عادي

تكريم «الأبطال المجهولين» في مواجهة «كورونا»

19:54 مساء
قراءة 5 دقائق
1

دبي: إيمان عبدالله آل علي
ترشح عشرات الموظفين بالمنشآت الصحية في الدولة، لمبادرة «الأبطال المجهولين»، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الفئات المساندة لخط الدفاع الأول في مواجهة وباء كورونا المستجد «كوفيد- 19» بالإمارات ودول الخليج.
سائقو سيارات إسعاف وحراس أمن وموظفو استقبال ومندوبو تأمين صحي وعمال نظافة في المستشفيات من مختلف الجنسيات، بذلوا جهوداً استثنائية، وعرّضوا حياتهم للخطر، للتصدي للجائحة وإنقاذ المصابين بالفيروس، ترشّحوا للتكريم في المبادرة، التي أطلقها القطاع الخاص برعاية جمعية الإمارات للصحة العامة، والجمعية السعودية لإدارة المعلومات الصحية.

1

قصص بطولية لموظفين، ساندوا الكوادر الطبية والتمريضية في المستشفيات، خلال رحلة علاجهم لمصابين بالفيروس، وواصلوا الليل بالنهار في عملهم، حتى تستمر المنشآت الطبية في تأدية مهمتها الإنسانية في استقبال المرضى وعلاجهم، وإنقاذ حياتهم.
ويقول الدكتور أيهم رفعت، مؤسس المبادرة، إن المبادرة التطوعية هدفها تسليط الضوء على الفئات التي كان لها دور جوهري في التصدي للوباء بالمستشفيات والإسعاف والتعقيم والتأمين الصحي، خصوصاً في مراحل الإغلاق وأثناء فترات التعقيم الوطني، مشيراً إلى أن المبادرة تهدف إلى توجيه الشكر لهم باعتبارهم (أبطالاً مجهولين) في مواجهة الوباء.

1

ويضيف: «هؤلاء نزلوا لمقار العمل واختلطوا بالمصابين بالفيروس وعملوا في صمت على الرغم من أن الخطر يحيط بهم من كل جانب، في وقت كان الجميع يلتزم المنازل للوقاية من العدوى، ليخاطروا بسلامتهم وصحتهم من أجل حماية المجتمع بمختلف فئاته».
ويكمل الدكتور أيهم: «لاقت المبادرة تفاعلاً كبيراً من المؤسسات التي رشحت موظفين أدوا أدواراً بطولية خلال الموجة الأولى من الجائحة، وتلقينا رسائل من موظفين رشحوا زملاءهم دون علمهم، تقديراً لجهودهم الاستثنائية التي قدموها فوق مهامهم الوظيفية».
ويوضح أن جميع المرشحين يستحقون التكريم على جهودهم في خدمة الإنسانية؛ حيث سيتم منحهم شهادات تقدير تعبيراً عن شكرنا لهم.

