الإنصات إلى الشباب

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

كل الأمم والشعوب تتطلع، باستمرار، إلى تجديد شبابها وحيويتها حتى يتسنّى لها الوصول إلى غاياتها، والحفاظ على منجزاتها ومكاسبها، وتتعدد أساليب ذلك التجديد،باختلاف تلك الأمم والمجتمعات، واختلاف الأحوال أيضاً، لكنّها جميعاً مؤمنة بأن أكثر تلك الوسائل أهميةً لتحقيق تلك الغاية النبيلة، هي الاهتمام النوعي والمؤسسي بجيلها الشاب؛ حيث تعمل جميعها لبناء المؤسسات، وإجراء الخطوات الضرورية لذلك.
والبداية تكون بالإنصات إلى حاجات الشباب ومتطلباتهم، والعمل الرسمي والمجتمعي لتلبيتها، ونحن إذ نفخر اليوم بأن أكثر من نصف مجتمعنا من الشباب، علينا الفخر كذلك ببناء وتطوّر المؤسسات التي عملت قيادة هذا البلد الحضاريّ على إنجازها لاستيعاب هذه الشريحة المهمة، والإنصات إليها، وإشراكها في عملية البناء لأن الشباب هم المستقبل المشرق المعوّل عليه.
المطلوب، كذلك، من الأهل ومكوّنات المجتمع الأخرى، الاهتمام بالشباب، وتلبية حاجاتهم، والإنصات إلى مطالبهم ومتطلباتهم.
وفي هذا الإطار، نشدّد على ضرورة القيام بالمبادرات الاجتماعية والتربوية التي تُعنى بالشباب عقلاً وسلوكاً؛ بصقل مواهبهم، وتفجير طاقاتهم، وتهذيب بعض التصرفات التي لا تعكس وجه مجتمعنا المضيء، لأن المجتمعات الإنسانية لا يمكنها أن تتقدم وتنجز تطلعاتها الحضارية من دون الاهتمام بالبعد التربوي لأنه الطريق الأكثر رسوخاً الذي ينقل الإنسان من الهامشية إلى تحمل المسؤولية. 
وهناك تنمية حسّ العطاء، لأن البذل والعطاء المادي والعقلي والاجتماعي والمعنوي والتطوّع في أعمال الخير جسر العبور لتطور المجتمعات وتقدمها، ومفهوم العطاء يستوعب كل ما يحتاج إليه الإنسان في أطوار حياته المختلفة، وغرس قيمة البذل والتضحية في نفوس الشباب، يؤتي ثماراً إنسانية يانعة يعمّ خيرها على الجميع.
 ومن هنا نتمنّى على جميع المؤسسات والمبادرات الاجتماعية الاهتمام بهذه المسألة؛ لأنه حينما تتعزز قيم العطاء بكل أشكاله في نفوس أبناء المجتمع، فإن مساحة العاملين في الشأن العام ستتسع.وتسمية الإمارات «وطن العطاء»، لم تأت عبثاً أو مجاملة أو من فراغ ، ولأن التطوع نوع من العطاء، فقد أثبت هذا الوطن أنّ العطاء أساس قيم هذا الوطن، وكان الدليل الأوضح هو التعامل مع جائحة «كورونا»، فقد كان المتطوعون مع الجهات الرسمية أعواناً مهمّين لها للمساعدة في حصر الوباء، سواء في أيام برامج التعقيم الشامل، أو المشاركة في تنفيذ إجراءات الدولة الوقائية للحدّ من انتشاره، ثم الإسهام الفاعل في عمليات التطعيم .
فلتكن هذه المرحلة إذن، التي ستكون فيها الدراسة عن بُعد، فرصة للتقارب مع اليافعين من أبنائنا، وحثّهم على مضاعفة الجُهد للتعلّم الجيد والعطاء الحقيقي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"