عادي

بالفيديو..البابا في ختام زيارته التاريخية: العراق سيبقى دائماً في قلبي

18:17 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url
1
1

بغداد: «الخليج»، وكالات 

ترأس البابا فرنسيس بعد ظهر، أمس الأحد، في آخر محطة عامة من زيارته التاريخية إلى العراق، قداساً احتفالياً في أربيل بكردستان، شارك فيه الآلاف وسط إجراءات صحية وأمنية، وودّع العراقيين قائلاً: «العراق سيبقى معي وفي قلبي». وشدد على ضرورة عودة المهجرين إلى ديارهم، مؤكداً أن «الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب». 

أربيل: رسالة الوداع

وبعد ثلاثة أيام حافلة بالتنقلات بالطائرة والمروحية، وسيارة مصفحة، في بلد طوى صفحة تنظيم «داعش» الدامية قبل ثلاث سنوات فقط، ولا يزال يشهد توترات أمنية ناتجة عن وجود فصائل مسلحة خارجة عن السيطرة، قال البابا في ختام القداس: «الآن، اقتربت لحظة العودة إلى روما. لكن العراق سيبقى دائماً معي وفي قلبي». وأنهى زيارته برسالة أمل، قائلاً: «في هذه الأيام التي أمضيتها بينكم، سمعت أصوات ألمٍ وشدة، ولكن سمعت أيضاً أصواتاً فيها رجاء وعزاء»، قبل أن يحيي الحضور بعبارات «سلام، سلام، سلام. شكراً. بارككم الله جميعاً. بارك الله العراق»، ثم «الله معكم» بالعربية. 

وبتأثر واضح، قالت بيداء سافو البالغة 54 عاماً والتي شاركت في القداس في ملعب فرانسو حريري مع أولادها: «نعرف الآن أن هناك من يفكر فينا، ويشعر بما نفكر فيه». 

وأضافت: «سيشجع ذلك المسيحيين على العودة إلى أرضهم».   ووصل البابا بمواكبة أمنية كبيرة، إلى الملعب في سيارة ال«باباموبيلي» الشهيرة التي ألقى منها التحية على الحشد الذي تجمع لاستقباله والمشاركة في القداس. ويتسع ملعب فرانسو حريري الذي يحمل اسم سياسي آشوري عراقي اغتيل قبل 20 عاماً في أربيل، لعشرين ألف شخص، لكن عدد الحاضرين كان أقل من ذلك بكثير؛ إذ فرض على المشاركين الحصول مسبقاً على بطاقة خاصة، وتم تحديد العدد، في إطار تدابير الوقاية من وباء كوفيد  19.

الموصل: تناقص مأساوي

وكان البابا زار في وقت سابق، مدينة الموصل، حيث صلّى على أرواح «ضحايا الحرب». كما زار قرقوش، البلدة المسيحية التي نزح كل أهلها خلال سيطرة تنظيم «داعش»، وعاد جزء منهم خلال السنوات الماضية. وأعرب البابا عن أسفه ل«التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح» في الشرق الأوسط. وقال على أنقاض كنيسة الطاهرة السريانية الكاثوليكية، إن هذا «ضرر جسيم لا يمكن تقديره، ليس فقط للأشخاص والجماعات المعنية؛ بل للمجتمع نفسه الذي تركوه وراءهم». وصلّى من الموقع الأثري الشاهد على انتهاكات الإرهابيين «من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة»، مؤكداً أن «الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب». 

ثم توجه إلى قرقوش حيث أدى صلاة في كنيسة الطاهرة الكبرى التي تشهد أيضاً على الانتهاكات العديدة لتنظيم «داعش» شمالي البلاد. وقام بجولة بعربة جولف في المدينة وسط حشد صغير رافقه بالزغاريد والتحيات. 

دمار وقسوة شديدان

واكتست هذه المحطة أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وقد تعرّضت كنائسها وأديرتها التراثية العريقة لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف. وقال البابا في كلمته من الموصل: «إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات قد تعرّضت لمثل هذه العاصفة غير الإنسانية التي دمّرت دور العبادة القديمة». 

 وقال البابا في كلمته: «قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل ما زال طويلاً، لكنني أطلب منكم  من فضلكم  ألا تيأسوا».

 

الإمارات و«اليونيسكو» ترحبان بزيارة البابا لكنيسة الطاهرة

 

رحبت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، وأوردي أزولاي، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، أمس الاحد، بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى مشروع إعادة بناء الطاهرة، وذلك ضمن زيارته إلى العراق.

وقالتا، في بيان مشترك، إن زيارة البابا إلى كنيسة الطاهرة التي تعتبر أحد العناصر الرئيسية لمشروع «إحياء روح الموصل» تمثل رسالة واضحة للعالم، مفادها أن الوئام والانسجام بين أتباع الديانات والتعايش المشترك هو السبيل الوحيد لنهوض البشرية وتقدمها، والطريقة المثلى لمواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم. وأكدتا الأهمية الكبيرة لزيارة البابا لموقع المشروع، والتي تتجلى في نشر رسالة السلام والأخوة، وإبراز القوة الحقيقية للإنسانية في مواجهة الأفكار الظلامية والتنظيمات الإرهابية التي لطالما رأت في الإرث البشري هدفاً لها، لتعيث فيه تخريباً وتدميراً، حيث لم تفرق بين مسجد النوري وكنيستي الطاهرة والساعة في هجومها الإرهابي على الموصل. وأضافتا أن زيارة البابا لكنيسة الطاهرة ستعطي القائمين على مشروع إحياء الموصل دفعة قوية لجهودهم في إعمار المنطقة، وإعادتها رمزاً للتآخي والسلام في العراق والمنطقة والعالم. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"