القراءة.. واجب وتعوّد

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

منذ مدة بعيدة انتشرت مقولة فحواها أن العرب أمة لا تقرأ، وأُجريت دراسات وإحصاءات بهذا الخصوص، وكذلك مقارنات تؤيد هذا الرأي.
نظرة هادئة ومتأنية إلى الواقع اليوم، وتحديداً في دولة الإمارات، قد تجعل هؤلاء يعيدون النظر في حساباتهم وأرقامهم ونسبهم.
فها هي الإمارات، تحتفي غداً بشهر القراءة، تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء الذي حدد مارس من كل عام شهراً وطنياً للقراءة. واختارت وزارة الثقافة والشباب شعار «أسرتي تقرأ» لشهر القراءة هذا العام، لجعل كل منزل مكاناً يقرأ فيه الآباء لأبنائهم، استجابة لنتائج دراسات جمعية الناشرين الإماراتيين التي أظهرت بأن هناك عدداً قليلاً نسبياً من الآباء في دولة يقرؤون لأبنائهم، أو يشجعونهم على القراءة. كما أكدت الدراسة دور الآباء وأفراد الأسرة المهم في تشجيع الأطفال على الاستمتاع بالقراءة، حيث يعدّ انخراط الآباء في تثقيف أطفالهم أهم عامل في تكوين سلوكات الأطفال ومواقفهم المتعلقة بالقراءة.
ويعدّ الخامس من ديسمبر 2015 يوماً فارقاً للعلم والقراءة محلياً، عندما أقرّ مجلس الوزراء وبتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2016 عاماً للقراءة، حيث أصدر توجيهاته بالبدء بإعداد إطار وطني متكامل، لتخريج جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة. 
لا نزعم أننا بلغنا الهدف الذي يصبو إليه حكام متنوّرون مثقفون، هدفهم الارتقاء بالإنسان أنّى كان، وإلى أي جنسية انتمى، كقادة هذا البلد الخيّر المعطاء الذي لا ينفك يقدّم كل ما يمكن أن يخدم البشرية، ويجعل الناس يأمنون إلى مستقبل أبنائهم. فالمرتجى أكبر بكثير والمأمول أعظم؛ فالقراءة كما أثبتت الوقائع والأحداث وتطوّر الأمم وتقدّمها، إحدى الركائز المهمة في البناء والإعمار، لأنها تبني الإنسان، ثقافة ومعرفة وعلماً، والمؤسَّس بهذه القيم، هو المهيّأ والمخوّل، لبناء الحضارة القائمة على إسعاد البشرية.
الإمارات، اهتمت بالإنسان وبنائه والاستثمار فيه أولاً قبل كل الأمور، ومقولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، معروفة، بأن الاستثمار في الإنسان هو الأولوية.
فشهر القراءة مناسبة سنوية تشارك خلالها مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات التعليمية والثقافية، عبر مبادرات وبرامج تسهم في بناء مجتمع قارئ، متسلح بالعلم والمعرفة، قادر على قيادة مسيرة التنمية.
القراءة فعل حضاري نعم، والمطلوب الآن من الجميع، بدءاً من أولياء الأمور، جعلها نهجاً حياتياً، إن لم يكن يومياً، فليس أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، وضمن خطط مدروسة وممنهجة، بحيث تتدرّج وتتتالى، بما يرغّب الأبناء ويحببهم في هذا المنتج الإنساني العظيم الذي هو الكتاب، ليكون رفيق أيامهم، وصديق ساعاتهم.
نعم نحن أمة تقرأ، وقادتنا هم قدوتنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"