عادي

أينك يا ماتياس؟.. الطفولة وعذوبة السرد

20:11 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة – عثمان حسن
تستعيد الكاتبة المجرية أغوتا كريستوف عوالم الطفولة في رواياتها وقصصها، وهي الكاتبة التي فرت من حكم النظام السوفييتي، وهي شابة في الحادية والعشرين من عمرها، إلى المنفى بسويسرا، في عام 1956، وبعد خمسة أعوام من العمل المرهق في مصنع، أصيبت بالكآبة والملل، فوجدت في تعلم الفرنسية ما يحتوي مشاعرها ومن خلال هذه اللغة خلقت نتاجات إبداعية حازت جوائز أدبية مرموقة.
في رصيدها أعمال أدبية متميزة مثل: «البرهان» و«الكذبة الثالثة» و«الأمية» و«أمس» وغيرها.
في روايتها «أينك يا ماتياس» تستثمر أغوتا ذكريات عالم الطفولة لتصنع مناخات إبداعية أدبية لغة وأسلوباً وتشويقاً، وقد صنف عديد القراء أعمالها بالأدب الساحر الذي يحلق بين واقع السيرة وخيال الرواية.
إحدى القارئات تشير إلى هذه المسألة بقولها: «إن رؤية العالم من زاوية طفل يمكن أن تعيد إلينا تساؤلاتنا الأولى التي غابت خلف ظلال الأعوام المتلاحقة، وظهورها أخيراً من وراء الظلال» وتضيف: «حري بنا إذاً بأن نغير ولو قليلاً من قراءتنا للعالم، وأن نحرك شيئاً من المشاعر الراكدة؛ حيث يمتلك الأطفال تلك القدرات الخارقة».
قارئة أخرى تعبر عن إعجابها بالرواية بعبارة مختصرة؛ حيث تقول: «أحب أغوتا كريستوف وطريقتها الجاذبة في تقمص صوت الأطفال في رواياتها وقصصها».
وعالم الطفولة نفسه هو يجذب أحد معجبيها بقوله: «هنا عالم الطفولة، هذا الذي يشي بالفرح والأمل، حيث الحياة وردية كما هي في عيني طفل يمكن أن يتخيل كل شيء ممكناً وعذباً ويروض المستحيل».
«عمل متفرد، ولم أكن أتوقع شيئًا أكثر دهشة».. هكذا يعبر أحد القراء عن شغفه بالرواية، وهو يستعيد أعمالها السابقة، تلك التي ترجمها محمد آيت حنا، بوصفه أيضاً مترجم «أينك يا ماتياس»، ويقول: «هذا العمل يعتبر متفرداً، ولم أكن أتوقع شيئًا أكثر دهشة، هنا عالم ممتع من بريق الحكي ورشاقة اللغة وسحر السرد».
يشير ذات القارئ إلى فكرة إصدار الرواية بعد وفاة مؤلفتها بتأكيده على تفردها فيقول:«لا أجد فكرة نشر النصوص بعد وفاتها، إلا حقيقة تاريخية في قيمة العمل الفنية، ليس أكثر من ذلك، فإحساس الكاتبة ساطع في النصوص كلها، لكنه متمظهر بشكل مختلف وجميل هنا».
من جهة أخرى يبدي أحد القراء تحفظه على«أينك يا ماتياس» منتقصاً من لغتها التي استطاعت أغوتا في أعمالها السابقة استثمارها بخيال أدبي رائع، خاصة في ثلاثيتها، وأيضاً في روايتها «أمس».
يتوقف قارئ عند قدرة الكاتبة على استثمار تلك العذابات من زمن الطفولة، تلك التي خلفت ندوباً سوداء في شخصية كاتبتها، وانعكست في نصوصها فيقول: لا أدري لماذا؟ لكني أحب سوداوية أغوتا كريستوف التي تقول مهما كانت الكتابة كئيبة، لا يمكن أن تكون بقدر كآبة الحياة».
ويختصر قارئ إعجابه بـ «أينك يا ماتياس» بعبارات مقتضبة بقوله: «على الرغم من قصر النصوص فإنها تحمل دمغة آغوتا، خسارة كبيرة أنها كانت مقلّة في النشر والإنتاج».
قارئ آخر يقول: «لم تكن تجربتي في قراءة الأعمال السابقة لـ«أغوتا كرستوف» تجارب موفّقة، إذ لم يجذبني عالمها، ولكن نصوصها في روايتها «أينك يا ماتياس؟» غيّرت نظرتي كليًا، إلى درجة أنّ ذلك حرضني على إعادة قراءة أعمالها، وهذا أمر لا يحدث إلا نادراً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"