عادي

«أوبرا صوفيا» تخرق صمت مثيلاتها في أوروبا خلال الجائحة

20:30 مساء
قراءة 3 دقائق
1

صوفيا: «أ ف ب»
تكيّفت «أوبرا صوفيا» مع جائحة كوفيد ـ 19، وباتت من المؤسسات الثقافية النادرة في أوروبا التي أبقت أنشطتها قائمة، خارقة بذلك الصمت السائد في عواصم أخرى.
من أوبرا «توسكا» إلى «لا ترافياتا»، توفر دار الأوبرا لسكان العاصمة البلغارية برنامجاً غنياً، خلافاً لما عليه الوضع في فيينا وباريس وميلانو، حيث الأنشطة متوقفة.
وقالت بيتيا بيتكوفا، وهي متقاعدة جاءت بكامل أناقتها لحضور حفلة ترافقها ابنتها: «أنا متعطشة للموسيقى، فلماذا نفكّر في أن ثمة خطراً؟، الخطر هنا ليس أكبر منه في المتاجر أو في مترو الأنفاق».
وبعد القياس الإلزامي لدرجات الحرارة عند المدخل، وعلى الرغم من التدابير الوقائية، يسود جو احتفالي، وتفصل بين المتفرجين باقات الزهور الاصطناعية الموضوعة على المقاعد الأرجوانية التي تتُـرك شاغرة بينهم.
وبعد الإقفال العام في ربيع 2020، أعادت بلغاريا التي تطبق قيوداً خفيفة على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات فيها، فتح الأماكن الثقافية، لكنها حددت العدد المسموح به من المتفرجين بثلاثين في المئة من القدرة الاستيعابية الأصلية.
ورأى مدير دار الأوبرا بلامين كارتالوف أن تقديم عرض أمام حفنة من المتفرجين «أفضل من أن يغني الفنان بمفرده من منزله».

التحدي الصوتي

وبعد برودة العروض الافتراضية، تتحرق السوبرانو ستانيسلافا موميكوفا شوقاً للعودة إلى المسرح، وتقول: «أريد أن أندمج في الشخصية، وأن أشارك الجمهور مشاعري». وأضافت الفنانة البالغة 36 عاماً، أن «الرغبة في تقديم عرض، أقوى من الخوف»، مع أن بلغاريا كلها تأثرت بوفاة التينور كامين تشانيف جراء إصابته بفيروس كورونا في تشرين الثاني/نوفمبر، بعدما أدى جنوبي بلغاريا «دور أحلامه» في «عطيل».
وقال قائد الأوركسترا الآتي من ألمانيا، حيث «تم إلغاء كل الأنشطة»، إنه مستعد بكل سرور لمواجهة «التحدي الصوتي» الناجم عن تطبيق القيود الصحية في دور الأوبرا.
وفي هذا الإطار لم يعد الموسيقيون يتمركزون في «الحفرة» المخصصة لهم؛ بل خرجوا إلى مساحة أكبر. وشرح إيفان ألكسيس كرايست أنهم يتخذون موقعاً بعيداً من المسرح، وأقرب إلى الجمهور، وبالتالي يجب أن يكونوا حريصين على «العزف بهدوء أكثر» كي لا تطغى الموسيقى على أصوات المغنين.
كذلك ينبغي عليهم أن يكونوا أكثر انتباهاً على مستوى السمع، بسبب المسافة التي تفصل بين كل عضو وآخر في الأوركسترا، بفعل تدابير السلامة المتبعة.
ولاحظ المايسترو الأمريكي أن المفهوم «ناجح» و«الجميع منضبط جداً»، مشيراً إلى أن زملاءه في كل أنحاء العالم «يحسدونه».

جمهور أصغر سناً

وأبرز المايسترو أن أوبرا صوفيا هي، مع أوبرا مدريد، «من دور الأوبرا الوحيدة في أوروبا» التي تواصل أنشطتها، واعتبر أن ذلك «يُظهر أنه من الممكن تقديم عروض في هذه الظروف الصعبة».
ورأى كرايست أن «الناس متعطشون للموسيقى»، آملاً في «إحداث فرق» لعشاقها البالغ عددهم 250 في القاعة، يكون بمثابة علاج «للاكتئاب» الذي يهدد المجتمع.
وكانت أوبرا صوفيا قد قدّمت في صيف عام 2020 عروضاً خارجية مبتكرة، منها «بحيرة البجع» على جسر عائم، وغيرها أمام قلعة رومانية، وفي ظلمة أحد الكهوف، وفي موقع تصوير سينمائي أيضاً.
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف العروض، على الرغم من موجة كوفيد ـ 19 الثانية القوية في تشرين الثاني/نوفمبر، وخطر حصول موجة ثالثة.
وفي كانون الثاني/يناير، أقيمت حفلات موسيقية مكيفة للأطفال ـ مع موسيقى أقل صخباً، والسماح بالصراخ ـ في وقت كانت فيه العروض الموسيقية «محظورة على البالغين غير المصحوبين بأطفال»، وفق ما قال المدير.
وبالتالي، كان الوباء فرصة لجذب جمهور متجدد، مثل الطالب مارتن داميانوف الذي ارتدى بذلة ووضع ربطة عنق لحضور «لا ترافياتا» بناء «على نصيحة والديه».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"