رمضان هو هو ..

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

هل ننسى أجواء رمضان الماضية، وكيف عشنا ولأول مرة في حياتنا، أجواء من الكآبة وعدم القدرة على العبادة في المساجد، وكذلك الفرح؟
شهر رمضان المبارك في العام الماضي، لم يكن كما تعودناه في سنوات عمرنا، وإن كان هذا الشهر الكريم، كما خلقه الله سبحانه وتعالى، فإننا كنا نحن المختلفين بما خلقناه من أمراض وأوبئة وحروب، وغيرها الكثير مما صنعه الإنسان نفسه.
رمضان سيكون بيننا مباركاً، بعد نحو شهر ونصف الشهر، وقرار عودة الحياة بين عشية وضحاها، قرار نملكه نحن، بالمزيد من الحذر والالتزام، وعدم التهاون، والتباعد، حتى نعود ونتقارب بأيام العبادة والفرح والأجواء الإيجابية التي يتركها هذا الشهر فينا، وبتنا جميعاً بأمسّ الحاجة إليها.
كم لمّة بين الأهالي طارت بسبب «كورونا»، كم لقاء وكم وليمة، وكم ابن لم يفرح بدعوة والديه إلى الإفطار في بيته! وكم أب لم يستطع أن يلمّ أبناءه وبناته على سهره رمضانية؟!
هل نسينا حزننا على صلاة التراويح وجميع الصلوات التي لم تقم في بيوت الله؟ هل نسينا العشر الأواخر وفضلها، وكيف أحيينا، ولأول مرة في حياة البشرية، ليلة القدر في المنازل فرادى أو مع بعض أفراد الأسرة؟
كم فرحة رمضانية طارت؟ وكم إحساس إيجابي جميل حرمنا منه؟ كم لقاء ألغي؟ وكم وكم؟!..
شهر رمضان المبارك العام الماضي، مضى بحلوه ومره، والشهر المقبل على بعد أيام، فمن لم يتحصن بالتطعيم فليتحصن، ومن يتردد في أخذه لبذرة شك في داخله، فليعرف أنه ليس أهم من كل هؤلاء الذين أخذوه، فليتوكل، لأنه لا مفرّ من هذا الوباء حتى الآن، إلا بهذا السبيل.
فلننهِ هذا الوباء اللعين الذي دفعنا ثمنه غالياً، ودفعت البشرية جمعاء ثمناً لم تكن مطلقاً مستعدة لدفعه، ففقد الملايين وظائفهم، وتعطلت الحياة في كل مناحيها، وحرمنا من جميع النعم التي خلقها الله لنا، حتى نعمة الاقتراب من الأهل والأبناء، ولنحاول ما استطعنا أن نعيد المياه إلى مجاريها.
الإمارات بأرقامها التي نسمعها كل يوم بعشرات الآلاف من الذين أخذوا اللقاح، تبشر بقرب تحصين كامل للمجتمع من هذا الوباء، غير أن ما يبعث على بعض القلق حتى الآن هو الأرقام الكبيرة نسبياً التي تسجل من الحالات الإيجابية بسبب الاستهتار وقلة الوعي.
رمضان الكريم المقبل، أكبر تجربة يمكن أن نعيشها بصدق هذا العام، ولنبدأ التأقلم، ويجب أن لا نترك أي ذريعة باستهتارنا أو عدم مبالاتنا، لعيش التجربة السابقة، ولنحاول أن نعيد أجواء رمضان وروحانياته التي تبعث فينا الأمل والحياة الهانئة، لأن هذا الشهر الفضيل هو هو، كما خلقه الله، شهر المغفرة والرحمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"