عادي

المعلمون..خط الدفاع الأول لمنابر العلم والمعرفة

00:53 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

تحقيق: محمد إبراهيم

مهما تعددت أنواع التعليم وسيناريوهاته، ومهما تنوعت الظروف من الصعب إلى الأصعب، سيظل المعلم منارة للعلم، ليضيء طريق الأجيال، وسيبقى مصدر القيم والأخلاق، ويظهر ذلك جلياً خلال جائحة كورونا التي أبرزت عطاءه، وتفانيه في أداء رسالته، وعزيمته على مواصلة مسيرة بناء الأجيال.
وعلى الرغم من صعوبة الوضع الراهن، وتسارع المتغيرات التي تلحق بسيناريوهات التعليم، بحسب الوضع الصحي وتطورات الجائحة، إلا أن وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، رصد من الميدان موقفاً لمعلمة، جسد المعاني الحقيقية، لتفاني وعطاء المعلمين في مجتمع العلم، تأكيداً على أن المعلم حجر الأساس لنهضة الأوطان.

أجمعت آراء تربويين على أهمية دور المعلم ومكانته في المجتمع، في تربية الأبناء وتأهيلهم للمستقبل، ومرونته المتفردة في التعايش مع الظروف كافة، موضحين أن الظروف الاستثنائية الراهنة، خلقت جيلاً جديداً من المعلمين المبدعين.
ويرى أولياء الأمور وطلبة، أن المعلمين جنود بواسل في ميادين المعرفة، إذ يشكلون خط الدفاع الأول لحماية منابر العلم، فجهودهم لم تتوقف، منذ مجيء الجائحة، لضمان استمرارية التعليم، والمضي قدماً نحو مستقبل، أكثر ازدهاراً.
«الخليج» تسلط الضوء على أهمية دور المعلمين في ميادين المعرفة منذ مجيء الفيروس التاجي، وتداعياته، وكيف كانت جهودهم وعطاؤهم للحافظ على منابر العلم مضيئة، فضلاً عن استمرار فاعلية أدوارهم وجديتهم من دون كلل أو ملل، من أجل أجيال متوالية.
قيم وعطاء
البداية كانت مع حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، الذي رصد لنا مشهداً للمعلمة مها سعيد البيوك، التي ذهبت لتتلقى اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في معهد المعلمين بعجمان، واختارت لنفسها ركناً انزوت فيه بهدوء خلال انتظارها دورها في التطعيم، لتواصل عملها وتدرس طلبتها عن بعد.
وأكد أنه ‏ليس هناك ما هو أبلغ من هذا المشهد، بما يحويه من قيم وعطاء ونبل وأمانة المعلمين في تلك الظروف الاستثنائية الراهنة، ودائماً سيبقى المعلم أحد الأركان الأساسية في تشكيل المجتمعات، بعلمه تزهو العقول وتتفتح الأذهان، وبيده يُصنَع «العالم، والخبير، والوزير، والطبيب، والمهندس، والقاضي، والمحامي، والفنان».
روح المثابرة
ويرى الحمادي أن النهضة التعليمية أساسها المعلم الذي يمتلك روح المثابرة والتفاني والإخلاص والأمانة، فضلاً عن المهارات والإبداع والشغف للتطوير وإلهام الطلبة من خلال تحقيق التأثير الإيجابي، إذ تشكل جميع هذه الصفات نموذجاً واقعياً للمعلم المتكامل معرفياً ورقمياً، فتعزيز مسيرته المهنية ضرورة، والمحافظة على هيبته أمر لا يقبل النقاش.
وأفاد بأن ما قدمه المعلم من جهود وعطاء، يشكل إنجازات مشهودة يتردد صداها في ظل تغير نمط التعليم، إلى التعلم عن بعد، استجابة للتحديات الصحية الراهنة، ومن ثم التعليم الهجين، ما أسهم في استقرار المسيرة التعليمية واستدامتها من دون انقطاع.
