عادي

الرئيس التونسي: لن نقبل بأية مقايضة في حق الشعب وسيادة البلد

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

أكد الرئيس التونسي قيس سعيِّد إنه لن يقبل بأية مقايضة في حق الشعب أو تتعلق بسيادة البلاد، فيما وصف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي المسيرة التي حشدت لها حركة «النهضة» الإخوانية أنصارها أمس السبت في وسط العاصمة التونسية بأنها استعراض للعضلات.

وقال قيس سعيِّد في تصريحات صحفية خلال تفقده أمس قطعة أرض في ولاية القيروان ستقام عليها مدينة «الأغالبة» الطبية: «لا نتحرك وفق حسابات البعض أو ترتيباتهم بل وفق المبادئ التي عاهدنا الشعب التونسي، وسأواصل تحمل الأمانة بنفس العزم وانطلاقاً من نفس الثوابت». وجدد تأكيده أن «لتونس من الإمكانيات الكثير، يكفي أن تتوفر الإرادة الصادقة في تحقيق حلم الشعب التونسي في الشغل والحرية والكرامة الوطنية». 

إلى ذلك، شهد وسط العاصمة التونسية أمس،تجمّع أنصار حركة «النهضة»، في مسيرة قامت الحركة بالتعبئة والتحشيد لها منذ أكثر من أسبوع لاستعراض قوتها أمام خصومها السياسيين والرد على الرئيس سعبِّد ودعوات حل البرلمان، وسط مخاوف من انزلاقها نحو الفوضى والعنف.

ووسط انتشار أمني مكثّف، احتشد متظاهرو «النهضة» الذين توافدوا من محافظات عديدة عبر حافلات وشاحنات وفرّها حزبهم في ساحة حقوق الإنسان وسط العاصمة تونس، ثم تحركوا نحو شارع الحبيب بورقيبة، ورفعوا شعارات مؤيدة للحركة.

وأغلقت وزارة الداخلية منافذ العاصمة تحسباً لأي تهديدات إرهابية.

«استعراض عضلات»

 قال الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي تعليقاً على المسيرة: «كنا نتمنى أن يكون منطق استعراض العضلات من أجل إيجاد حلول ومخرجات لانتظارات الشعب التونسي، وكان من الأولى التخلي عن المناكفات السياسية وإيجاد الحلول بعيداً عن صراعات الشارع».

وتأتي المظاهرات تزامناً مع مسيرات لحزب العمال تنديداً بما سموه «عبث المنظومة الحاكمة بمصالح البلاد وشعبها».

وانطلقت المسيرة العمالية من ساحة «باب الخضراء» في اتجاه شارع بورقيبة، وهو ما أثار المخاوف من إمكان حدوث تماسٍ بين التظاهرتين وسط تحذيرات من انزلاق الوضع نحو العنف والفوضى.

وجاءت مسيرة «النهضة» التي أطلقت عليها الحركة شعار «الدفاع عن الشرعية والمؤسسات والدستور»، للرد على مظاهرات مضادّة خرجت قبل أسابيع داعمة للرئيس سعيِّد، تطالب باستقالة الحكومة وحل البرلمان وتغيير النظام السياسي، رفعت فيها شعارات مناوئة للحركة التي اعتبرت أنها أحد أهم محركات الأزمة السياسية في تونس، وكذلك مناهضة للغنوشي.

عواقب وخيمة وكارثية 

وحمّل المعارض البارز نجيب الشابي خلال اجتماع في مدينة الكاف،النهضة، مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، محذراً من خطورة المشهد السياسي المتأزم في تونس وما أصبح يهدد أمنها واستقرارها.

وقال الشابي، عن «النهضة» إنها «سبق أن استعملت الشارع للصراع مع الدولة، الشيء الذي كانت له عواقب وخيمة وكارثية على الحياة السياسية وعلى أمن الدولة» مشيراً إلى أن الصراع الذي تحوّل إلى الشارع يعبر عن رغبة الحركة في الدخول في مواجهة جديدة مع الدولة وهو ما سيقود إلى مزيد تعميق الأزمة السياسية.

انقسام داخل الحركة وائتلافاتها 

أحدثت المسيرة انقساماً داخل «النهضة» بين من دعا إلى المشاركة فيها بقوّة، ومن يراها بلا جدوى ويرفض الانضمام إليها على غرار القيادي سمير ديلو الذي أكدّ أن «حل الأزمة السياسية لا يكون باستعراض القوّة في الشارع بل بالجلوس إلى طاولة الحوار».

من جهته، اعتبر القيادي في الحركة لطفي زيتون أن المسيرة «خيار خاطئ»، مشيراً إلى أن «النزول للشارع ليس حلاً، وأن الشرعية ومؤسساتها تدافع عنها مؤسسات الدولة المكلفة بالحماية».

حسابات ضيقة 

وأحدثت مسيرة «النهضة» أيضاً شرخاً داخل الحزام السياسي الداعم للحكومة، حيث أعلنت كتلة «ائتلاف الكرامة» عدم مشاركتها في المسيرة واتهمت «النهضة» بالانقلاب على توافقاتها وانتفاء الغاية الأصليّة للمظاهرة، واستثمارها لأغراضها وحساباتها الضّيّقة بعيداً عن أهدافها الأصليّة المرسومة.

وأضافت الكتلة في بيان أنّ «النّهضة» لا تسعى من خلال هذا الحراك إلاّ إلى فرض شروط التّفاوض مع المنظومة في الشّارع من أجل تسويات وتوافقات معيّنة لا علاقة لها بشعارات الدّفاع عن الشّرعية والمحكمة الدّستوريّة.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"