عادي

نقص المعادن يؤدي إلى مشاكل صحية عدة

21:32 مساء
قراءة 6 دقائق

يحتاج جسم الإنسان إلى الكثير من المعادن، وذلك بكميات مختلفة حتى يعمل بصورة صحيحة، ويظل في صحة جيدة، وتعد المعادن عناصر غذائية رئيسية.
تعد الاحتياجات اليومية الموصى بها من المعادن بمثابة معيار دولي، وتشمل هذه المعادن الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والنحاس.
يصاب البعض بنقص المعادن عندما لا يحصل الجسم على ما يحتاج إليه منها، وفي بعض الأحيان نتيجة صعوبة امتصاص الكمية المطلوبة من المعدن.
تحدث هذه الحالة في العادة بشكل تدريجي وبطء مع مرور الوقت، ومن الممكن أن تتسبب بهشاشة العظام والضعف العام وضعف نظام المناعة.
تتعدد أعراض نقص المعادن حسب كل عنصر، وبعضها يكون شديداً ويحتاج إلى الرعاية، وفي حالة النقص الشديد في أحد المعادن الأساسية يمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة.
تتوفر المعادن في الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة واللحوم بأنواعها والحليب ومنتجات الألبان والأعشاب الطبيعية.
نتناول في هذا الموضوع فوائد المعادن بالتفاصيل ووظائفها في الجسم، وكذلك الأعراض التي تظهر مع قلة أي نوع من هذه المعادن، ونقدم طرق الوقاية الممكنة، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.
الكالسيوم والحديد
تتضمن قائمة المعادن التي يحتاج إليها الجسم الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك والنحاس، ولكل معدن دور ووظيفة معينة داخل الجسم.
يكون الجسم في حاجة إلى معدن الكالسيوم من أجل تقوية العظام والأسنان، كما يستخدم لتحسين سير الأوعية الدموية والعضلات والهرمونات والأعصاب.
تتمركز أكثر من نصف كمية الحديد المتواجد في الجسم داخل خلايا الدم الحمراء، وهو جزء مهم من الهيموجلوبين، وهو بروتين يحمل الأكسجين للجسم، كما أن هذا الأكسجين يجعل البروتينات والإنزيمات في صحة جيدة.
يحتاج الجسم للمغنسيوم حتى يؤدي العديد من التفاعلات الكيميائية، لأنه يساعد على التحكم في مستوى السكر الموجود بالدم وكذلك الضغط.
يتحكم كذلك في العضلات والوظيفة العصبية ووظيفة الدماغ واستقلاب الطاقة وإنتاج البروتين، ويوجد نحو 2% من هذا المعدن في العظام، و2% أخرى في خلايا الأنسجة والأنسجة الرخوة.
البوتاسيوم والزنك
يعد البوتاسيوم مهما للغاية لتقلص العضلات وصحة وظيفة القلب، وأيضاً نقل الإشارات العصبية، ويعرف هذا المعدن بالمنحل بالكهرباء، ويساعد أيضاً على تحويل العديد من الكربوهيدرات إلى طاقة يحتاج إليها الجسم.
يساعد الزنك في العديد من جوانب عملية التمثيل الغذائي في الجسم، والتي تشمل إنتاج البروتين وتحسين وظيفة الجهاز المناعي، وسرعة التئام الجروح وإنتاج الحض النووي.
يعتبر النحاس عنصراً أساسياً لصنع خلايا الدم الحمراء وامتصاص الحديد وإنتاج الإنزيمات المضادة للأكسدة، واستقلاب الجلوكوز وتطوير النسيج الضام وتقوية نظام المناعة، ويلعب دوراً في إنتاج الميلانين، وهو مادة تصبغ الشعر.
الفاكهة والخضراوات
يعد أبرز أسباب الإصابة بنقص المعادن هو افتقاد النظام الغذائي لمن يعاني هذه الحالة للمعادن، فمثلاً هؤلاء الذين يعتمدون في غذائهم على الوجبات الخفيفة، أو لا يتناولون الفاكهة والخضراوات عرضة بشكل كبير للإصابة بهذه الحالة.
يمكن أن يؤدي اتباع نظام منخفض السعرات الحرارية أيضاً إلى حدوث هذا النقص، ويكون عرضة لهذه الحالة أيضاً من يلتزمون بنظام غذائي صارم أو يعانون نقص الشهية.
يعاني في بعض الأحيان كبار السن نقص السعرات الحرارية أو المواد الغذائية بسبب قلة شهيتهم للطعام، وهو ما يتسبب بإصابتهم بنقص المعادن.
الحساسية الغذائية
يصاب بهذه الحالة النباتيون، ومن يعانون الحساسية الغذائية، أو عدم تحمل اللاكتوز، وكذلك من يعانون أمراض الجهاز الهضمي، كأمراض الكبد والمرارة والبنكرياس، وأيضاً أمراض الكلى.
تتسبب عملية الهضم أو امتصاص المغذيات في المعاناة من نقص المعادن، وربما كان وراء هذا النقص تناول بعض الأدوية ومنها المسهلات والملينات ومدرات البول، أو المضادات الحيوية أو مضادات الحموضة.
يكون سبب نقــــــص المعادن ببعض الحالات بسبب الحاجة اليومية لبعض هذه المعادن في فترة معينة، ومــــــــن ذلك خلال الحمل لدى المرأة، أو بسبب الحيض الشديد، أو عند انقطاع الطمث، كما أن من أسباب نقص المــــعادن أيضاً إدمان المشـــــروبات الكحولية.
نقص الكالسيوم
تختلف أعراض الإصابة بنقص المعادن بحسب نوع المعدن، كما تختلف شدته من شخص لآخر، ومن الممكن أن يعاني المصاب أكثر من عرض.