نجاحات متوالية
وقال إن النجاحات التعليمية المتوالية التي تحققت أساسها إخلاص المعلم، ووفاؤه، الذي يعد الأقرب إلى الميدان ومعرفة التحديات والممكنات والأدوات الكفيلة بالعبور بالطلبة إلى الريادة العلمية، مشيراً إلى أهمية التركيز على مسارات دعمه وتعزيز مكانته، تقديراً لعطائه وتفانيه في أداء رسالته السامية، فضلاً عن ضرورة تطوير مهاراته وربطه بواقع التعليم المعاصر والقدرة على الممارسة الفعلية للأساليب والممارسات التعليمية الحديثة.
أدوار جديدة
التربوي علي بن محيل، يرى أن الظروف الراهنة وتداعيات الفيروس التاجي، أفرزت أدواراً جديدة للمعلمين، وأسهمت في خلق جيل جديد من المبدعين من صناع الأجيال، موضحاً أن المشهد يجسد الواقع الذي يعيشه المعلم، سواء مع وجود الجائحة من عدمه، فجهوده حاضرة في شتى الظروف والمواقف، والعزيمة مبدأ راسخ لدى كل معلم ومعلمة من أجل بناء الأجيال.
وقال إن المعلم يبث القوة الكافية في نفوس وعقول الأبناء، لتمكنهم من مجابهة الصعوبات وتحويل التحديات إلى إنجازات خلال مسيرتهم التعليمية، مشيراً إلى أهمية وعي المعلم بالمتغيرات والمستجدات المتوالية خلال الفترة الراهنة، فضلاً عن القوانين والسياسات المهنية، التي تقدر عمله في الميدان التربوي، معتبراً أن دور المعلمين ومكانتهم الطلائعية ركيزة أساسية في بناء أجيال المستقبل، فضلاً عن دورهم الفاعل في عملية التغيير والتخطيط والتطوير ورسم خريطة التعليم عبر خطوة رائدة في الميدان.
تطوير الإمكانات
في المقابل، أكد مديرو مدارس «الدكتور فارس الجبور، ووليد فؤاد لافي، وخلود فهمي»، أن عمل المعلمين في ظل الجائحة غاية في المشقة، مقارنة بمهامهم في ظل الظروف العادية، لاسيما أن عملهم يبدأ مبكراً على منصات العلم، ويمتد إلى ساعات متأخرة من الليل، فضلاً عن حرصه على التواصل مع الجميع، ليلبي احتياجات طلابه في أي وقت وكل مكان.
وأكدوا أن المعلمين ركزوا على الاستمرارية في تطوير إمكاناتهم، واستنهضوا كامل طاقاتهم، لمواكبة المستجدات الحديثة، التي تتطلب منهم استخدام التكنولوجيا والوسائل التعليمية الالكترونية، لدعم الطالب، بأقصى صورة ممكنة لتلبية جميع احتياجاته في ظل المتغيرات الحالية والمتوالية والاستعداد بصورة دائمة لحدوث أي منعطفات أو متغيرات جديدة.
جنود بواسل
أولياء الأمور«محمد علي، وحسين محيي الدين، وعبدالله مهران، وأسماء عبدالله، وميثاء عبدون» أكدوا أهمية دور المعلم في تعليم الأبناء وبناء شخصيتهم والارتقاء بعقولهم، معتبرين أن ما يقدمه من جهود في ظل جائحة كورونا، يرسم أبهى صور الوفاء والعطاء والمثابرة والإخلاص، لاسيما أنه أصبح المعلم الذي يحمل العلوم والمعارف للطلبة، وموجهاً ومرشداً لولي الأمر الذي يتابع أبنائها في البيت نظراً للظروف الراهنة.
وقالوا إن المعلمين جنود بواسل في ميادين المعرفة، يشكلون خط الدفاع الأول لحماية منابر العلم، لتستمر مسيرة بناء الأجيال، ويكفي ما يقدمونه داخل وخارج القاعات الدراسية، من أجل أداء الواجب، وحمل رسالة العلم لتجوب أركان الميدان التربوي وتصل إلى الجميع، بالرغم من الظروف الاستثنائية الجارية.
