الشارقة:«الخليج»
يُعد قطاع البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة الشارقة، واحداً من أهم القطاعات المتميزة بها؛ حيث يتولى الإشراف على إدارة شؤون البحوث العلمية في مختلف التخصصات الأكاديمية، وكذلك متابعة الباحثين وطلبة الدراسات العليا.
ويضم القطاع ثلاثة معاهد بحثية، هي معهد البحوث للعلوم والهندسة، ومعهد البحوث للعلوم الطبية والصحية، ومعهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى كلية الدراسات العليا.
من خلال المعاهد البحثية أنشئت العديد من المراكز العلمية المتميزة، والمجموعات البحثية التابعة لها، والتي تمثل نقاطاً مضيئة داخل الجامعة وخارجها؛ بهدف إحداث نقلة نوعية في مجال البحث العلمي في جامعة الشارقة، والارتقاء به إلى أعلى مراتب التميّز في كافة المستويات المحلّية والإقليمية والدولية.
معاهد البحث العلمي في جامعة الشارقة.. رافد يدعم المجتمع ومؤسساته بالعلم.. ولديها تجربة رائدة في خدمة المجتمع المحلي، وكذلك دورها العالمي عبر اتفاقيات عدة أبرمتها الجامعة مع عشرات المؤسسات المحلية، وكذلك مع العديد من المراكز والمعاهد المرموقة في مختلف أنحاء العالم شرقاً وغرباً.. ذهبنا إلى جامعة الشارقة، وتجولنا في معاهدها البحثية العلمية، وكان هذا التحقيق.
دعم غير محدود
الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، يؤكد أن الجامعة بذلت على امتداد السنوات الست الماضية جهوداً كبرى؛ لتعزيز إنتاج البحوث العلمية، وتحسين جودتها في جميع التخصصات بمجالات العلوم والهندسة والصحة والطب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. إن البحث العلمي في الجامعة يسير وفق خريطة طريق تلبي احتياجات الإمارات والعالم؛ حيث يغوص باحثوها في أعماق العلم للوصول إلى كل جديد، ومواكبة البحث العلمي في العالم، كما أن ذلك يأتي استجابة للتوجيهات الحكيمة والسديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس الجامعة. عمل مكتب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، على تقديم دعم غير محدود لمعاهد البحوث والمراكز والمجموعات البحثية؛ للمضي قدماً نحو تحقيق أهداف الابتكار والإنتاج العلمي المتميّز، ونشر المعرفة والتنمية المستدامة التي تخدم احتياجات المجتمع الإماراتي والعالمي.
منظومة متكاملة
ويشير الدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، إلى أن البحث العلمي في جامعة الشارقة كان قد بدأ بالتطوير الجوهري للبنية التحتية، وإنشاء عدد من الوحدات والأقسام بقطاع البحث العلمي، وهي: قسم تمويل البحوث، ووحدة النشر العلمي، ومكتب نقل التكنولوجيا، وقسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي، والتي تعمل لتسهيل ودعم جميع مراحل البحث والابتكار في الجامعة، بدءاً من المرحلة الأولى لتمويل البحوث، ومتابعة تقدّمها وإنجازها ونشرها، والتعريف بها خارج أوساط الجامعة، وصولاً إلى حماية ملكيتها الفكرية وتسويق نتائجها.. وفي نفس الوقت، توسعت جامعة الشارقة في طرح برامج دراسات عليا جديدة، مع التركيز على البرامج ذات الطبيعة البينية والبرامج ذات الصلة بالمجتمع المحلي والإقليمي والبرامج المشتركة مع جامعات عالمية ومع مؤسسات المجتمع المحلى، وهذا الدعم المكثّف والمنظم للبحث العلمي في جامعة الشارقة أثّر بشكل إيجابي على عمل وأداء معاهد البحوث والمراكز والمجموعات البحثية، وتبلورت نتائجه في الزيادة غير المسبوقة في عدد البحوث المنشورة في المجلاّت المدرجة ضمن قواعد البيانات العالمية، ومنها قاعدة بيانات سكوبس، مقارنة بالجامعات المحلية والإقليمية.. إذ تشير الأرقام الأخيرة إلى أنه تطوّر بنسبة تناهز 600% وهو تطوّر لم يسبق له مثيل في دولة الإمارات والمنطقة ككل. إضافة إلى الصعود المهم لتصنيف الجامعة محلّياً وإقليمياً ودولياً، وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون واللقاءات الفنّية مع الشركاء المحليين والدوليين، وتسجيل براءات الاختراع، وتنظيم الندوات والمؤتمرات حول مجالات البحث ذات الأولوية، وإجراء أبحاث على مستوى عالمي ذات صلة باحتياجات المجتمع المحلي والدولي، وتنويع موارد التمويل الخارجية للمشاريع البحثية، وتحسين خدمات دعم البحث العلمي، وتعزيز سمعة الجامعة كمؤسسة بحثيّة بامتياز.
