الثاني من ضغوط الحياة وإيقاعها السريع للاستمتاع بالمناخ الهادئ تحت الماء، والذي يساعد على الاسترخاء والتمتع بروعة البيئة البحرية التي تسكن سواحل الإمارات، وربما يكون حبي لهواية الغطس وشعوري بالمسؤولية تجاه حماية نظامها البيئي هو ما دفعني للمشاركة في الحملة والمساعدة في تنظيمها لتكون تحفيزاً للشباب للمساهمة في عمل إيجابي وفعال وحقيقي وحثهم على التبرع بوقتهم وجهدهم من أجل قضية نبيلة و مهمة مثل الحفاظ على الحياة فأنا أؤمن بأن الشباب هو صانع التغيير».

سلوكيات خاطئة
تحذر المهندسة فاطمة الحنطوبي رئيس قسم البيئة والمحميات الطبيعية في دبا الفجيرة من بعض السلوكيات الخاطئة وأهمها إلقاء المخلفات البلاستيكية في البحر أو على الشواطئ لأنها أكبر مصادر التلوث، وتدعو الشباب لممارسة رياضة الغوص لأن من يخوض هذه التجربة سيكون أقرب للبيئة البحرية وسيصبح أكثر ارتباطاً بهذه المخلوقات الجميلة وسفيراً للدفاع عنها والتوعية بمخاطر التلوث عليها، خاصة وأن الفجيرة نتمتع ببيئة بحرية متنوعة ومميزة وتتسع لكثير من الكائنات والأسماك النادرة وهو  ما يجعلها قبلة لهواة الغطس من جميع أنحاء الدولة ومن العالم.
وتحدثنا الحنطوبي عن أهمية هذه الحملات التطوعية، وتقول: «نسعد كثيراً بدعم هذه المبادرات الشبابية التطوعية التي تهدف للحفاظ على البيئة والكائنات البحرية، ونثمن هذه المبادرات لأنها تساعد على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وتزيد من تضافر فئات مختلفة بالمجتمع للمشاركة بالحفاظ على البيئة، ويختلف نوع الدعم الذي نقدمه حسب احتياج المنظمين، فبعض المبادرات نقدم لها أيادي إضافية من العمال وبعض أدوات النظافة وآليات النقل والوزن والقفازات، وآليات التخلص من القمامة والمخلفات بعد استخراجها».
تضيف الحنطوبي: «من أحدث المبادرات التطوعية التي أشرفنا عليها حملة تنظيف قاع الميناء والشاطئ «أندرووترز إكستريم»، وحرصنا خلالها على تطبيق جميع الاشتراطات والإجراءات الوقائية من جائحة«كوفيد 19» مثل الالتزام بالتباعد والكمامات خارج المياه و قدمنا لهم يد العون في التخلص من كميات النفايات المستخرجة. ومؤخراً دعمنا حملة تطوعية أخرى لنقل أمهات الشعاب المرجانية إلى مكان أكثر أمناً للحفاظ عليها، ودربنا متطوعين بالتعاون مع وزارة البيئة على الغوص ليتم تأهيلهم للمشاركة في الحملة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"