تعلّم متى ترحل

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

* يوسف عبدالله الزعابي لاعب كرة قدم إماراتي، في مركز حارس المرمى، بدأ مسيرته الكروية في نادي اتحاد كلباء مع بدايات الألفية، ثم بعدها انتقل إلى الأهلي، وسطع نجمه بشكل مميز، ثم اختير للمنتخب الوطني من قبل المدرب السلوفيني استريشكو كاتانيتش عن قناعة بموهبته وإمكاناته، ثم انتقل بعد ذلك إلى أندية أخرى، عجمان ثم النصر ثم الوصل، ووفِّق فيها جميعاً، ثم ساقه الحنين إلى ناديه الأصلي (اتحاد كلباء) فكان بديلاً للحارس الحالي جمال عبدالله.
وكان الزعابي يشتكي من إصابة فتحامل على نفسه ولعب الجولة السادسة عشرة من دورينا في مباراة الجزيرة وكلباء تحديداً، بديلاً لجمال عبدالله.. فدخلت في مرماه ستة أهداف وتصدى لمثلها وأكثر، في يوم لم تكن فيه منظومة الفريق برمتها في فورمتها، فقرر بعد هذه المباراة أن يرحل عن كرة القدم وحراسة مرمى فريقه. واعتقادي أن هذا القرار كان محسوماً لديه سلفاً، ولعل تلك الخسارة هي التي عجلت به.
* وعلى الرغم من عميق حزني وكبير أساي لقراره، وعلى الرغم من معرفتي بقيمة يوسف الفنية كحارس مرمى وقتما كان في النادي الأهلي، فإنني استجمعت مشاعري ليوسف، ودعوت المولى عز وجل له بالتوفيق والسداد في شؤون دنياه وآخرته، وكم كانت لفتة الوفاء جميلة من رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء الأخ علي كانو، عندما حاول إثناءه عن قراره، وعرض عليه الانخراط في الإدارة أو الدخول في سلك التدريب.
* استدعى هذا الموقف وذلك الرحيل المر من الحارس يوسف الزعابي، ذلك المقطع المشهور (تعلّم متى ترحل) عن الدكتور المتألق أنمار مطاوع. ولعل قراره كان من هذا القبيل، ولعل يوسف قرر أن الوقت قد حان بعد مسيرة متميزة وعطاء منقطع النظير، تاركاً المجال لغيره لكي يأخذ دوره بالكامل.
* ولنا أن نقف هنا للحظة لنقول للاعب آخر تراجع أداؤه وهبط مستواه، على الرغم من تاريخه الحافل، أما آن لك أن تقرر الرحيل بنفسك، وتترك المجال لغيرك ممن يتحرق شوقاً للفرصة، ويتشوق للعطاء السخي لناديه، ليكون الطريق سالكاً له بعد ذلك إلى المنتخب؟ ونقول لإداري آخر، أما آن لك أن ترحل وترفع ثوب عطائك عن تلك المنظومة المتورط فيها، وأن تبتعد لترتقي وتستنشق هواء نقياً بعيداً عن الجو الملوث حولك، وكذلك نقول للإعلامي الذي أصبح أداؤه مكرراً ممجوجاً والذي أصبح كل همّه أن يهاجم زملاءه في استوديوهات التحليل الرياضي، ولا تُرجى من طرحه آية فائدة: تعلّم متى ترحل!
* في الختام، الخلوق يوسف الزعابي قدّم لنا جميعاً درساً جميلاً في الإيثار والرحيل الهادئ وتقديم المصلحة العامة، والرسالة لكل من يعنيه أمرها.
همسات: 
* جديد التحليل الرياضي تقديم النصيحة بابتسامة صفراء لزملاء الدرب «على الهواء مباشرة» وعلى رؤوس الأشهاد.
* أؤيد مقولة أن «على خبراء تحليل التحكيم حضور دورات متقدمة وتحسين استخدامهم للغة الإنجليزية».
* إلغاء موسم كامل وحرمان البطل من الدرع ثم الإبقاء على أهدافه «لوغاريتمات» لم أفهمها حتى الآن.
* يا رفيق الدرب: لقد هوى حيادهم وسقطت أقنعتهم، وما تُخفيه صدورهم أكبر!.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"