تكامل الوعي

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

في عالم اليوم حيث المتغيرات السريعة الضاغطة بقوة؛ تجعل من الصعوبة أن يكون موقف الإنسان متوازناً أو تكون رؤيته واضحة؛ فهذه المتغيرات، تثير الكثير من الضباب حيال التصورات والرؤية، كما أنها تجعل الواقع كأنه رمال متحركة، ما يصعب معه اتخاذ القرار والرأي الصائب.
ويغلب على تصوراتنا ومواقفنا القلق والخوف من المجهول، وسهولة وصف الواقع وإشكالياته وصعوبة بلورة ملامح الحل والمعالجة.
لهذا من الضروري أن يتسلّح الإنسان بوعي عميق ورؤية بعيدة المدى، حتى يتسنّى له تبديد الضبابية، واختراق الركام الذي يحول دون صفاء الرؤية واستقرار التصورات.
والمسألة ليست وصفة جاهزة، بل تتطلّب توافر جملة من القيم والاهتمامات تمثّلها كفيل بتحقيق هذا الوعي وذلك الاستشراف الصائب ، فالفهم السطحي للمتغيّرات المجتمعية بظواهرها فقط، بعيداً عن عمقها وجذورها الحقيقية، يزيد من تدهور الوعي ويكبح كل مبادرة تسعى نحو تبديد الغيوم التي تحول دون الوعي العميق والفهم الواقعي.
إن سرعة التطورات وشموليتها من جهة، وسيادة الغفلة في واقع الإنسان من جهة أخرى يجعلانه بعيداً كل البعد عن فهم مجريات الأحداث وتطورات الساعة ويعيش في عالم يختلف كلياً أو في أغلب أموره عن عالم الراهن ومتطلباته،
فاليقظة هي الحياة، فليس هناك في الحياة شيء لا يتطلب يقظة وحضوراً، وهذا ينجز بالعمل المؤسسي الذي يأخذ على عاتقه جمع الطاقات والكفاءات وتوفير كل الإمكانات المتاحة حتى يتسنّى فهم تطورات اليوم ومتغيرات الراهن، وكذلك الخروج من الذاتية لجمع كل الطاقات وتوجيهها إلى هدف محدد.
وهذا لا يعني أن لا يعتني الإنسان بقضاياه، وإنما ينبغي إعطاؤها الحجم الطبيعي، فنحن في حاجة إلى الانطلاق في رحاب العالم وآفاق الأمة والإنسانية،
فعلى سبيل المثال، التعليم، هو مجموعة متكاملة من عناصر عدّة تعمل كلّها معاً وفي وقت واحد أو أوقات متتابعة، لإنجاز أرقى عمل إنسانيّ، وهو توصيل المعرفة والعلوم إلى النشء، باختلاف أعمارهم ونسب وعيهم، والبيئة التي خرجوا منها، وهذه المجموعة هي المعلّم والطالب ووليّ الأمر والإدارة المدرسية.. والمناهج، فبهذا ننتج جيلاً مسلّحاً بالمعرفة والعلم، مستعدّاً لبناء مستقبل مشرق.. وكذلك الإعلام، فالمحرّر والمصوّر، ومتلقي الخبر، ومن يعدّه للنشر، والمخرج وإدارة التحرير، والمطبعة.. كلّها تشكّل تكاملاً لا تنفصم عراه لإيصال خبر أو قصّة أو تحقيق صحافي موثوق مفيد، وجاذب أيضاً.. ويندرج في السياق نفسه المجال الصحّي والثقافي والغذائي والبيئي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"