عادي

لابورتا «الخبير» في مهمة إعادة تحصين قلعة برشلونة

19:43 مساء
قراءة 3 دقائق
برشلونة - أ ف ب
استعاد الرئيس المنتخب لنادي برشلونة الإسباني جوان لابورتا، منصباً تركه قبل 11 عاماً، عندما قاد المحامي ورجل السياسة إعادة الإعمار الأخيرة في النادي الكتالوني. لا شيء جديداً بالنسبة إلى لابورتا، الشخص الذي اكتسح انتخابات، الأحد، التاريخية في سياق متوتر، بعد استقالة سلفه جوزيب ماريا بارتوميو في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي كان رئيساً لبرشلونة بين عامي 2003 و2010، ومهندس التشكيلة الرائعة في حقبة المدرب السابق جوزيب جوارديولا. وعند وصوله إلى منصب الرئيس في الفترة الأولى، كان النادي غارقاً في أزمة واسعة النطاق تخللها رحيل ثلاثة رؤساء (نونييس، جاسبارت ورينا)، ولجنة إدارية انتقالية بين 2000 و2003. وكان لابورتا بعمر الحادية والأربعين عند استقالة جوان جاسبارت، وتصدر الانتخابات بنسبة 52% متفوّقاً على خمسة مرشحين، قبل أن يُنتخب لولاية ثانية في 2006. واستلم نادياً لم يحرز أي لقب منذ 1999، ووعد بالألقاب منذ البداية. وجذب المدرب الهولندي فرانك ريكارد، أحد ورثة فلسفة الهولندي الطائر يوهان كرويف، لاعب ومدرب النادي السابق، كما ضمّ صانع الألعاب البرازيلي الموهوب رونالدينيو، ثم لاعب الوسط البرتغالي ديكو، والهداف الكاميروني صامويل إيتو.
خزينة متخمة بالألقاب
أحرز برشلونة لقب الدوري الإسباني في 2005، في بداية حقبة رائعة وصلت إلى قمتها مع تعملق جوارديولا في مقعد المدرب، ونشوء أسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي في أرض الملعب، إلى جانب لاعبي الوسط الخارقين أندريس إينييستا، وتشافي هرنانديز، وصخرة الدفاع كارليس بويول «قلب الأسد»، وزميله جيرارد بيكيه أيضاً. وقال لابورتا بعد انتخابه الأخير: «ليو يحبّ برشلونة، ويعرف أننا عائلة كبيرة. آمل أن يساعدنا ذلك على إقناعه بالبقاء»، علماً بأن «البعوضة» واجه إدارة بارتوميو السابقة التي منعته الموسم الماضي من الرحيل، فارضة بنداً جزائياً خيالياً لمنحه حق الانتقال. وعن المدرب الحالي الهولندي رونالد كومان، القادم في ولاية بارتوميو الموقوف، الاثنين الماضي، لشبهات فساد، قبل أن يطلق سراحه، قال لابورتا الذي أشارت تقارير إلى أنه يريد جلب ميكل أرتيتا مدرب أرسنال الإنجليزي، إن كومان مدافع الفريق السابق، والذي ينتهي عقده في 2022 «يستحق الاحترام». وفي سبع سنوات على رأس نادي برشلونة، جمع لابورتا 12 لقباً، بينها اثنان في دوري أبطال أوروبا (2006 و2009)، وأربعة في الليجا (2005 و2006 و2009 و2010)، كما امتلأت صناديق النادي لترتفع ميزانيته من 170 إلى 455,5 مليون يورو، وفي إدارته السابقة، نجحت فرق كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد والهوكي على عجلات، في إحراز بطولاتها القارية. وقال جوردي كرويف، نجل يوهان ولاعب برشلونة السابق، أخيراً «والدي كان سيصوّت للابورتا، هذا الأمر واضح بالنسبة إلي». وتفوّق لابورتا في انتخابات الأحد بنسبة 54,28% (30,184 صوتاً)، أمام فيكتور فونت الحاصل على 29,99% (16,679 صوتاً)، وتوني فريشا مع 8,58% (4,769 صوتاً). وسيكون الملف الرياضي بالغ الصعوبة أمام لابورتا، إذ لم يحقق برشلونة أي لقب منذ إبريل/ نيسان 2019، ويواجه الخروج من الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد سقوطه على أرضه أمام باريس سان جرمان الفرنسي 1-4، قبل مباراة الإياب الأسبوع المقبل، على ملعب بارك دي برانس في العاصمة الفرنسية.
كتالوني الهوى
فضلاً عن الجانب الرياضي، يروّج لابورتا، الداعم للاستقلال، قضية كتالونيا، وبعد رحيله عن النادي أنشأ حزباً استقلالياً صغيراً «ديموكراسيا كاتالانا»، مثّله في مجلس النواب الإقليمي الكتالوني (2010-2012)، وكان مستشاراً في بلدية برشلونة (2011-2015). وترشّح مرة جديدة لانتخابات برشلونة في 2015، لكنه تلقى مفاجأة من بارتوميو الذي عاد واستقال بعد خمس سنوات، مُسلِّماً خلفه ديوناً بأكثر من مليار يورو، بحسب النادي، وأفولاً رياضياً إلى حد ما، إضافة إلى شرخ رهيب بين نجوم الفريق، خصوصاً ميسي، وبيكيه، والإدارة المتهالكة المتهمة بتهشيم صورة نجومها في وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الفترة الأولى التي قضاها لابورتا في رئاسة النادي، شابتها شبهات نقل أموال مع ابنة رئيس أوزبكستان إسلام كاريموف، وقضية اشتباه في التجسّس على أفراد في إدارة النادي. وُلد لابورتا في برشلونة، وحصل على إجازة في القانون من جامعة برشلونة، وشهادة الماسترز في قوانين الشركات والخبرة الضريبية. وبعمر الثامنة والخمسين، يعود الرجل المطلّق، والأب لثلاثة أولاد، بمهمة أولى واضحة، وهي إقناع ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، بالبقاء داخل أسوار ملعب كامب نو.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"