عادي

البابا يدعو إلى وقف العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح

11:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
البابا
البابا
البابا
الكاظمي والبابا فرنسيس

بغداد :«الخليج»، وكالات

 دعا البابا فرنسيس في مستهل زيارته التاريخية إلى العراق، أمس الجمعة، إلى وقف «العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح»، مشدداً على ضرورة «التصدي لآفة الفساد» و«تقوية المؤسسات»، وقال «لتصمت الأسلحة! ولنضع حداً لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!»، مؤكداً ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم لتعزيز السلام في العراق والشرق الأوسط.

وقال البابا في القصر الرئاسي في بغداد، حيث استقبله الرئيس برهم صالح، «إنني مُمْتَنٌّ لإتاحَةِ الفُرْصَةِ لي لأنْ أَقُومَ بِهذهِ الزِيارة الرسولِيَّة، التي طالَ انتِظارُها»، مضيفاً «أنا مُمْتَنٌّ لأنني استطعتُ أنْ آتِيَ إلى هذهِ الأرْض، مَهْدِ الحَضَارَة، والمُرْتَبِطَةِ ارتِباطًا وَثيقًا، مِن خِلالِ أبِينا إبراهيم والعَدِيدِ مِن الأنْبِياء، بِتاريخِ الخَلاصِ والتَقَاليدِ الدِينِيَّةِ الكُبرى». وأضاف «كَفَى عُنْفاً وَتَطَرُّفاً وَتَحَزُّبَات وَعَدَمُ تَسَامُح! لنُعْطِي المَجالَ لكُلِّ المُواطِنينَ الذينَ يُريدونَ أنْ يَبْنُوا مَعًا هذا البَلَد، في الحِوار، وفي مُواجَهَةٍ صَريحَةٍ وَصَادِقَةٍ وَبَنَّاءَة».

معاناة الأيزيديين

وتوقف عند محاولة العراق خلال السنوات الأخيرة «إرْساءَ الأسُسِ لِمُجْتَمَعٍ ديمُقْراطي»، مشدداً على أنه من أجل ذلك، «مِنَ الضَّرُوري أنْ نَضْمَنَ مُشارَكَةَ جَميعِ الفِئاتِ السِياسيَّةِ والاجتِماعيَّةِ والدينيَّة، وأنْ نُؤَمِّنَ الحُقوقَ الأساسِيَّةَ لِجَميعِ المُواطنين. يَجِبُ ألّا يُعْتَبَرَ أحَدٌ مُواطِنًا مِنَ الدَرَجَةِ الثانِيَّة».

 كما توقف البابا فرنسيس عند معاناة الأيزيديين، الأقلية التي تعرضت خلال سيطرة تنظيم «داعش» على أجزاء واسعة من العراق، لاضطهاد كبير، قائلاً «لا يسعني إلا أن أذكر الأيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية». وأضاف «لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر». وقال البابا إن «التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها في التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد». وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط، وجئت إلى العراق حاجاً وأقدم امتناني للشعب العراقي العزيز». وجدّد البابا التأكيد أنه يأتي «بصفة تائب يطلب المغفرة من السماء ومن الإخوة، للدمار الكثير وقسوة البشر»، و«حاجاً يحمل السلام».

تحقيق العدالة

من جهة أخرى، دعا البابا إلى «التصدي لآفة الفساد» و «سوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي». وقال «لكن ذلك لا يكفي». وتابع «ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك»، وذلك بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين بعشرات الآلاف إلى الشارع محتجين على الطبقة السياسية الفاسدة في نهاية 2019. 

وكان الرئيس العراقي برهم صالح رحب أمس بالبابا فرنسيس «ضيفاً عزيزاً كريماً» في العراق. وقال صالح خلال استقباله في القصر الرئاسي «فيما يحل بيننا قداسة البابا ضيفاً عزيزاً كريماً»، هناك «فرصة تاريخية لجعلها مناسبة لإعادة التأكيد على قيم المحبة والسلام والعيش المشترك ودعم التنوع الديني والاجتماعي»، واصفاً ذلك ب«قيم إنسانية يصل صداها إلى العالم أجمع». وأكد أن «العراق يستحق الأفضل، والعراقيون لا يمكن أن يقبلوا بأن يُمارس الإرهاب والتطرف باسم الدين». وغرد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي استقبل البابا في المطار عبر «تويتر»، «يستقبل العراق شعباً وحكومة قداسة البابا فرنسيس، ليؤكد عمق الأواصر الإنسانية التي كانت بلاد النهرين وما زالت وستبقى محطتها التاريخية للقاء الأديان والأفكار والقيم البشرية المشتركة».

زيارة النجف وأور

وللمرة الأولى في التاريخ، يزور رأس للكنيسة الكاثوليكية مدينة النجف الأشرف في جنوب العراق، حيث يلتقي اليوم السبت بالمرجع الديني علي السيستاني البالغ من العمر 90 عاماً. وسيشارك البابا في أور مسقط رأس النبي إبراهيم (عليه السلام) والواقعة في الجنوب النائي، في صلاة ستضم رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة. وفي وقت لاحق من يوم، أمس، توجه البابا فرنسيس من كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد التي استهدفت في 2010 باعتداء تخللته عملية احتجاز رهائن انتهت بمقتل 53 شخصاً، إلى المسيحيين قائلاً «نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة هذه، ونتبارك فيها بدماء إخوتنا وأخواتنا الذين دفعوا هنا ثمن أمانتهم للرب... غالياً». والتقى البابا أساقفةً وكهنة ورهبانًا وراهبات ومعلمي تعليم مسيحي ومسؤولين علمانيين في الكنيسة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"