سيناريوهات متجددة
الطلبة كانوا حكماً عادلاً في أمر جهود المعلمين وما يقدمونه من تفان في ظل الجائحة، حفاظاً على مستقبل الأجيال، إذ أكد كل من «خلود محمد، وليلى وائل، وشروق صابر، وخالد محمد، وحمدان علي، وحسن آل علي، وعبدالله المهدي»، حرص المعلمين على ابتكار سيناريوهات متجددة لتذليل المعوقات كافة أمام المتعلمين، فضلاً عن متابعتهم الحثيثة سواء في المدرسة أو عند تطبيق التعلم عن بعد، مشيرين إلى محاولاتهم المستميتة، لمساعدة جميع الطلبة والطالبات في عملية التعلم والتعليم والارتقاء بمستوياتهم العلمية والتعليمية. وقالوا إن الواجب يحتم على الجميع احترام المعلم، وتعزيز مكانته في المجتمع، إذ يعد الأب والصديق والناصح، وعلى الطالب أن يتعاون معه في إنجاح العملية التعليمية، وعدم إعاقتها، موضحين أن على الطلبة أن يحذوا حذو معلمهم في العلم، واكتساب سلوكاتهم العلمية والعملية والأخلاقية، لاسيما أن المعلم يعد منارة العلم والمعرفة.
رسالة قائمة
المبادئ لا تتجزأ، والرسالة قائمة في الظروف كافة، ومستقبل الأبناء أمانة، وعلى جميع من أقسم على إحياء العلم الالتزام وتلبية النداء، هكذا كان رأي عدد من المعلمين الذين يلعبون دور البطولة في المشهد التعليمي في ظل جائحة كورونا، ويشكلون خط الدفاع الأول لحماية منابر العلم، إذ أكد «إبراهيم القباني، ووفاء الباشا، وريبال غسان العطا، محمد بدواوي» أن أبرز ما يواجه المعلم من تحديات، يكمن في توفير بيئة تعليمية موازية لطبيعة عملية التعليم والتعلم المعتادة، قبل حدوث المتغيرات التي يمر بها الميدان، منذ الجائحة.
استيعاب الطلبة
وأكدوا ضرورة استيعاب الطلبة نفسياً ومعنوياً ودعمهم وتوجيههم بصورة انسيابية، وأكثر إتقاناً بما يضمن بناء طالب مستقل قادر على الاعتماد على النفس، وعلى استيعاب التغيرات الحديثة أيضاً، وينطبق ذلك على تهيئة أولياء الأمور الذين يشكلون عنصراً فعالاً ضمن منظومة العلم، فضلاً عن الحرص على متابعة ومشاركة الطلبة باستمرار، مهما كانت الظروف. وقالوا إن الجائحة كانت فرصة كبيرة لتطوير المهارات المهنية والفنية للمعلمين، من خلال الاطلاع على كل الطرق والتقنيات الحديثة في التعليم، ومواكبة التحديثات والتطبيقات في مجال التكنولوجيا التي من شأنها أن تسهّل عرض وتوجيه المواد التعليمية للطلاب، بطريقة متميزة، وسهلة، وتشويقية.


إحصاءات وأرقام
يحتضن الميدان التربوي في ظل جائحة كورونا، ما يقرب من 141 ألفاً و291 معلماً وإدارياً وفنياً في المدارس، بواقع 43,800 في المدارس الحكومية، و97,491 في الخاصة، على مستوى الدولة، وفقاً لأحدث إحصاءات وزارة التربية والتعليم، العام الدراسي الجاري.

مكانة عالمية
يحتل المعلم مكانة كبيرة في المجتمعات في مختلف دول العالم، إذ إن نظم التعليم التي تحتل الصدارة في جودة المخرجات، بدأت بالمعلم لتطوير مسارات التعليم، ومنها «فنلندا واليابان وشنغهاي وهونج كونج»، حيث يعد الارتقاء بمستوى المدرسين مع الفهم العميق للمحتوى الذي يدرسونه ركيزة لنجاح المدارس الابتدائية في أنظمة التعليم عالية الأداء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"