عادي

وفاة أحمد محمود البلوشي السكرتير الخاص للشيخ زايد لـ 40 سنة

14:45 مساء
قراءة دقيقتين
1

أبوظبي: محمد علاء
انتقل إلى رحمة الله أحمد بن محمود المحمود البلوشي، بعد مسيرة حافلة على مدى 98 عاماً في خدمة الوطن، حظي خلالها بثقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصبح وكيلاً عنه، وسكرتيراً خاصاً له طوال أربعين عاماً قضاها مع القائد المؤسس طيب الله ثراه.

1

ولد المغفور له أحمد بن محمود المحمود البلوشي في مدينة العين عام 1923 ميلادياً (1342 هجرياً)، وعاش فيها معظم سنوات الطفولة، وتنقل وعمل منذ السنة السابعة في مدينة البريمي، مساعداً أهله في رعاية الهوش (الماشية)، كعادة أكثر أبناء جيله في هذا الوقت، إلى جانب الزراعة وخاصة زراعة النخيل وبعض الحمضيات كالليمون والبرتقال، وكذلك مساعدة والده الذي كان يملك عدداً من الإبل ينقل بها الأهالي إلى حج بيت الله الحرام.
بدأ العمل مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اله ثراه، في عام 1958 بعد وفاة والده؛ حيث قال له الشيخ زايد حينها: «إن مات أبوكم فأنا أبوكم الآن»، حيث عمل ككاتب، والذي يعرف بـ «الكراني»، وهو بمثابة السكرتير في وقتنا الحاضر؛ حيث كان يكتب الرسائل إلى إخوة الشيخ زايد، الشيوخ شخبوط وهزاع وخالد في أبوظبي، وشيوخ القبائل والعشائر، ورسائله إلى ولاة عمان والي البريمي، وكذلك إلى سلطان عمان في مسقط، والتحضير لمواسم القنص في كل عام، واستخراج الموافقات والتصاريح.
بعد أن تقلد المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في أبوظبي عام، 1966 انتقل المحمود معه إلى أبوظبي، وكان بقربه وصحبه في حله وترحاله، وكان يكتب له رسائله ويقرأ الرسائل المرسلة إليه، ويطلع على الكثير من الأمور السياسية والاجتماعية التي كان الشيخ زايد ضالعاً بها، بالإضافة إلى تمثيل الشيخ زايد في الكثير من الأحداث والمناسبات، كحضور الأفراح أو العزاء، أو لحل خلاف بين قبائل وعشائر أو أشخاص، ونقل رسائل من الشيخ زايد، والتي يسعى فيها للصلح بين المتخاصمين.
بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات في عام 1971 بقي الراحل يعمل في نفس المنصب حتى عام 1973؛ حيث عين المغفور له الشيخ زايد العديد من السكرتارية لديه، أمثال بطي بن بشر، وسعيد بن سلطان الدرمكي، وأحمد العبيدلي، وعلي الشرفا، والعديد من الوزراء والمديرين، وهؤلاء كلهم متعلمون، وسايروا العصر الجديد الذي يحتاج إلى ناس لديهم أعلى الشهادات، ويتكلمون أكثر من لغة، فجاء إلى الشيخ زايد يستسمحه أن يعفيه من مهامه، فقال له: إننا لا نستغني عن إخواننا ورجالنا المخلصين، وأنت لنا فيك حاجة في العين، فتوجه إليها وانتظر منا التوجيهات.
 فتوجه إلى العين وكان يتلقى فيها بين الحين والآخر توجيهات الشيخ زايد وأوامره، وينفذها فور تلقيها على أكمل وجه كما عهده، ولخبرته الطويلة في معرفة القبائل جعله المغفور له الشيخ زايد خبيراً ومستشاراً له في شؤون القبائل، وظل يحمل لقب مستشار صاحب السمو رئيس الدولة حتى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وبعد ذلك تفرغ للعمل العام، وإنشاء المجلس الخاص به «مجلس محمد أحمد المحمود البلوشي»، الذي كان يستضيف العديد من المحاضرات والدروس والمناسبات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"