تذكير بـ«نصف المجتمع»

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

علي قباجه

أحيا العالم يوم المرأة الذي يصادف 8 مارس/آذار من كل عام، بفعاليات مختلفة، لكن هذه الاحتفالات ألقت الضوء على الكثير من الآلام التي تتعرض لها المرأة في أصقاع العالم. 

 ورغم ظهور العديد من المواثيق العالمية التي تطالب بتحقيق العدالة لها على الصعد كافة، فإنها ما زالت تتعرض للتهميش في بعض الدول، إذ تقضي قوانين تلك البلدان، المستقاة غالباً من عاداتها وتقاليدها، ازدراء الأنثى، وتمنعها من تحصيل حقوقها الدنيا، فضلاً عن مشاركتها في الشأن العام.

 تقرير صادم بثته منظمة الصحة العالمية، أظهر أرقاماً مهولة عمّا تتعرض له النساء في العالم، إذ حذر، من أن ثلث النساء في العالم هن ضحايا العنف الجسدي، وقد أسهمت الجائحة في تفاقم الأمور، وذكر أنه تم توثيق نحو 736 مليون فتاة وامرأة في الخامسة عشرة وما فوق تعرضن لاعتداء، وغالباً على يد شريكهن. ومعظم أعمال العنف تشهدها الدول الفقيرة عموماً، إذ إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة فاقمت من الضغوطات التي انعكست سلباً بطبيعة الحال على النساء. هذه الأعداد المخيفة أخرجت مدير عام المنظمة تيدروس غيبريسوس عن صمته، إذ طالب بشكل عاجل من الحكومات التحرك، لأن العنف الذي تتعرض له المرأة لا يمكن وقفه بلقاح.

 العنف المتفاقم ضد «نصف المجتمع» هو جزء من الظلم الذي تتعرض له، إذ إن عدد الإناث الأميات في العالم يبلغ 473 مليوناً، بنسبة 63% من مجموع الأميين في العالم، حسب إحصاء عام 2017، في حين أن المساواة منعدمة في توفير وسائل التعليم بين الذكور والإناث، إضافة إلى ما يشوب العملية التعليمية من مضايقات في العديد من الدول التي تشهد عدم استقرار، كما حدث ويحدث في نيجيريا من تعرض مئات الطالبات للاختطاف، سواء من عصابات أو من جماعات متطرفة، لاستخدامهن كورقة ضغط ضد الحكومة.

 وعلى الصعيد السياسي، ورغم التحسن الذي طرأ على الكثير من الأنظمة التي أصبحت تدرج النساء في العمل العام، فإن الفجوة ما زالت واسعة، فالاتحاد البرلماني الدولي، ذكر أن النساء يشكلن نحو ربع عدد النواب بالبرلمانات في أنحاء العالم، وأشار إلى أنه في عام 1995 لم تتعد نسبة النساء في برلمانات العالم 11,3%، وارتفعت إلى 18,3% في 2008، ووصلت إلى 24,3% العام الماضي، لكنه في اللحظة ذاتها، دعا إلى السعي لتحسين الديمقراطية التمثيلية للنساء في العالم بأسره، هذا التقرير استثنى القليل من الدول الذي أشار إلى أنها عملت على تحقيق المساواة في البرلمانات.

 العالم مطالب أكثر من أي وقت مضى بسن تشريعات تحفظ حقوق المرأة، وتوفر الحماية لها على الصعد كافة، واستثمار دورها، إذ أثبتت المرأة نفسها في الميادين كافة، السياسية والاقتصادية والعلمية، فالتهميش والتعنيف كفيلان بإنشاء مجتمعات مشوهة لا تقوم لها قائمة. يوم المرأة تذكير للحكومات للعب دور بناء في تحقيق المساواة بين الجنسين.. فهل تفعل؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"