عادي

جميلة القاسمي في محاضرة حول التربية الخاصة: إنجازات «الخدمات الإنسانية» رصيد وطني

18:35 مساء
قراءة 4 دقائق
1

أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، المديرة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن تاريخها المستمر منذ 42 عاماً هو تاريخ التربية الخاصة في الإمارات، وأن الإنجازات التي حققتها بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ليست لها وحدها؛ بل هي إرث ورصيد وطنيان للجميع.
جاء ذلك في المحاضرة الافتراضية التي ألقتها المديرة العامة للمدينة، الأربعاء الماضي، بعنوان «التربية الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة»، بدعوة من كلية التربية في الجامعة الأمريكية في الإمارات، وحضرها د. مثنى عبد الرزاق، الرئيس والمدير التنفيذي للجامعة، ود. محمد الزيودي، عميد كلية التربية، ومنى عبد الكريم اليافعي، مديرة المدينة، وعدد كبير من الاختصاصيين والمعلمين وطلبة التربية الخاصة في الدولة وخارجها.
وخلال عرض موجز عن المدينة التي تتشرف بالرئاسة الفخرية لصاحب السمو حاكم الشارقة منذ تأسيسها، أوضحت الشيخة جميلة القاسمي أن ريادة المدينة في العمل مع ذوي الإعاقة تتمحور حول احتوائهم ومناصرتهم وتمكينهم وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأشارت إلى أن المدينة أول مؤسسة إماراتية متخصصة في خدمة ذوي الإعاقة منذ افتتاحها في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1979.
وقالت الشيخة جميلة القاسمي: «في العام الماضي فقط، استفاد من خدمات المدينة 1923 شخصاً ذا إعاقة من مختلف الجنسيات، يقوم على خدمتهم 628 موظفاً، 64 منهم من ذوي الإعاقة، فالمدينة تمثل القدوة والنموذج في توظيفهم ومساندتهم في تحقيق استقلاليتهم الاقتصادية، أسوة بالاجتماعية، وتحث المجتمع على الاضطلاع بمسؤولياته تجاههم في المجالات كافة».
وأوضحت أن المدينة منذ تأسيسها شهدت توسعاً في أقسامها ومراكزها، تجاوباً مع احتياجات المجتمع، وأن لها ثلاثة فروع في خورفكان والذيد وكلباء، وخلال العام المنصرم حصلت على اعتماد مؤسستي «كارف» و«بيرسون» العالميتين.
ولفتت إلى أن المدينة هي أول من تبنى رياضة ذوي الإعاقة من خلال تأسيس واحتضان نادي الثقة للمعاقين عام 1987، وأول من أصدر مجلة شهرية متخصصة في العام نفسه، وهي «المنال» التي غدت منذ عام 2012 إلكترونية، إضافة إلى العديد من الإنجازات الرائدة التي كانت سباقة إليها، بهدف تعليم ذوي الإعاقة ودمجهم وتحسين جودة حياتهم.

