الوجه الحضاري

01:35 صباحا
قراءة دقيقتين

تحية للمرأة الكادحة المخلصة، فهي صمام أمان المجتمع، تحية لكل امرأة خلقت لنفسها جوّاً من الحماس والإيجابية، امرأة لا تدعي الكمال، لكنَّ لديها نفساً راضية بما قسم الله لها على الأرض، امرأة تعيش كل يوم أحلى لحظات عمرها وكأنها لم تخلق إلا للرضا والسعادة، وتحوّل مشقتها لتحدٍّ تنافس فيه نفسها كل يوم؛ لتنعم بما قطعت به من أشواط من النجاح.
في الألفية الثالثة، تسعى المرأة لأن تكون الوجه الحضاري دائماً لأسرتها، ولمجتمعها، والإماراتية على وجه الخصوص لها ميزة خاصة بها، فهي لا تسعى دائماً إلا لأن تتميز في عملها بمؤهلات ومهارات تتسلح بها وتخلص لعملها ببساطتها وعفويتها، وقليل من شق الصف عن تلك الصفات التي تميزت بها عن غيرها، طيبة المعشر، لينة لا يهدأ بالها إلا حين تنهي جميع مسؤولياتها بأمانة.
ومثال على المرأة الإماراتية، تلك المرأة التي أعطاها الله تعالى من الجمال والحسن وفتح لها من أبواب علمه، بعد تخرجها، لم تتح لها فرص وظيفية لمرض أصيبت به، فهي لا تتحمل أن تخرج للعمل في النهار، عكفت من منزلها، أن ترفد صبيحة كل يوم قائمة تواصلها على هاتفها بأحاديث نبوية شريفة مع شرحها من الكتب والمراجع الصحيحة، فحوّلت محنتها إلى مكسب للأجر، تداوم يومياً طوال الليل، وتسهر لأن ترفد المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بنصوص دينية تفيد المجتمع في مسالك الحياة.
وأمثالها كثر، ومنهن موظفات متخصصات بمجالات علمية قل من يتخصص بها، بعد أعمالهن يخصصن أوقاتهن للاستشارات بمجالهن بشكل تطوعي بحت، فتحية تقدير لكل من تسعى أن تحوّل محنتها إلى منحة تفيد من حولها، وتفيد مجتمعها بشكل عام.
وهنا لا نخص فئة معينة أو ذات عمر معين، بل جميعهن حتى أولئك الأمهات الكبيرات في السن، من بقين على عاداتهن بنشر الخير، وهن القدوة اللواتي يمشي من ورائهن الأجيال، حتى اللواتي لم يحصلن على فرص وظيفية وهن كثر، إلا أنهن خصصن أوقاتهن لدعم المجتمع ورفده بالمفيد، مَن تخصّص مشروعاً تطوعياً، مَن تزرع فيمن حولها المثابرة والتقدم، لكل من ينوي أن يحقق أهدافه، وحتى تلك التي تحاول أن تقدم محتوىً علمياً يفيد المجتمع، رغم انشغالها بعملها ومشاريعها، إلا أن الخير دائماً ما يكون «الهدف» الأسمى لهن، وهن الوجه الحضاري لمجتمعنا، فتحية تقدير وامتنان لكل من تحمل مثل تلك الروح الطيبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"