«البحوث للعلوم والهندسة»
من جانبه يقول الدكتور عبد الله شنابلة، مدير معهد البحوث للعلوم والهندسة في جامعة الشارقة، إن المعهد أنشئ سنة 2014؛ للمساهمة في تحويل الجامعة إلى مركز للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار في الدولة ودول المنطقة وعلى المستوى العالمي. وتتمثل مهمة المعهد في توفير ودعم وتبسيط سائر الخدمات البحثية والتدريبية للباحثين والطلبة وكل الأطراف المعنية بالبحث العلمي في جامعة الشارقة، وذلك من خلال دعم البحث المتميّز والمبتكر في مجالات العلوم والهندسة ذات الأولوية التي تتوافق مع احتياجات التنمية المستدامة خدمة لإمارة الشارقة والدولة بشكل عام والمنطقة ككل.
ويضمّ المعهد عدداً من البرامج ومراكز البحوث والمختبرات والمشاغل والمجموعات البحثية ومرافق خدمة البحث العلمي، إضافة إلى برامج الدراسات العليا متعددة التخصصات. كما يقوم المعهد بتنظيم العديد من الأنشطة البحثية؛ بهدف إطلاع المجتمع على آخر ما يتم التوصل إليه من نتائج البحوث، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات العالمية والملتقيات وورش العمل في مجالات البحوث المختلفة، والندوات الأسبوعية للبحث العلمي في الجامعة، والمشاركة في الملتقى السنوي للبحث العلمي في الجامعة. ويتبع المعهد عددٌ من المراكز البحثية وهي: مركز بحوث المواد المتقدمة، مركز تطوير تقنيات الطاقة المتجددة، مركز بحوث البنية الأساسية المستدامة والبيئة المبنية، مركز بحوث المياه والبيئة، مركز بحوث تقنيات المعلومات والاتصال والشبكات، ومركز بحوث أنظمة الطاقة المستدامة، مركز بحوث الأمن السيبراني وتحليل البيانات، ومركز نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، ومركز بحوث الهندسة الطبية والمعلوماتية الحيوية، وهذا المركز الأخير سيكون بالتعاون مع معهد البحوث للطب والعلوم الصحية.
الطب والعلوم الصحية
ويوضح الدكتور طالب الطل، مدير معهد البحوث للطب والعلوم الصحية، والذي أنشئ أيضاً في العام 2014، أن المعهد يؤدي دوراً قيادياً في تعزيز جهود جامعة الشارقة؛ لتصبح الجامعة الرائدة على مستوى الدولة، ومنارة للبحوث الطبية الحيوية والصحية في المنطقة، من خلال دمج عدد من الرؤى والأفكار المرتبطة بالبحوث الأساسية والتطبيقية والبحوث السريرية والتحويلية، وكذلك البحوث المجتمعية؛ حيث يعمل المعهد على تقوية الروابط المهنية القائمة من خلال إنشاء روابط مهنية جديدة مع مجموعة متنوعة من المؤسسات المحلية والوطنية والدولية من ذوي العلاقة المعنيين بدعم البحوث العلمية في مجالي العلوم والصحة العامة، بالإضافة إلى التركيز على النشر العلمي ذي الجودة العالية والاكتشافات المبتكرة. كما يسعى المعهد إلى مشاركة بياناته بشكل مفتوح مع المجتمع الواسع، ويعمل على إقامة مشاريع مهمة؛ لتعزيز شراكاته مع معاهد وصناعات النخبة، بالإضافة إلى العمل على جذب المنح والتمويلات الخارجية من مختلف الجهات.