المناصرة والدمج

وخلال المحاضرة تطرقت الشيخة جميلة القاسمي إلى مجموعة من النقاط الرئيسية، منها مبدأ المناصرة الذاتية وأهمية تدريب ذوي الإعاقة على المطالبة بحقوقهم، وتحدثت عن أهمية الاحتواء (الدمج)، مؤكدة أنه بمثابة عودة الحق لأصحابه؛ لأن مكانهم الطبيعي ضمن المجتمع، وكيف أن التعليم من أهم أدوات تمكينهم المنشود.
وتساءلت المديرة العامة للمدينة وهي تشير إلى القوانين الدولية التي تدعو إلى الدمج التربوي: هل نحن مستعدون للدمج الصحيح؟، موضحة أن التربية الخاصة الحديثة تشمل مختلف الأعمار لذوي الإعاقة مع وجود خطة فردية خاصة بكل شخص، لكن المدارس عموماً، غير مهيأة لاستقبالهم، والمعلمون لا يمتلكون أدوات التدريب المطلوبة للتعامل بالشكل الأمثل معهم.
وتساءلت أيضاً: هل العمل في التربية الخاصة وظيفة أم مسؤولية؟ وقالت: كما هو معلوم، تنتهي مسؤولية الموظف العادي مع انتهاء دوامه، أما العامل في مجال التربية الخاصة فمرتبط بتعليم الطالب ودعم أسرته وتوعية المجتمع، ويواجه مخاطر وتحديات المهنة كالقلق والاستنزاف وقلة الحيلة وضعف التحفيز، وتحدي العمل عن بعد بسبب جائحة «كوفيد ـ 19»، ولم يأت ذكر هذه التحديات بهدف التنفير من العمل في هذا المجال؛ بل الإعداد الجيد له.
وأضافت: «مما لا شك فيه أن وجود التشريعات والقوانين يسهم في تحقيق نتائج أفضل وضمان حصول ذوي الإعاقة على حقوقهم، إضافة إلى حماية العاملين معهم، وعلى الرغم من ذلك ما تزال الثغرات وضعف التطبيق موجودة».
وتحدثت الشيخة جميلة القاسمي خلال المحاضرة عن ميثاق العمل الأخلاقي في التربية الخاصة، ليكون بمثابة عقد لحماية القيم القائمة على الاحترام وإيصال المعلومات ومشاركتها، والحرص على عدم الإساءة، كما تحدثت عن متابعة التطورات في هذا المجال؛ لأنه ميدان متغير يتطلب متابعة دائمة لأحدث ما تم التوصل إليه عالمياً.
وركزت الشيخة جميلة القاسمي على قضية التكنولوجيا وكيفية استثمارها في التعليم والمساندة والاستعداد لمواجهة الصدمات والتعامل معها، بما يصب في مصلحة العملية التعليمية. وأكدت أهمية التمويل بالنسبة للتعليم وكيف يؤثر الفقر سلباً في تعليم ذوي الإعاقة؛ نظراً للتكاليف التي يتطلبها، في حين تكون أسر كثيرة غير قادرة عليها.
وناقشت المديرة العامة للمدينة صعوبات التعلم، مشيرة إلى مركز الشارقة لصعوبات التعلم الذي تأسس عام 2016 ويعمل تحت إشراف المدينة سعياً لتقديم أفضل الخدمات لمنتسبيه، لافتة إلى أنه على الرغم من ذلك، لا تزال التحديات التي تواجهها هذه القضية كثيرة، سواء في المدارس أو الجامعات أو ضمن الأسرة نفسها.
وأشارت إلى ضرورة إشراك الأسر منذ البداية في العملية التعليمية، نظراً للدور الكبير الذي تلعبه الأسرة، بالتعاون مع المركز أو المؤسسة.
وتحدثت الشيخة جميلة القاسمي عن موضوع الترويح وأهميته في نمو الأفراد وتعلمهم، خاصة ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن طرح هذه القضايا ومناقشتها لا يهدفان إلى التقليل من شأن الإنجازات الكبيرة التي شهدتها الإمارات في مجال التربية الخاصة، وإنما يمثل محاولة للبناء المستمر فوقها، وصولاً إلى واقع أفضل للجميع.

توصيات

وتقدمت المديرة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بمجموعة من التوصيات جاء «الميثاق الأخلاقي» في مقدمتها؛ نظراً لأهميته في مجال التربية الخاصة، ووضع استراتيجيات حماية ذوي الإعاقة والإبلاغ عن الأذى، والعمل على تدريب جميع طلاب التربية على مبادئ التربية الخاصة، مع تزويد العاملين بكل الأدوات التي تحميهم وتساعدهم، والاهتمام بصحتهم النفسية والعقلية والتزام الجامعات باستضافة تخصصات كالتقنيات المساندة والعلاج بالفنون، وتأسيس مركز موارد لدعم الطلبة ذوي الإعاقة في الجامعات، وجعل مهنة العمل في التربية الخاصة جاذبة من خلال الدعم المناسب والرعاية.

منح دراسية

وقدم د. مثنى عبد الرزاق مداخلة عبر فيها عن فخر الجامعة واعتزازها بالتعاون مع مؤسسة عريقة ورائدة كمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، مبدياً الاستعداد لاستقبال طلبتها المؤهلين لاستكمال دراستهم الجامعية، وتقديم منح لهم.
كما دعا الشيخة جميلة القاسمي إلى الانضمام إلى مجلس أمناء الجامعة، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين، والعمل على تنظيم ملتقى حول التربية الخاصة في أقرب فرصة.
وشكرت المديرة العامة للمدينة، الدعوة، مؤكدة أن التعاون بين الجانبين سيشهد مزيداً من التقدم والزيارات المتبادلة، بهدف مساندة استقلالية ذوي الإعاقة وتعزيز تعليمهم وتدريبهم ودمجهم في المجتمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"