عادي

أبو الغيط: سوريا جرح مفتوح في قلب الأمة العربية

22:32 مساء
قراءة 3 دقائق
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الاثنين، في الذكرى العاشرة لاندلاع الأزمة السورية إن الوضع السوري مأساوي ويمثل جرحاً مفتوحاً في قلب الأمة العربية. وأضاف أبو الغيط أن أبعاد الوضع الإنسانية والاستراتيجية والأمنية تلقي بظلالها على المنطقة العربية كلها، خاصة في المشرق ن وذكر أن «الكلفة الإنسانية للأزمة هي الأهم مع الأسف.. فنصف سكان البلاد هم فعلياً بين لاجئ ونازح، ونحو 2.4 مليون طفل خارج التعليم، والاقتصاد السوري في حال يُرثى لها علماً بأن التبعات الإنسانية لأزمة اللاجئين لا تتحملها سوريا وحدها، وإنما عدد من الدول من بينهم دول عربية تستضيف ملايين اللاجئين على رأسها الأردن ولبنان، وتُعاني الأخيرة بدورها من ظروف اقتصادية وسياسية ضاغطة». وتابع قائلاً: «إن سوريا دولة عربية مؤسسة في الجامعة، وعروبتها ليست محل نقاش، وسيادتها واستقلالها مثل الدول الأعضاء كافة في الجامعة، ركن مهم في الأمن القومي العربي، وتعليق عضويتها بالجامعة ليس وضعاً دائماً بل يتعين التفكير في كيفية مساعدة سوريا بكافة السبل». وشدد أبو الغيط على أن تجميد الوضع الميداني السوري لا يمثل حلاً، لأن الوضع القائم يمثل نزيفاً مستمراً على كل الأصعدة، مطالبا الحكومة السورية والمعارضة المدنية بالتسامي فوق منطق الغالب والمغلوب،لأنه «لا يمكن كسب حرب على حساب خسارة الوطن».

الحل السياسي

من جانب آخر، أكد المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون على ضرورة المضي في المسار السياسي لتسوية الأزمة السورية، بما يعيد لسوريا وحدة أراضيها واستقرارها، ونبه إلى تفاقم سوء الوضع الإنساني في سوريا، وسط انسداد الأفق أمام التوصل إلى تسوية أكبر أزمة في العصر، بحسب وصفه.
وقال بيدرسون في كلمة أمام مجلس الأمن عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» تزامناً مع الذكرى العاشرة لاندلاع الأزمة السورية: «الحل السياسي هو الطريق الوحيد للخروج من أزمة سوريا.. حان الوقت لنسير بسرعة في المسار السياسي لنعيد وحدة واستقرار سوريا». وتابع: «السوريون شاهدون على الخلافات السياسية التي لم تسوّ.. وشاهدون على غياب أي تقدم حقيقي بين الحكومة والمعارضة.. السوريون شاهدون على مجتمع دولي منقسم عالق بمنافسة جيوسياسية كل منهم متمسك بمواقفه يسعى لدعم طرف على حساب آخر». ولفت بيدرسون إلى أن «العالم فشل في تخليص السوريين من ما أسماه الأمين العام للأمم المتحدة كابوساً حقيقياً، ونأسف لأننا لم نتوصل لتسوية لهذه الأزمة».

كسر الجمود

وأضاف أن السوريين يدخلون عقداً جديداً من المأساة والمحن، وأن هذا «خطر كبير خاصة إذا لم تتعزز الجهود الدبلوماسية السياسية الدولية». وشدد بيدرسون على ضرورة أن تتوصل الأطراف إلى تسوية ترعاها الأمم المتحدة وفق القرار 2254 وعلى الأطراف السورية التحلي بالإرادة السياسية المطلوبة. وأوضح بيدرسون أن الأزمة السورية لن تحظى بأي تقدم إذا لم تحظ بدعم من الدبلوماسية الدولية البناءة. وقال: «هذا النزاع دولي، ومعظم المسائل المرتبطة به ليست في أيدي السوريين وحدهم.. أعرف أن تحقيق التقدم ليس بالمهمة السهلة فهنالك ريبة بين الأطراف السورية وبين الجهات الدولية والإقليمية والانقسامات عميقة.. لكن علينا أن نسعى للتخلي عن هذا الجمود ونبدأ باتخاذ الخطوة الأولى». وتابع: «ما نحتاجه خطوات واضحة وواقعية تنفذ تدريجياً وبشكل متبادل من قبل الجهات السورية والدولية.. على الحكومة والمعارضة والأطراف الدولية أن تحدد توقعاتها بشكل واقعي وأن نضعها في إطار القرار الأممي 2254.. نحتاج لخطوات متبادلة من كل الأطراف».

الأزمة الإنسانية

وعلى الصعيد الإنساني، قال بيدرسون إن 9 من بين كل 10 سوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر، منبهاً إلى أن معظم الأطفال السوريين حرموا من التعليم، وتم تجنيدهم للقتال. وأردف أن السوريين يعانون للحصول على الأدوية والخبز، مشدداً على أهمية دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا من دون شروط وقيود، وأكد ضرورة تقليل تأثير العقوبات على سوريا، لمساعدة المدنيين الذين عانوا، ويعانون الويلات، بسبب الأزمة.
من جهة أخرى، كتب ماكرون في تغريدة «إلى الشعب السوري أريد أن أقول: لن نتخلى يوماً عن هذه المعركة». وأضاف «سنبقى إلى جانبه للاستجابة إلى حاجاته الإنسانية والدفاع عن القانون الدولي ومكافحة الإفلات من العقاب وإيجاد حلّ سياسي، الوحيد الممكن».
إلى ذلك، وصفت دمشق البيان الأوروبي حول سوريا بأنه مملوء بالمغالطات والادعاءات التي تجافي الواقع، ورأت أنه «تأكيد على استمرار تلك المؤسسة بسياساتها العدائية إزاء سوريا».
 (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"