اقرأ وارتق..

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

عندما أبدأ بقراءة رواية، فإني أرحل مع الكاتب إلى البعيد، أزور معه بلد آخر أو أكثر، وأعيش تلك التفاصيل الدقيقة التي تلامس شعوري ووجداني.
كل جملة في الرواية تحمل معاني وأحاسيس جياشه.. تخرجني من العالم الضيق إلى رحابة الأفق وسعة الخيال..
يحمل الكاتب بين ثنايا الصفحات الأحاسيس التي مرت به في تلك المواقف المشابهة، فيكون اختياره للكلمات مناسباً لها تفي بالغرض الذي نصبها فيه.
أعيش الموقف وأندمج معه، فأرى العديد من الوجوه والكثير من الشخصيات فأتقمص الشخصية حتى أني أعيش الفرح والبهجة والسرور من المنظور الذي يرى به الكاتب، وأشعر بدفء الحنين والمشاعر التي ينقلها إليّ فأرتجف من برود الإحساس واختبأ من صقيع الجفاف، أو الحزن واليأس الموجود بين جنبات الشخصيات.
فالرواية مجال خصب للخيال، فأتخيل ملامح الشخصيات وتفاصيل الأماكن، وتصل إلى أنفي تلك الروائح المنتشرة في المحال وفي الشوارع، وحتى تلك الموجودة بين أحضان الطبيعة.
شعور يغوص في الأعماق، فيحرك ما سكن فيها ويذيب ما جمد منه.. هنا أحرر مشاعري وأترك لها العنان المطلق لعيش دور البطل، كل تلك التجارب تبقى في العقل اللاوعي عندي، وبناء على ذلك أكتسب خبرة ومعرفة لكيفية التصرف لمواقف مماثله لها.
فأتعرف إلى أنماط تفكير مختلفة وأعيش مكنونات النفس البشرية فتروي عندي مهارات مختلفة. ومنها تقوى عندي مهارة حل المشكلات وأتمكن منها.
ومهارة اتخاذ القرار استناداً إلى المعلومات التي جمعتها وحصلت عليها من هذه المواقف.
وأيضاً فالرواية تمكن من التواصل مع الآخرين بكل أريحية وذلك لأنها تساعد على فهم الآخرين بوضوح أكثر بوضع القارئ نفسه مكان الآخرين.
والروايات قد تحمل أفكاراً عميقة وجميلة والتي قد لا نجدها في كتب التطوير الذاتي.
إضافة إلى كل هذا فالرواية إثراء لغوي للمفردات، وبالسهولة تصبح مادة جيدة للكتابة فالقارئ الجيد من السهل أن يصبح كاتباً جيداً.
كل ذلك يصب في زيادة الثقة في النفس وبناء شخصية سوية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"