تعد الأعراض المشتركة لهذه الحالة الإمساك أو الإسهال والشعور بآلام في البطن وفقدان الشهية، والغثيان أو القيء.
تشمل كذلك ضعف الجهاز المناعي وضعف التركيز، وبالنسبة للأطفال يصابون ببطء النمو العقلي أو الاجتماعي، كما يمكن أن يعاني المصاب من عدم انتظام ضربات القلب وتشنجات بالعضلات، والضعف أو التعب المستمر.
يتسبب نقص الكالسيوم لمدة طويلة في انخفاض كتلة العظام، وبالتالي إصابته بالهشاشة، وبالذات في الحالات التي تهمل معالجة هذا النقص.
يمكن أن يتسبب هذا النقص بترقق العظام، ويترتب على ذلك زيادة خطر الإصابة بكسور العظام، وعلى الأخص في كبار السن.
نقص الحديد
يتطور نقص الحديد ببطء، وربما تسبب بالإصابة بفقر الدم، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نقص الحديد يسبب نحو نصف حالات فقر الدم عالمياً.
يشعر المصاب بنقص الحديد بالضعف والتعب، ومن الممكن أن يمتد تأثير هذه الحالة على الأطفال بالنسبة لعلاقاتهم الاجتماعية والمعرفية.
يعد العرض البارز لنقص الماغنيسوم تشنج عضلات الساق، ومن العلامات المبكرة على هذه الحالة التعب والضعف وفقدان الشهية، والغثيان والقيء.
يمكن أن تتطور أعراض نقص الماغنسيوم في الحالات التي لا تتلقى علاجاً في إصابة الأطراف بالخدر والتشنج وعدم انتظام ضربات القلب.
نقص البوتاسيوم
يعاني المصاب بنقص البوتاسيوم الضعف العام وتشنجات العضلات وألم البطن، والذي يكون سببه الالتهاب المعوي.
يتسبب النقص الحاد من هذا المعدن أحياناً في الإصابة بشلل عضلي، كما يمكن أن تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، الذي من الممكن أن يسبب وفاة المصاب.
يسبب نقص الزنك فقدان الشهية والتذوق والنمو البطيء، كما تشمل الأعراض نقص الوظيفة المناعية، وفي الحالات التي تعاني نقصاً حاداً يمكن أن تؤدي إلى الإسهال وتساقط الشعر وبطء عملية الشفاء.
يعاني المصاب بنقص النحاس من فقر الدم، واضطرابات الجلد، والتهابات الجهاز التنفسي المتكررة، وبالنسبة للأطفال يتأخر نموهم.
تشمل أعراض هذا النقص كذلك اضطرابات النوم، ومشاكل التركيز والذاكرة وآلام في المفاصل، وتتكرر الإصابة بالالتهاب الناتج عن انخفاض خلايا الدم البيضاء.
النوع والشدة
يكون علاج نقص المعادن في الجسم بحسب نوع النقص وشدته، وتكون الأمراض الأساسية كذلك عاملاً في تحديد نوع العلاج، ويمكن أن يصف الطبيب عدة اختبارات الهدف منها تحديد مدى الإصابة قبل تحديد شكل العلاج.
يمكن أن يساعد إحداث المريض لتغييرات في نظامه الغذائي، فمثلاً من يعانون فقر الدم بسبب نقص الحديد يجب عليهم استهلاك المزيد من اللحوم سواء بيضاء أو حمراء، وكذلك الحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد ومنها الفاصولياء.
يحتاج الكثيرون من يصابون بهذه الحالة إضافة إلى تغيير النظام الغذائي إلى تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، وفي بعض الأحيان، فإنه لابد من تناول مكمل الفيتامين مع نظيره من المعادن، كأن يصف الطبيب مكملات فيتامين «د» مع مكملات الكالسيوم.
يعاني البعض من نقص حاد في المعادن، وهو الأمر الذي يتطلب بقاؤه في المستشفى لحقنه بالمعادن وريدياً، ويجب الانتباه إلى أن هذا العلاج ربما سبب بعض المضاعفات.
تشمل هذه المضاعفات الحمى والقشعريرة والتورم في اليدين أو القدمين، أو تغيرات في معدل ضربات القلب، ولذلك يمكث في المستشفى ليكون تحت المراقبة والملاحظة حتى يتعافى تماماً من أي خطر.

مصادر طبيعية
تشير الدراسات الحديثة، إلى أن المعادن التي يحتاج إليها الجسم تتوفر في العديد من المصادر الطبيعية، فمثلاً الكالسيوم يوجد في منتجات الألبان مثل الزبادي والجبن، وكذلك في الأسماك والفاصولياء والكرنب والبروكلي.
تعد أفضل مصادر الحديد الطبيعية اللحم الأحمر والدواجن والأسماك، ويوجد كذلك في البقول والبنجر والفاصولياء، ويوجد الماغنسيوم في الجوز والمكسرات والحبوب الكاملة، وفي الخضراوات الخضراء مثل السبانخ والسلق.
يتوفر البوتاسيوم في العديد من الفواكه، منها الموز والأفوكادو والبرتقال والبرقوق، كما يوجد في الخضراوات والبنجر والبطاطس.
تعتبر أفضل مصادر طبيعية للزنك المنتجات الحيوانية كاللحوم الحمراء والدواجن، كما يوجد في الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والجوز والفاصولياء، في حين يتوفر النحاس البقوليات والحبوب الكاملة وبلح البحر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"