عادي

شرطة دبي ترمّم رقمياً وجه جثة متحللة تكشف ملامح الوجه

15:06 مساء
قراءة 3 دقائق
إعادة الترميم الرقمي لجثة متحللة
دبي: «الخليج»
تدعو القيادة العامة لشرطة دبي، أفراد المجتمع للتعرف إلى صاحب صورة عُثر على جثته متحللة في عرض البحر، وذلك بعد ترميم وجهه بتقنية «إعادة ترميم رقمي» ثلاثي الأبعاد، حيث نجحت الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، باستحداث آلية «إعادة ترميم رقمي» لوجه صاحب الصورة.
وأوضح اللواء الدكتور أحمد عيد المنصوري، مدير الإدارة، أن التعرف إلى الشكل المُتوقع لملامح صاحب الجثة كان تحدياً كبيراً، بعد تحللها شبه الكامل، خاصة في الوجه الذي اختفت معالمه. مشيراً إلى أن خبراء الإدارة عملوا على «إعادة ترميم الوجه رقمياً»، بفريق عمل مشترك ومُحترف من إدارتي الطب الشرعي والأدلة الجنائية الإلكترونية، بالتنسيق مع الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي.
وأكد أن الإدارة تحرص على تنفيذ توجيهات الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، فيما يتعلق بالإبداع والابتكار لإنجاز المشاريع في مختلف قطاعات القوة، والعمل على تطبيق العلوم والابتكارات في كل التخصصات، بالكوادر المواطنة المؤهلة والمدربة وفق أعلى المستويات.
صعوبة التعرف والتحدي
وأكد العميد الخبير أول أحمد مطر المهيري، نائب مدير الإدارة، أن الصورة المُرفقة للشخص جاءت بعد جهود كبيرة لخبراء الإدارة، بعد فحص الجثة التي عثر عليها قبل نحو الشهر، وهي في حالة تحلل شديد في المعالم والملامح، لتعرضها للعوامل المناخية وتآكل الجثة بسبب الكائنات الحية البحرية.
وأشار إلى أن التعرف إلى صاحب الجثة كان أمراً صعباً، بسبب غياب بصمة الحمض النووي «DNA» لمقارنتها، وعدم وجود البصمات بسبب تحللها وتلفها، وهو ما استدعى العمل على ابتكار حلول ذكية لمحاولة معرفة الشكل المُتوقع للرجل، استناداً إلى البيانات الحيوية التي جمعها خبراء الطب الشرعي وناقشوها مع فريق عمل إدارة الأدلة الجنائية الإلكترونية لرسم صورة ثلاثية الأبعاد.
وأثنى المهيري على جهود فريق العمل الذي كان دقيقاً وطبّق بحرفية عالية العلوم الجنائية والتخصصية في جمع البيانات والمعلومات الحيوية عن الجثة، وطبق التقنيات الذكية والحديثة في الوصول إلى الشكل المُتوقع، داعياً الجميع للتعرف إلى صاحب الجثة، والإدلاء بأي معلومات عنها بالاتصال بمركز الاتصال على الرقم 901، وإذا كان المتصل من خارج إمارة دبي عليه إضافة 04 قبل رقم الاتصال.
إجراءات الطب وتقرير «الأنثروبولوجيا»
وعن الإجراءات التي اتخذها الطب الشرعي، قال الدكتور يونس البلوشي، استشاري الطب الشرعي، إنهم واجهوا تحديات عدة أولها ضرورة التعرف إلى لون البشرة التي اختفت بسبب وجود الجثة في المياه لمدة طويلة وزوال أصباغ الجسم. مشيراً إلى أن الخبراء استطاعوا عبر الاختبارات المُتخصصة، الحصول على اللون المُتوقع، وهي البشرة الحنطية التي تميّز سكان منطقة آسيا والشرق الأوسط.
ولفت إلى أنهم عملوا في المرحلة الثانية على التحقق من لون الشعر وطوله، واستطاعوا التأكد من ذلك بشعرة وحيدة كانت في الجسم بعد التحلل، وبعد إجراء الفحوص الشرعية المتخصصة عليها، تبين أنه كان كثيف الشعر قبل وفاته وطول شعره 3 سم.
وأضاف أنهم حددوا فيما بعد العمر المُتوقع باستخدام علم قياس مفاصل العظام وعظام الحوض، حيث تبين أن العمر المُتوقع بين 35 إلى 45 عاماً.
وأشار إلى أنه بعد ذلك عمل الخبراء على إجراء فحص للجمجمة للتحقق من نوعها وشكلها وحجمها، وأكدت النتائج أنها لشخصية آسيوية قريبة من منطقة الشرق الأوسط. وقاسوا سماكة الجلد ولون العينين وغيرها من المعلومات الحيوية الضرورية. لافتاً إلى أن كل القياسات والمعلومات وثّقت في تقرير علم تحديد نسل الإنسان «الإنثروبولوجيا»، وإرساله إلى قسم تحليل الأدلة المرئية في الإدارة.
إجراءات الأدلة المرئية
فيما أكد الرائد الدكتور حمد العور، رئيس قسم تحليل الأدلة المرئية، أن القسم فور حصوله على تقرير «الإنثروبولوجيا»، بدأ العمل على إعادة ترميم الوجه رقمياً، بأخذ صورة أشعة سينية «إكس راي»، وإجراء مسح ثلاثي الأبعاد للرأس والجمجمة باستخدام أحدث التقنيات المُعتمدة.
وأضاف أن القسم عمل بالتعاون مع مركز التدريب الافتراضي، على استخدام تقنيات المسح الضوئي، وبرنامج الرسم الخاص الثلاثي الأبعاد، للحصول على ترميم تقني للوجه، وصولاً إلى الصورة التقريبية وبنسبة تطابق متوقعة عالية.
وختم العور لأن أسلوب إعادة ترميم الوجه في العمل الشرطي يستخدم بعد انقضاء كل السبل العلمية والتقليدية في التعرف إلى هوية الشخص. لافتاً إلى أن شرطة دبي تعمل على إعادة ترميم الوجه رقمياً منذ عام 2007، وطورت العمل في هذا المجال إلى الثلاثي الأبعاد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"