عادي

وفاء العميمي: على النقاد الاستفادة من مواقع التواصل

22:24 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود

تتناول الروائية وفاء سلطان العميمي، عدداً من القضايا المتعلقة براهن الحراك السردي في الإمارات، وتتوقف طويلاً عند مسألة الذين غيّبوا أنفسهم عن مشهد السرد ولاذوا بالصمت الإبداعي.

في معرض توصيفها لواقع مشهد السرد المحلي، ذكرت العميمي، أنه قد تأثر كثيراً بجائحة كورونا، فما قبل انتشار الوباء كانت الساحة الثقافية تضج بحراك سردي من خلال الأنشطة والفعاليات والحوارات والبرامج التلفزيونية والمسابقات الكثيرة، وكان هناك الكثير من الأسماء والأنماط الإبداعية الجديدة في السرد الروائي والقصصي، ما منح هذه الساحة زخماً كبيراً، غير أن الجائحة، خفضت كثيراً من هذا النشاط.

ترى العميمي، أن الأمسيات والجلسات الافتراضية التي تناقش واقع السرد في الدولة، حاولت التخفيف من ثقل الجائحة على المشهد الثقافي، لكن ذلك لم يكن بحيوية وحميمية اللقاءات المباشرة، وكان هناك قصور في الإعلان عن تلك الفعاليات الافتراضية، ودائماً ما تحصر الدعوة للمشاركة فيها على أسماء معينة، وأوضحت أنها كانت بحاجة إلى التنويع على مستوى الضيوف، ومحتوى الجلسات نفسها.

وأوضحت العميمي، أن عمل وزارة الثقافة قد تأثر كثيراً بالجائحة، حيث قللت من أنشطتها وفاعليتها وبرامجها، غير أنها مطالبة بأن تتجه نحو الابتكار واستخدام آليات وأساليب ووسائل جديدة تتناسب مع واقع الوباء، خاصة أنها؛ أي الوزارة لديها موظفون من أصحاب الكفاءات العالية، وعليهم تقع مسؤولية التجديد في عملها، وأن تستأنف أنشطتها السابقة من مسابقات ومهرجانات وجلسات وحوارات عبر الفضاء الافتراضي، وتلك الفعاليات تشجع المبدعين على الاستمرار، وبصورة خاصة الكتّاب الجدد.

وأكدت العميمي أن أنشطة الوزارة هي بمثابة حلقة وصل بينها وبين المبدعين، ويجب أن تتطور وتستمر لا أن تتوقف، فالواقع الإبداعي ككل، والسردي بصفة خاصة بحاجة إلى المزيد من الفعاليات، كما أن الوزارة مطالبة بالتواصل والجلوس إلى المبدعين، ورعاية المواهب في مجال الكتابة ودعمها، وكذلك الاهتمام بأجيال الرواد والوقوف على أحوالهم وتشجيعهم على تقديم المزيد، وطالبت بأن تكون هنالك مشاريع جديدة ووسائل مبتكرة لدعم المثقفين على رأسها قضية تفريغهم من أجل أن يقدموا المزيد من العطاء الإبداعي.

 رؤية جديدة

وفيما يتعلق بعمل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ذكرت العميمي، أنه ظل يمثل هاجساً بالنسبة لها، ودعت إلى أن تكون هنالك رؤى جديدة تنظم عمل الاتحاد، من أجل صناعة الفارق على مستوى الأنشطة والفعاليات، مشيرة إلى أهمية الاتحاد وتأثيره القوي في الحراك الإبداعي والثقافي في الدولة.

وذكرت العميمي، أن هنالك مقولة ظلت سائدة ومتداولة وتتردد بصورة كبيرة فيما يتعلق بالحراك النقدي، وهي أن الساحة الثقافية تفتقد إلى النقد، دون التنقيب والبحث عن الأسباب، فالمؤسسات الثقافية بكل أشكالها مطالبة بالاهتمام بتلك القضية، عبر صنع منشط نقدي في المهرجانات والفعاليات التي تقيمها، فلابد من وجود حراك مصاحب يفرد مساحة للعملية النقدية، كما أن على النقاد أنفسهم أن لا يغلقوا أنفسهم في مساحات الصحف من خلال المقالات فقط، بل عليهم الاستفادة من المساحات الافتراضية الجديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، فالملاحظ أن الكثير من النقاد يظلون في حالة انتظار ودعوة لكي يمارسوا عملهم النقدي، وهذه المسألة تنطوي على مفارقة كبيرة، فالمطلوب من الناقد أن يمارس قدراً من الاقتحام وأن يتحلى بالجراءة. 

وشددت العميمي، على أن الصحافة الثقافية ظلت تقوم بدور إيجابي كبير في الحراك الثقافي، لكنها تأثرت هي الأخرى بجائحة كورونا، وذلك لأن الفعاليات والمنتديات نفسها صارت قليلة، وهذا يضع الصحافة الثقافية أمام تحدٍ جديد، فهي مطالبة بالاهتمام بالواقع الثقافي المحلي بصورة أكبر، بما يخدم الإبداع الإماراتي.

ودعت العميمي، الكتّاب الجدد إلى الغوص من خلال أعمالهم في الواقع الاجتماعي والتاريخ الإماراتي، فذلك هو السبيل نحو أن تجد كتاباتهم صدىً سواء على المستوى المحلي أو العالمي فيما بعد، كما أنهم مطالبون بصقل مواهبهم وتطوير أدواتهم الإبداعية عبر القراءة، ولابد لهم من الاطلاع على أعمال الكتاب الإماراتيين والإرث السردي المحلي.

مكتبة افتراضية

وحول واقع النشر في الدولة، ذكرت العميمي، أن لكل دار نشر في الإمارات سياستها ومنهجيتها التي تختلف عن الأخرى، في التعامل مع الأدب والأدباء، فهناك دور تهتم بمسألة الربحية، وأخرى تراعي مسألة الكيف، وتعلي من أهمية الأدب الجيد وضرورة انتشاره.

وطالبت العميمي، في هذا السياق، بأن تكون هناك مكتبة افتراضية إماراتية تحتفظ بجميع الأعمال السردية المحلية، أسوة ببعض الدول العربية التي حققت مثل ذلك الإنجاز.

الرواد

ولفتت العميمي، إلى ضرورة الاهتمام بأجيال الرواد، وبصورة خاصة الذين توقفوا عن الكتابة، وأوضحت أن غيابهم ليس في مصلحة الإبداع، ودعتهم إلى العودة للكتابة مرة أخرى، ورفد الساحة بعطائهم وعبقهم الجمالي في مجال السرد، وذكرت أن المؤسسات الثقافية مطالبة بالاهتمام بهم عبر إقامة نشاط يتناول إبداعاتهم الأدبية، لعل ذلك الأمر يحفزهم على العودة مجدداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"