قوتنا الناعمة

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

 

77 ألفاً من الجمهور العالمي، و750 خبيراً، من مشارب وخلفيات وعرقيات شتّى، عملوا على تقييم أداء 105 دول في مؤشر القوة الناعمة، من حيث التأثير العام والسمعة العالمية، وفق ركائز رئيسة هي: العلاقات الدولية، والاقتصاد والتجارة، والتعليم والعلوم، والحوكمة، والإعلام والاتصال، والشعوب والقيم، مع عنصر جديد يضاف للمرة الأولى وهو مدى كفاءة الاستجابة لتداعيات وباء «كوفيد-19». أجمع هؤلاء على أن الإمارات، وفق المؤشر العالمي للقوة الناعمة في المرتبة التاسعة عالمياً في اهتمام العالم إعلامياً بشؤونها. وضمن العشر الأوائل عالمياً في استقرار الاقتصاد والأمن والأمان وتأثيرها الدبلوماسي العالمي.
جاء ذلك في تقرير «المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021» الذي أعلنت نتائجه، خلال القمة العالمية للقوة الناعمة 2021، التي عُقدت عن بُعد، في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة شخصيات دولية ومختصين في الإعلام والاتصال المؤسسي والدولي، وخبراء الأعمال والاقتصاد.
 ماذا يعني هذا كلّه؟ التقرير صدر بمعايير دولية، ومن مؤسسات تتمتع بالحصافة والعمق والعلم والحيادية، بعيدة تماماً عن المنطقة العربية والشرق الأوسط.
هذا يعني ببساطة وعفوية وتلقائية، وكثير من زهوّنا، أن القوة الناعمة أصبحت تؤثر في الأعمال والاقتصاد والثقافة والدبلوماسية، فلا أهمّية أن تملك أي دولة جيشاً جراراً مدجّجاً بأعتى الآلات الحربية، إذا لم تكن مدعّمة بتلك «القوى» الأربع: الأعمال، والاقتصاد القوي، والثقافة العريقة الثريّة، وأن تكون في علاقاتها الدبلوماسية ذات ثقل وقبول وتأثير. 
نعم؛ هذه هي القوة الحقيقية التي لا تفنيها عوادي الزمن، ولا يتآكلها القدم؛ وهذه كلّها حازتها الإمارات بسلاسة ونعومة، لكنّهما السلاسة والنعومة العميقتان المرتكزتان إلى قيم أصيلة راسخة ثابتة كثبات هذا الشعب وقيادته ورسوخ جذورهما في الأصالة والصدق والتسامح والاعتدال.
الإمارات هذه الدولة الفتيّة «تريد أن ترسل رسالة للجميع بأنها مستمرة في بناء الجسور مع كل الشعوب، ومستمرة في نسج علاقات إيجابية اقتصادياً وتنموياً مع الجميع.. ومستمرة في احتضان ثقافات العالم»، كما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
هذا القول العميق، بهذا التفاعل الإيجابي الإنساني مع شعوب الأرض قاطبة، بل إنّنا واصلون إلى أبعد نقطة في هذا الكون «لأننا لسنا دولة في العالم.. بل العالم في دولة»، حسب وصف محمد بن راشد.. جملة تستحق أن تسطّر بمداد الذهب، فدولة مساحتها ثمانون ألف كيلومتر مربّع.. هي العالم كلّه، بما فيه ومن فيه؛ فتأثيرها العالمي واضح للعيان، وسمعتها تتسنّم كل المؤشّرات، والمعرفة العامة بها، لا تحتاج إلّا إلى نظرة عجلى على أبواب سفاراتها في كل الدول، وعدد الذين يرغبون في القدوم إليها، للعمل أو السياحة أو التجارة أو التعلّم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"