وتتمثل رؤية المعهد ومهمته التي تظهر جليّاً في خطته الاستراتيجية للسنوات الخمس القادمة في رعاية البحث العلمي، وإعطائه القوة الدّافعة للتميز في جامعة الشارقة، وتعزيز التكامل والتعاون مع كليات العلوم والهندسة والعلوم الصحية والطب والصيدلة وطب الأسنان. ويتبعه مجموعة من مراكز البحث العلمي، وهي: معهد الشارقة للبحوث الطبية، مركز الصحة العامة، ومركز التميز في جامعة الشارقة لمرضى السكري والغدد الصماء والبحوث. بالإضافة إلى ذلك، تتمثل إحدى أهم مهام المعهد في جذب الباحثين الموهوبين وطلبة الدراسات العليا لتزويد المجتمع الإماراتي بقادة في ميادين العلوم، وكذلك لتمكين المجتمع واقتصاده من المعرفة.
«البحوث» للعلوم الإنسانية
ويوضح الدكتور فاكر الغرايبة، القائم بأعمال مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، دور وأهمية المعهد، قائلاً: تم تأسيس المعهد في سبتمبر/أيلول 2014؛ لتنفيذ البحوث ودعمها وتطويرها في جميع مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة. ويسعى المعهد إلى القيام بدور حيوي في إجراء البحوث الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية، وفي مجالات الجريمة والشرطة والقانون والشريعة والفنون الجميلة والتصميم، والتي تعود بالفائدة على المجتمع المحلي والمنطقة ككل؛ كون المعهد تجربة متميزة في الدولة والمنطقة والعالم العربي.
ويضم المعهد عدداً من المجموعات البحثية، ومركزاً واحداً هو مركز أبحاث علم الاجتماع التطبيقي؛ للقيام ببحوث علمية متميزة في المجالات ذات الأولوية والقضايا المتّصلة بالمجتمع الإماراتي والتي تتطلب جهوداً متضافرة ومنسقة بين المؤسسات الحكومية والخاصة والجامعات، من أجل أن يكون لها دور أكثر فاعلية وتأثير في خدمة المجتمع مثل: المساعدة في حل مشاكل المجتمع، ونشر ثقافة الاستقرار والتماسك الأسري والتطوع، وتقليل نسب الطلاق والحد من الجريمة والعنف الأسري والتنمّر، ودراسة مجالات التنمية المستدامة وفرص العمل والتمويل. كما يسعى المعهد إلى زيادة التعاون مع الجامعات المرموقة والمؤسسات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى توسيع نطاق عمل المجموعات والمراكز البحثية؛ لمواكبة التطورات التي تحدث في المجتمع على جميع المستويات.
وأسهمت شراكة معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية مع المؤسسات المختلفة في تطوير برامجها، وصياغة استراتيجياتها المستقبلية في مجالات عديدة، كالأسرة والطفولة والتعليم والمدارس والذكاء العاطفي والاجتماعي والإدارة والأعمال والتمويل الإسلامي والبرامج التلفازية والإلكترونية وصياغة التشريعات والقوانين، مما يعكس دور الجامعة في البحث العلمي وخدمة المجتمع.
اتفاقيات محلية ودولية
عملت جامعة الشارقة في السنوات الست الماضية، من خلال مكتب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا ومعاهد البحوث الثلاثة، على بناء وتوطيد اتفاقيات تعاون وشراكة مع مختلف الجامعات والمؤسسات والجهات المحليّة والدولية؛ من أجل الارتقاء بمستوى البحث العلمي إلى أسمى المراتب، والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة النموّ والتطوّر في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وكذلك على الصعيد الدولي.
شراكات عالمية
عملت جامعة الشارقة على بناء وتوطيد اتفاقيات تعاون وشراكة مع العديد من المؤسسات على المستوى الدولي، والتي منها، معهد بحوث الصحراء، وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالولايات المتحدة الأمريكية، جامعة هاريوت وات (المملكة المتحدة)، جامعة مالقة (إسبانيا)، تكنيكو ليسبوا (البرتغال)، جامعة أولو للعلوم التطبيقية (فنلندا)، جامعة هوكايدو (اليابان)، المعهد الملكي للتكنولوجيا (السويد)، شركة بوهرينجر إنجلهايم للأدوية (ألمانيا)، كلية الطب بجامعة هارفارد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية (النمسا)، المؤسسة السويدية للعلاقات الدولية، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
