عادي

الإمارات تدعو لتعزيز التضامن وتجدد دعم فلسطين

01:18 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تزايد حجم التحديات التي تواجه المنطقة العربية يتطلب عملاً جماعياً، وزيادة في التعاون والتنسيق والتعامل مع هذه التحديات بعقلانية وحكمة، وتغليب الجهود الدبلوماسية في حل أزمات المنطقة، انطلاقاً من مبادئ الدولة الراسخة في محيطها العربي بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار وتعزيز العمل العربي المشترك.
وقدّم خليفة شاهين المرر وزير دولة، خلال ترؤسه وفد الدولة أمام اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (155) التي عقدت، أمس الأربعاء، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، التهنئة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لإعادة انتخابه لفترة ثانية لقيادة هذه المؤسسة.

1

تحدي «كورونا المستجد»
وقال إن من بين التحديات الماثلة أمامنا اليوم الصعوبات والوضع الاستثنائي الذي واجهناه، ولا نزال نواجهه جميعاً، وهو الانتشار المريع لفيروس كورونا المستجد، الذي لا يزال يفتك بالبشر، ويرهق الاقتصاد والخدمات الصحية، ويشل الحياة الاجتماعية، وتطال آثاره مختلف مناحي الحياة. 
وأضاف خليفة شاهين المرر أن هذا التحدي يستوجب تعزيز العمل العربي المشترك، والتعاون والتضامن الإقليمي والدولي، لمواجهة متطلبات مكافحته الملحة، وآثاره التي ستمتد إلى المستقبل، والعمل على آليات تعاون وتنسيق مستدامة في مجال المكافحة والخدمات الطبية، وتأمين اللقاحات وتفعيل برامج التطعيم التي تكفل تجاوز هذه الأزمة والتعافي منها، وتهيئ بيئة علمية وصحية ومؤسسية مناسبة لمواجهة أية أوبئة في المستقبل.
دعم راسخ للقضية الفلسطينية
وحول القضية الفلسطينية، أشار إلى تثمين دولة الإمارات العربية المتحدة لنتائج الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية المنعقد في 8 فبراير/ شباط الماضي، مجدداً التأكيد على موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين. وأكد أن دولة الإمارات تدعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط وتقف مع الإجماع العربي ضد كل الممارسات غير القانونية التي لا تزال تشكل عقبة أمام حل الدولتين.
تهديد التدخلات الإيرانية والتركية
وقال الوزير المرر إن دولة الإمارات ترى أهمية التركيز على حشد الدعم إقليمياً ودولياً، وانتهاز كل الفرص المواتية لخلق زخم دولي جديد لكسر الجمود في العملية السياسية وتهيئة الظروف المواتية لعودة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين. كما حذر من التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية لكونها تشكل تهديداً يتوجب مواجهته. وقال إن التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية تعد مثالاً واضحاً على التدخلات السلبية في المنطقة، الأمر الذي يهدد سيادة وأمن واستقرار وسلامة الدول العربية، كما يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الإقليمية والدولية، ويعرض مصالح الدول العربية للخطر.
إدانة الإرهاب الحوثي
وأعرب عن إدانة دولة الإمارات، وبشدة، استمرار الهجمات الإرهابية من قبل الميليشيات الحوثية على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة، والاعتداء على منشآتها المدنية والحيوية، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مجدداً التأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات المتكررة على المملكة العربية السعودية والعمل معاً لتأمين حركة الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة، وتأكيد أحقية المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أمنها وحدودها، وأمن مواطنيها والرد على أية اعتداءات تطال ذلك.
الحل السلمي لقضية الجزر المحتلة
وقال الوزير المرر إن احترام الدول لالتزاماتها القانونية ومبادئ حسن الجوار سيظل المطلب الأساسي لدولة الإمارات. وفي هذا السياق، جدد دعوة دولة الإمارات إلى إيران للرد الإيجابي على دعواتها المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وقال الوزير المرر إن دولة الإمارات تتابع مستجدات الأزمة اليمنية، وترحب بتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعرب عن أملها في أن تكون هذه خطوة على طريق تحقيق حل سياسي والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية.
دور محوري للسعودية
كما أشاد بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية في تنفيذ اتفاق الرياض، ودعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني، مؤكداً دعم دولة الإمارات لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، في التوصل إلى حل سلمي مستدام للأزمة اليمنية.
عودة سوريا إلى محيطها
وحول الأزمة السورية، جدد تأكيد دولة الإمارات أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة، مؤكداً دعم الإمارات لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، والجهود الدولية الأخرى الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال «نؤكد على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي».
دعم السلام في ليبيا
وفي الشأن الليبي، رحب الوزير المرر بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معرباً عن الأمل في أن تقود هذه الخطوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا. كما أعرب عن تطلع دولة الإمارات لنجاح المسارات الأخرى برعاية الأمم المتحدة، مؤكداً دعم الإمارات المستمر لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة في ليبيا. 
وفي الوقت ذاته، شدد على ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا وأهمية الدور العربي في جهود السلام ودعم العملية السياسية في ليبيا.
استقرار العراق والسودان
وحول الوضع في العراق، أكد الوزير المرر دعم كل الجهود المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للعراق ولشعبه، معرباً عن استنكار وإدانة دولة الإمارات لكل الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار العراق. وقال «ندعم العراق في مواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية ومحاولات النيل من سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه».
وأضاف أن دولة الإمارات تجدد تأكيدها على دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان الشقيق، ونجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التنمية والازدهار والنهوض بالاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق. 
ورحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكداً دعم الإمارات لكل الجهود من أجل عودة السودان إلى وضعه الطبيعي، ولكل ما من شأنه تحقيق تطلعات السودان وشعبه الشقيق. 
الإمارات محبة للسلام
وقال إن دولة الإمارات تؤكد كدولة محبة للسلام مواصلة مساعيها الرامية لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب وتغليب لغة الحوار والعقل فيما بينها، كما تؤكد على نهجها في دعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي الختام، جدد الوزير المرر الشكر والتقدير لما بذله جميع القائمين من جهود لإنجاح أعمال هذه الدورة، والدفع قدماً بمسيرة العمل العربي المشترك، مبدياً التطلع لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"