1

الفئات المساندة
من جانبها، أكدت جمعية الإمارات للصحة العامة، راعي المبادرة، أن المبادرة تكتسب أهمية كبيرة كونها تبرز الدور الكبير للفئات المساندة للقطاعات الصحية الحكومية والخاصة وقطاعات الإسعاف.
وقال الدكتور سيف درويش المتحدث باسم الجمعية: «قدم موظفو المستشفيات وعمال التنظيف والحراسة وسائقو الإسعاف دعماً كبيراً للأطباء والكوادر التمريضية، ما ساعد الفرق الطبية على أن تؤدي واجبها الإنساني في التعامل مع المرضى وعلاجهم والحد من المضاعفات الصحية».
وتابع: «المرشحون لمبادرة الأبطال المجهولين تعرضوا لمخاطر عدة خلال ذروة الوباء العام الماضي، وخاطروا بحياتهم حتى يؤدوا عملهم سواء في تعقيم غرف المستشفيات، أو استقبال المرضى على أبواب أقسام الطوارئ أو تسجيلهم في أقسام الاستقبال أو تسجيلهم في أقسام التأمين الصحي بالمستشفيات، وكان لهذه الأدوار الفضل في تسريع تقديم العلاج للمرضى وعزل المصابين والحد من تفشي الوباء».
وأكمل: «هؤلاء أبطال يستحقون التقدير والتكريم، وتأتي مبادرة (الأبطال المجهولين) لتعبر عن امتنان المجتمع لهم».
قصص بطولية
ومن بين المرشحين للتكريم في المبادرة، عاملة النظافة كايل فرنانديز، التي كانت مسؤولة عن تعقيم عدد كبير من غرف المرضى.
وعن تجربتها تقول: «العمل حول المرضى المصابين بـ«كوفيد- 19» أمر خطر لاحتمالية العدوى بالفيروس بصورة كبيرة، خصوصاً وأننا جميعاً كنا نجهل الكثير من المعلومات عن الوباء، لكن كنا نواصل العمل ليلاً ونهاراً حتى يتم تنظيف الغرف وتطهيرها بكافة المعقمات لضمان سلامة الطواقم الطبية والتمريضية التي كانت تتردد على الغرف لمتابعة الحالات المصابة».
وتضيف: «مع مرور الأيام، شعرت بثقة أكبر، خصوصاً مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والملابس والمعدات الواقية، وكنت أتوجه لعملي دون النظر لأية مخاطر، لإدراكي أني أؤدي عملاً إنسانياً قبل أن يكون واجباً وظيفياً، وكانت نظرات التقدير من المحيطين بي حافزاً لأن أنهي مهامي على أكمل وجه لإدراكي بأن ما أقدمه يحمي الكثيرين من خطر الوباء القاسي».
ومن المرشحين أيضاً إيشيتا راثي، مهنية الموارد البشرية في منشأة صحية في دبي، والتي تحدثت عن فترة عملها خلال الأشهر الأولى للجائحة بالقول: «أثناء فترات تقييد الحركة بالمدينة كان التحرك من المنزل إلى المستشفى أمراً صعباً، لكن هذا لم يمنعني يوماً من التوجه لعملي، لإيماني بأهمية واجبي الوظيفي في دعم المستشفى بالكوادر الطبية والتمريضية وتيسير احتياجاتهم لتقديم أفضل رعاية طبية للمرضى».
وتكمل: «بعد عودتي للمنزل بعد ساعات العمل الطويلة والتحرك في الشوارع الخالية من المارة، كنت أدخل من الباب فتراني ابنتي وتركض نحوي طالبة احتضانها، لأنها افتقدتني طوال اليوم، لكن لم أكن قادرة على القيام بذلك مثلما كنت أفعل سابقاً، خشية أن أتسبب بنقل الفيروس الخطر إليها».
ومن الوجوه التي ترشحت للمبادرة إيفاث ريما، وهي أخصائية مختبرات طبية، في مستشفى خاص بأبوظبي.
وإيفاث أم لطفلين، وعملت خلال ذروة الوباء العام الماضي في جمع عينات المسحات الطبية، للكشف عن الإصابات بالفيروس المستجد لوقت يصل إلى 10 ساعات يومياً.
وكل يوم منذ بدء الوباء تعود إيفاث إلى المنزل يتملكها الخوف من أنها قد تكون حاملة للفيروس، وتتسبب بنقله لأسرتها.
وتقول: «بمجرد عودتي إلى المنزل، أبدل ملابسي فوراً ولا أرى أطفالي إلا بعد التخلص من كل الملابس وكل ما معي من أدوات، وكثيراً ما كنت ابتعد عن طفلاي كلياً، ولا أتواصل معهم بشكل مباشر خشية نقل الفيروس لهم».
وتروي أنها «تواصلت مع مريض بالفيروس، فابتعدت عن أسرتي لمدة يوم كامل حتى أجريت الفحص اللازم، وتأكدت من عدم إصابتي بالعدوى».
وتكمل: «كل يوم يمر كنت أشك فيه بأني مصابة بالفيروس، وكنت أدعو الله أن ينجيني ويحفظني حتى لا أكون سبباً في نقله لأسرتي ومن أتعامل معهم في يومي».
أما المرشحة أسماء إسماعيل، فهي تنفيذي خدمة العملاء بمستشفى خاص في دبي، وكانت أول شخص في المستشفى يصاب بالفيروس.
وعن فترة عملها خلال الجائحة تقول: «بحكم عملي أستقبل القادمين للمستشفى وأسجل بياناتهم، وبعضهم مصابون بالفيروس، أو تظهر عليهم أعراض شبيهة بأعراض (كورونا)، وهي وظيفة تحمل الكثير من المخاطر خصوصاً في الأسابيع الأولى من الجائحة، حين كانت المعلومات عن الفيروس ضئيلة والتعامل معه مجازفة كبيرة».
وتكمل: «أصبت بالفيروس وقضيت أياماً في العزل، ثم تعافيت تماماً منه، وتطوعت للعمل في التعامل مع المرضى في نفس المكان الذي كنت أتلقى العلاج فيه».
وترشح للتكريم في المبادرة أيضاً شهيب فيلانا، وهو مسؤول إنشاء وصيانة أجنحة عزل لمصابي كورونا في مستشفى خاص في دبي.
وتطلب طبيعة عمل فيلانا أن ينفذ عدداً كبيراً من أجنحة العزل، ويوفر كافة الأجهزة ومعدات الهواء داخلها، مع تجنب الإصابة بالعدوى، التي كانت تحيطه في كل خطوة.
ويقول: «خلال ذروة الجائحة تمكنت مع فريقي من إقامة 29 جناح عزل في 5 أيام، وهو أمر وصف بأنه كان مستحيلاً في الأوقات العادية، لكن شعورنا بالمسؤولية وخطورة الوضع الصحي، واصلنا الليل بالنهار لننجز المهمة بصورة كاملة، حتى يجد كل مريض سريراً له في العزل، ويخضع للرعاية الطبية التي تنقذ حياته».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"